الرئيسية » الزراعة و البيئة » الحرائق تشتعل والاجتماعات تنفعل!

الحرائق تشتعل والاجتماعات تنفعل!

 

 

غسان فطوم

 

خلال النصف الثاني من هذا الشهر، التهمت الحرائق التي شبت في حمص، بريفها الغربي، وغيرها من المحافظات، عشرات آلاف الدونمات المزروعة بالزيتون، والأشجار المثمرة الأخرى، في مشهد محزن ومؤلم جداً يتكرر كل عام، لا يشعر به إلا كل من بذل جهداً وأنفق مالاً، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تتناقل وسائل الإعلام المحلية أخباراً عن الحرائق في هذه المحافظة أو تلك، والنتيجة دائماً خسائر كارثية تلقي بظلالها على المزارعين المنهكين وعلى الاقتصاد الوطني!

 

تكرار الحرائق وتمددها لمسافات طويلة يؤكد أن هناك غيابا، أو إهمالا لجهة التدابير الوقائية، رغم ما نسمعه من تأكيدات، مطلع كل صيف، بأن الجهات المعنية اتخذت الإجراءات الاحترازية اللازمة، لكن الوقائع على الأرض تبيّن أنه لا توجد خطط كافية لحماية الحراج والمحاصيل الزراعية التي تحترق والفلاحون ينظرون إليها بقلوب محروقة وعيون دامعة، بينما المعنيون يواصلون اجتماعاتهم لإيجاد الحلول، وكأن الحرائق تحدث لأول مرّة!

المزارعون في ريف حمص الغربي، وخاصة في منطقة شين ووادي النضارة، وقرى بلاط وعين الغارة وبعض مناطق صافيتا، هم أكثر المتضررين هذا العام من الحرائق، وأخطر ما في الأمر – بحسب مصادر من قراهم – أن العديد منهم يفكرون جدياً بالعزوف عن زراعة الزيتون الذي يعتبر المحصول الأساسي، خوفاً من تكرار احتراق مواسمهم في كل عام، وعدم التعويض عليهم بحجة أن الحرائق تحدث بفعل فاعل، وفوق كل هذا الألم صدر بالأمس قرار برفع سعر المازوت الزراعي من 2000 إلى 5000 ليرة!

 

هنا.. ثمة أسئلة يمكن طرحها أمام غياب الحلول الناجعة، وأولها: أين مطار حمص الزراعي المقرر إحداثه منذ عدة سنوات؟ فلو كان تم إحداثه –حسب الوعود- لكان من دون شك قد ساهم بشكل كبير في السيطرة على الحرائق في ظل عدم كفاءة سيارات إطفاء الحرائق التي عليها ألف ملاحظة!

 

السؤال الثاني: هل بات من المعجزات وجود نظام إطفاء متطور بالمعدات والكوادر، في كل محافظة؟!

 

والسؤال الثالث: أين الدعم الذي نتحدث عنه للقطاع الزراعي، ونحن عاجزون عن شق وتعبيد الطرق الزراعية التي باتت أهم مطلب عند الفلاحين والمزارعين في ظل الحرائق المفتعلة، أو التي تشب بفعل العوامل الطبيعية؟

 

أسئلة نتمنى الاهتمام بها، فإن استمرت الأمور على حالها لن نجد شبراً أخضراً من الأرض!!

 

هامش: خبير اقتصادي قدّر خسائر حريق وادي النضارة الذي قضى على أشجار مثمرة من الزيتون والتفاح والكرمة وغيرها وأشجار حراجية معمرة ونباتات طبية ونفوق الحيوانات البرية بأنها تفوق الموازنة العامة للدولة لعام ٢٠٢٥.

(سيرياهوم نيوز1-البعث)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اليوم الوطني للبيئة… استنهاض للهمم وللتوعية بأهمية التعامل السليم مع الموارد الطبيعية والبيئية

تركز وزارة الإدارة المحلية والبيئة على الكثير من القضايا البيئية بالعمل على نشر الوعي البيئي وتعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه هذه القضايا ومنها الحد من التدهور البيئي ...