بمناسبة يوم الأغذية العالمي أقامت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ”الفاو” اليوم معرضاً للمنتجات الغذائية المحلية لسبعة عشر مزارعاً من محافظات درعا ودير الزور وحماة وحمص واللاذقية وريف دمشق، كالتمور والمربيات والمخللات والوصفات المحلية ومنتجات الألبان والأجبان والأعشاب الطبيعية.
وسلط المعرض، الذي أقيم في فندق البوابات السبعة بدمشق “الشيراتون سابقاً”، الضوء على دور المزارعين في إنتاج الغذاء من خلال الشرح الذي قدمه المزارعون للزوار، متحدثين عن سلسلة الإنتاج بأكملها ابتداء من الشتول وصولاً إلى التصنيع الغذائي، إضافة إلى عرض تجربتهم في تطبيق ممارسات الزراعة المستدامة على محاصيلهم بما في ذلك الأساليب الزراعية الذكية مناخياً وأهمية تنويع منتجاتهم وإتاحة الفرصة التي من شأنها الحفاظ على الغذاء من الهدر والمفاهيم المتعلقة باستهلاك الأغذية الموسمية والصحية.
وتضمن المعرض تكريم المزارع عبد الله طوبال أحد المشاركين في مدارس المزارعين الحقلية من قرية تل حاصل التابعة لمحافظة حلب بعد حصوله على جائزة الابتكار ضمن فعاليات منتدى الفاو للعلوم والابتكار لعام 2024، حيث ابتكر عبد الله حلاً مطوراً لتقنية كبس العلف التي تعلمها خلال مشاركته في مدرسة المزارعين الحقلية لإنتاج الأعلاف في قريته، وقد سمحت هذه الآلة المنخفضة التكلفة لمربي الماشية في تل حاصل بصنع بآلات الفصة بسرعة وسهولة نظراً لإمكانية تشغيلها من قبل شخص واحد.
وعبر عبد الله عقب استلام جائزته عن سعادته بالتكريم الذي تلقاه ابتكاره من منظمة الأغذية والزراعة بقوله: “أنا فخور بأن هذه الآلة أتاحت لجيراني وأهالي قريتي إمكانية تخزين علف القصة، ما عزز إنتاجنا الحيواني وسبل العيش لدينا وقدرتنا على الصمود والتعافي” .
مساعدة ممثل منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” لشؤون البرامج الدكتورة هيا أبو عساف أشارت إلى أن المعرض يقام تحت شعار “الحق بالأغذية نحو حياة ومستقبل أفضل” تحتفل من خلاله المنظمة مع أبطال الغذاء المزارعين الذين عملوا مع المنظمة عن طريق مدارس المزارعين ووحدات التصنيع، حيث عرض المزارعون قصصهم ومنتجاتهم للزوار، مبيناً أن المنظمة تدرك التحديات التي واجهت هؤلاء المزارعين على الصعيدين الاقتصادي والمناخي، وتعمل معهم لتقديم معلومات ومعارف للوصول إلى قدرتهم على توريد دخل لتأمين حياة أفضل لهم ولأسرهم.
مدير برنامج بناء الصمود المحلي للمزارعين في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” جيمسون زيزاي أوضح أن هدف عملهم مع جميع الشركاء مساعدة الأسر السورية ليكون لها مستقبل وحياة أفضل وإنتاج غذائها بأنفسها وتوليد مصدر دخل لها.. ويتطلب تحقيق هذا الهدف وصول المزارعين بالوقت المناسب إلى الخدمات الزراعية المناسبة والمدخلات الإنتاجية الزراعية من خلال ما نقدمهم لهم المنظمة.
ومن المشاركين بالمعرض لفتت نادرة الحريب من دير الزور إلى أنها تدربت على التصنيع الغذائي مع منظمة الفاو، وبدأت العمل على تصنيع منتجات منها المربيات والأجبان والألبان والطحينة والزعتر وتطوير نفسها من خلال أصناف جديدة منها “مربى البندورة والكركديه وقشور البطيخ”، مشيرة إلى أنها بدأت بتسويق منتجاتها في دير الزور والمحافظات.
بينما أشار المهندس قيس ملا وردي مدير معمل “مراعي البوليل” المقدم من منظمة الفاو إلى دعم مربي الابقار واستقبال المادة الأولية وهي الحليب، حيث يقوم بتصنيع أنواع عديدة من الأجبان “المبسترة والحلوم والمسنرة والشلل والمطبوخة”، مبيناً أنه يتم خلال تصنع الأجبان تعريضها لدرجات حرارة عالية للتخلص من كل الجراثيم.
كما أوضح ناصر علي من حمص أنه يقوم بتصنيع منتجات الأجبان والألبان بشكل محلي في قريته وتسويقها ضمن القرية، ومنها المنتجات التراثية التي تشتهر فيها قريته، لافتاً إلى أهمية المعرض للمساعدة في التعريف على المنتجات وإيجاد أسواق جديدة لتسويقه، بينما تحدثت هبة الراضي من ريف دمشق أنها عرضت على طاولتها منتجات شاملة للمطبخ الريفي التي تصنعها
بنفسها من المربيات بأنواعها والمخللات والمجففات والبقوليات والزهورات وغيرها، مبينة أنها تستطيع من خلال مشاركتها بالمعرض التعرف على ميول الزوار وإيجاد أفكار جديدة لتنويع منتجاتها أكثر.
سيرياهوم نيوز 2_سانا