آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » بنك أهداف العدو: الاعلام المقاوم للزمن العبري

بنك أهداف العدو: الاعلام المقاوم للزمن العبري

زكية الديراني

توحّدت صورة المشهد الإعلامي، بعدما أعلن العدو عن أسماء مجموعة من الصحافيين الغزيين الذين وضعهم ضمن بنك أهدافه بدعوى انتمائهم إلى المقاومة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، استهدف أحد مكاتب القناة المقاومة في بيروت

 

 

بعد فشله في تحقيق إنجازات عسكرية في العملية البرية، بدأ العدو الإسرائيلي خطته الممنهجة المتمثلة في استهداف الإعلام المقاوم، في محاولة منه لإطفاء الكاميرات التي تنقل صورة المجازر التي يرتكبها في مختلف المناطق اللبنانية، وتكشف أسرار القتال على الجبهة في جنوب لبنان وعدم نجاح عملية التوغّل البري.

من دون إنذار، استهدف العدو الإسرائيلي أول من أمس أحد مكاتب قناة «الميادين» في منطقة الجناح في بيروت ودمّر المبنى. بدا واضحاً أن الاستهداف يحمل رسالة مفادها بأن العدو فتح صفحة جديدة في المواجهة، تقوم على استهداف الإعلام المقاوم الذي يواجه السردية الإسرائيلية التي تتبناها بعض القنوات اللبنانية والخليجية. من جانبها، أعلنت المحطة التي انطلقت من بيروت عام 2012، أن المبنى المستهدف تم إخلاؤه منذ بداية الحرب الإسرائيلية، متعهدة باستمرار التغطية والنصر.

في هذا السياق، لم يترك الاستهداف أي أثر على أداء القناة التي يديرها الإعلامي غسان بن جدو، بل زادها إصراراً على فتح كاميراتها وهوائها لتغطية الحرب على لبنان وغزة. وتوزّع مراسلو القناة على الأراضي اللبنانية كافة، في وقت يشنّ فيه بعض الإعلام اللبناني والخليجي حملة تخوين للمقاومة وشيطنتها، حاملاً لواء «الزمن الإسرائيلي الجديد». ليست المرة الأولى التي يستهدف العدو فيها أحد أطقم «الميادين». قبل أقل من عام، استشهدت مراسلة القناة فرح عمر وزميلها المصور ربيع معماري في غارة إسرائيلية استهدفتهما أثناء تغطيتهما في بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان.

 

 

 

استهدفت إسرائيل أول من أمس أحد مكاتب قناة «الميادين» في منطقة الجناح

 

مع استهداف «الميادين» سيطر الصمت على الساحة الإعلامية التي ترفع لواء حرية الرأي والتعبير، وفضّل بعض الصحافيين عدم التعليق على الحدث بأي عبارات إدانة. وكان لافتاً أن الأصوات التي غابت عن التنديد باستهداف القناة، برعت في نقل تغريدات المتحدث الإعلامي باسم «جيش» العدو الإسرائيلي افيخاي ادرعي. حتى إنه بات بمثابة أحد مصادرها الإعلامية، تتماهى معه وتنقل سرديته كالببغاء، وكان آخرها ما قامت به قناة lbci من تغطية تهديدات العدو لقصف «مستشفى الساحل» في ضاحية بيروت الجنوبية بحجج واهية بهدف استهداف القطاع الطبي ومواصلة حرب الإبادة والتطهير.

على الضفة نفسها، تلفت المعلومات إلى أنّ ادرعي بات بمثابة رئيس تحرير لبعض الصحافيين اللبنانيين، ويجندهم للكشف عن بعض المواقع في «مستشفى الساحل» التي يطلب منهم الدخول إليها للحصول على إحداثيات للمواقع التي ينوي استهدافها. وينفذ بعض الإعلام اللبناني تلك المهمات على أكمل وجه، وهذا ما حصل بالفعل مع تغطية قناة lbci لـ «مستشفى الساحل»، بينما رفض الإعلام المقاوم الامتثال لتهديدات أدرعي، مؤكداً خلو المستشفى من أي معدات للحزب.

في المقابل، لم تختلف صورة الإعلام المقاوم في غزة عن حالة نظيره اللبناني. فقد واصل افيخاي ادرعي حملته الواسعة على الصحافيين في قطاع غزة. وأول من أمس، أطل علينا الناطق المذعور بفيديو معلناً فيه عن تهديد مباشر لستة صحافيين فلسطينيين يعملون في قناة «الجزيرة» القطرية. وقال ادرعي: «وثائق تابعة لـ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» تؤكد على أنّ ستة صحافيين يعملون في قناة «الجزيرة» نشطاء في «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وهم: أنس الشريف، علاء سلامة، حسام شبات، أشرف السراج، إسماعيل أبو عمر وطلال العروقي».

صمت بعض الإعلام اللبناني والخليجي عن استهداف «الميادين»

 

تابع ادرعي في الفيديو الذي يحمل الكثير من الحقد والكراهية ضد الصحافيين الذين يواصلون عملهم في ظروف إنسانية صعبة: «يشكل معظم الصحافيين الذين يكشف عنهم جيش الدفاع رأس الحربة في نشر رسائل الدعاية الحمساوية في إطار عملهم في قناة «الجزيرة» مع التركيز على منطقة شمالي قطاع غزة».

هكذا يتفنّن العدو في نشر تبريرات لاستهداف الصحافيين، وهذا الأمر لم يعد جديداً. فمنذ بداية الإبادة في غزة قبل أكثر من عام، قتل أكثر من مئة وسبعين صحافياً ومصوراً في غزة من بينهم المصور سامر أبو دقة من قناة «الجزيرة»، وزميله الصحافي حمزة الدحدوح وغيرهما. وقبل حوالى أسبوعين، تعرض المصور فادي الوحيدي في «الجزيرة» لاستهداف مباشر أدى الى إصابة خطيرة في جسمه. ويمنع العدو حالياً نقل المصور خارج غزة لتلقي العلاج. وتتدهور حالة المصوّر الصحية يومياً، وينشر زميله انس الشريف فيديوهات طالباً تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ حياة المصور، لكن لا صوت لمن ينادي.

وفور إعلان نشر تهديد افيخاي، راحت حملات التضامن ترتفع مع الصحافيين الفلسطينيين، وخصوصاً أنهم يعيشون في ظروف صعبة، على إثر قيام العدو بحصار شمالي غزة ومنع دخول الطعام إليه والأدوية. ورغم التضييق، لا يزال أنس الشريف يقوم بمهماته الإعلامية على أكمل وجه، ويخرج برسائل مباشرة على الهواء كاشفاً زيف ادعاءات العدو.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا

    رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا   مدفوعة بمشاهد الموت والدمار الآتية من غزة والمنتشرة على ...