سمير حماد
( جئت لأعترض ) إنها خانة الرفض التي يجب ألا يغادرها المبدع , مهما كانت الإغراءات والتهديدات ،
تستميت السلطات والانظمة في عالمنا العربي , لدمج المبدعين في أتونها كي يصبحوا ناطقين باسمها ومنافحين عنها , ولهذا فتحت لهم أبواب السلطة والمال والشهرة …. الأغلبية لا تقاوم الإغراء , فاللسلطة بريق وللأنظمة طرق…. صار هؤلاء شركاء في السلطة والحكم ….وبات خوفهم , لا يقل عن خوفها من التغيير , وسلاحهم مقدرة كبيرة على التلون والتكيف مثل الضفادع.
لكنّ قلة من المبدعين الذين يتجرعون قدرهم وألمهم يومياً رفضوا أن يريقوا ماء وجههم، أو يرموا بأنفسهم إلى المعصية والخيانة…..
المبدع الحقيقي بقي منبوذا في كل الانظمة , وهذه قيمته وجدارته بهذا اللقب لا يقولنّ لي أحد أن الحياة تحتاج إلى المهادنة والمرواغة، علينا ألا ننسى أنها تحتاج أيضاً , للتمرد والجنون وحفظ ماء الوجه والكرامة قبل كل شيء….
لا وصفة جاهزة، لكيفية إنتاج مبدع حر قادر على التمرد والإستقلال، والنقد ….
كل مبدع يستطيع أن يصنع مجراه بنفسه وكما يصنع تجربته الذاتيه، وحده، عليه أن يسير بعيداً عن القطيع، وعليه دائما ألا ينحني لغير الكتابة، وشروطها وطقوسها.
المبدع الحقيقي وحده , قادرٌ على إشعال النار، في هذا الخراب الكبير , لكن عليه أن يتجرأ على إشعال ناره الخاصة، في روحه وفي عقله، قبل نصه وإبداعه، وقبل إشعالها في بيادر الآخرين ….
(موقع سيرياهوم نيوز-١)