عزة شتيوي
بين ما يقوله الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن و ماتفعله الإدارة الأميركية السابقة واللاحقة مساحة للبس السياسي بدأت تظهر على ملامح المنطقة.. فبايدن الديمقراطي والمعلق بذيل الرئيس الأسبق باراك أوباما متعهد (إشعال الربيع العربي)وصاحب الإمضاء على تنفيذ مخططات خراب عشر سنوات مرت يقدم نفسه على أنه آخر المخلصين في واشنطن والمنتظر القادم على سحابة الحلول التي تمطر تصريحات ولا تروي الحال السياسي والميداني للمنطقة.
قد يذهب البعض لتقديم نيات بايدن على أنها سليمة (وبريئة)من بقايا سياسة ترامب خاصة أنه دعا لطاولة اتفاق نووي مع إيران وأشار للأوروبي ان يدخل الوساطة مع طهران لإحياء مجموعة (٥+١)من جديد ودون شروط مسبقة أيضاً وكان ما طرحه الرئيس عرضاً مجانياً على الجميع الركض وراءه..ولكن.
هل يملك جو بايدن خياراً آخر تجاه إيران خاصة وأنه يمرر استراتيجية أميركا من الطريق الدبلوماسي السريع والحديث عن اتفاق نووي يعني عودة أميركا وليس عودة طهران إلى الاتفاق؟
بايدن يعود بأميركا سياسياً ولكن على الوضع الراهن الذي تركه ترامب خاصة في المنطقة وقد يكون المعيار في مصداقية مايقوله بايدن وفي تضليله هو سورية.
فأميركا بالأمس قالت إنها ليست مسؤولة عن حماية النفط السوري كما تقول وإنها تسعى للقضاء على داعش فقط… إذاً لماذا تبني قواعد أميركية جديدة في الحسكة وتغمض العينين عن قوافل (الخليفة الداعشي) في التنف.. وتدعم فزاعة قسد التي باتت تؤرق السلطان العثماني وتبحث عن قيصر٢ في زحمة حديثها عن رفع الظلم والحرية للعالم !!… ثمة ابتزاز أميركي قادم تدسه إدارة بايدن في ملفات المنطقة ولن تجلس واشنطن على طاولة الاتفاق النووي دون أن تنتهز اللحظة علها تمرر ماعجزت عنه في الميدان المقاوم وبضغط من المجموعة الأوروبية.. يبدو أن بايدن قد نسي رغم كل القواعد الأميركية في المنطقة.. القاعدة الأهم بأن حلف المقاومة لا يقايض أو حتى يتنازل في الحرب وفي المفاوضات أيضاً
(سيرياهوم نيوز-الثورة٢١-٢-٢٠٢٢)