من أجمل ما قالوا: “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، حكمة فذة تحمل في جنباتها فوائد جمة وهذه الفوائد لا حصر لها أولها ألا نجعل الزمن يغدر بنا على حين غفلة وينسينا الهدف الذي خلقنا من أجله وهو بناء المجتمع بكل ما أوتينا بحيث نكسب الوقت وألا نضيع ثانية واحدة.
فالوقت أغلى ثروة يمتلكها الإنسان، فما من شخص بلغ ذروة المجد والرفعة إلا بامتلاكه ناصية الزمن، فدائماً هذا الإنسان في شغل شاغل من أجل تطوير ذاته وينتقل من محطة إلى أخرى معززاً ثقافته ومؤكداً بأن لا نجاح في إثبات الذات إلا بجعل الوقت مطية بين يديه وجعله أداة في زيادة المعرفة والعلم وزيادة النفع في كل المجالات.
وفي قاموس الأذكياء والمنتجين لا لإضاعة الوقت ولا للخمول والتقاعس ولا لمصاحبة الكسالى وجلساتهم لأنه لا جدوى من صحبتهم لأن الوقت عندهم لا قيمة له وإضاعته سدى هو ديدنهم وتراهم يتأففون من فقرهم وعوزهم متناسين بأن عجلة الزمن تدور ولا ترحم الذين يضيعونه، وهؤلاء يلعنون الزمن ويشتكونه بأنه هو سبب فقرهم وعوزهم على عكس الذين أنتجوا في مجال عملهم وزادوا رصيدهم المادي والمعنوي وانتشر صيتهم في كل مكان فمثل هؤلاء عمروا الأرض وكانت ثمارهم يانعة يشهد بها القاصي والداني لما لها من فائدة جمة.
فالحياة مجموعة أيام إذا مضى يوم مضى بعضها والكيس والعاقل هو الذي يمسك بزمام الوقت وينتفع بكل ثانية من عمره، فضياع الوقت صفة الفاشلين والذين لا يعرفون بأن سعادة الإنسان تكون بالبحبوحة التي يعيش فيها إن كانت علماً نافعاً أو ثروة يتنعم بها ويفيد بها أصحاب الحاجة فهذه نعمة لا يعرفها إلا تنعم بها ووصل إليها وذاقها ولا يمكن لأحدنا أن يصل لهذه الرتبة إلا المجدون في عملهم وإنتاجهم.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة