د. جورج جبور
اكتب من دمشق صباح اليوم السبت(2 ت ثاني 2024 )مخاطباً كل العواصم العربية ، وغيرها ايضاً، في 2 ت ثاني 2025.
لكنني اخاطب قبل اي احد مؤسسة عربية في عمان، الاردن، هي ” اتحاد الجامعات العربية”.
لم أتعامل معها كثيراً، لكن لإسمها ثقل نوعي .
ما يدعى به من حق لليهود في فلسطين ، وحدها و. او. في ما يجاورها، ليس بالامر المجهول.
ونعلم انه اكتسب صيغة تنفيذية في مثل هذا اليوم قبل مائة سنة وسبع.
ونعلم انه مخالف لما تواضعت عليه الدول في العصور الحديثة , واسمته القانون الدولي.
احدث صيغ القانون الدولي هو ميثاق الأمم المتحدة وما تبعه.
قمة القانون الدولي في قضية فلسطين هو قرار محكمة العدل الدولية الصادر قبل أشهر.
كيف ننتقل من تطبيقات عملية لأصولية دينية جسدها ” وعد بلفور” وما تلاه، الى تنويرية شرعة حقوق الانسان في 1948 ثم 1966 ، ثم ما تراكم بعد ذلك؟
عملية الانتقال الصعبة هذه هي محور ما احاول القيام به منذ ربيع عام 1969 حين تعاقدت مع مركز الابحاث الفلسطينية في بيروت لتأليف كتاب بالانجليزية عن الاستعمار الاستيطاني ، كتاب ظهر في أب 1970، ووجد، في عام 2024 من زكاه لينظر في امكانية إعادة طبعه لتوزيع اعم.
بل هي محور ما قام ويقوم به كثيرون بدءًا، ان شئنا، بنجيب عازوري، وليس انتهاء بالمجاهد الوطني الاستاذ. منيب المصري الذي ينظم اليوم اهم فعالية عربية ودولبة عن الوعد — التصريح الموصوف حقا وصدقا بأنه مشؤوم، والذي حارب صدوره ببسالة ، التنويري اليهودي مونتاغيو كما هو معلوم.
النظرية التي تبنيتها بحماسة وما ازال : ليكن ، بحقوق الانسان, نضالنا من أجل الغاء الأصولية الدينية في وعد بلفور , وليكن بمقاومتنا على الأرض ، تنفيذنا لشرعة حقوق الانسان .
وكل ذلك يعتمد على العلم المجمع عليه، رغم صعوبات الاجماع في العلوم الاجتماعية وفي الانسانيات .
وحين نقول ” العلم” ، تقفز الى الذهن كلمة الجامعات. صحيح ان في بعض الجامعات والجامعيين ما هو فضيحة علمية، وسأختم بذكر واحدة منها للتفكه، إلا ان العلم الحقيقي شبه المجمع عليه ما يزال ، ويستمر، في عهدة الجامعات.
أشعر بسعادة لأنني على صلة طيبة ،في موضوع الاستعمار الاستيطاني، مع جامعة القدس. هي في منطقة خاضعة للاحتلال كما نعلم ، والاحتلال قيد. الا انها،هذا العام، هي الابرز بين الجامعات العربية انشغالا بوعد بلفور. اغفال الجامعات العربية للذكرى امر مؤسف، لكنه واقع .
ساخاطب اتحاد الجامعات العربية، وربما ان جامعة القدس ستخاطبه أيضا. سأساله ان يضع في برنامجه منذ يوم غد، 3 ت ثاني، ،2024, خطة لاصدار كتاب عن وعد بلفور يصدر بمناسبة ذكرى الوعد عام 2025. هو الطبعة الأولى التي ستحدث سنويا.
اعتبر ان مؤسسة ذات اسم محترم، هو ” اتحاد الجامعات العربية” هي المؤتمن الأول لمقاربة عقلية تناهض اصولية دينية تصبغ وعد بلفور .*
*تبقى الفضيحة العلمية المشهودة. فلنغض النظر عنها اليوم. إيرادها ، والافادة من مغزاها مفيد، لكن الوقت تأخر الآن. لدي التزام حان وقت الوفاء به.*
—————————
. *انتهى.*
الكاتب: أستاذ ورئيس قسم السياسة في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة: 1977–1979.*
*مؤلف كتاب ” وعد بلفور”، ط 5. دمشق وعمان. 2010، 439 صفحة .
(موقع سيرياهوم نيوز-1)