سعاد سليمان
ضمن النشاط الأسبوعي لفرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس .. كان اللقاء ظهر يوم أمس الأحد مع اللواء منير حامد نصر رئيس رابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب , وذلك في مقر الاتحاد , وبحضور نخبة من المثقفين , والمهتمين بالشأن الثقافي بالمحافظة , ورفاق , وأصحاب طريق اللواء ضيف الجلسة , وصاحبها .
قدم للمحاضر , وللمحاضرة الأديب منذر عيسى رئيس اتحاد الكتاب الفرعي متحدثا عن اللواء الضيف المحاضر الذي يعود نسبه إلى قرية عين شقاق , والذي عاش خلال سنوات الدراسة في الدريكيش , و عن مولد المحاضر الضيف إبان الاحتلال الفرنسي , في مرحلة لم يشهد لها التاريخ مثيلا بالانحطاط , والظلم , والقهر .
ويؤكد الأستاذ منذر أنه ورغم كل الظلم كان اللواء منير حامد نصر من المحظوظين حيث ولد في أسرة تدرك أهمية التعليم , وقد خرج منها أعلام كبار في الأدب , والشعر , والعلم .
وهعن المحاضر قال : أن قدره قاده إلى المؤسسة العسكرية ليتدرج في رتبها , ومواقع عملها في سورية , ولبنان , ويتبوأ أرفع المواقع القيادية بعصامية قل نظيرها , ويتقاعد برأس شامخ , وكف نظيف , وسمعة عطرة ..
مؤكدا أنه كان نصيرا للفقراء , ونموذجا ناصعا للمؤسسة العسكرية , وهو الرجل الواسع المعرفة , والاطلاع , المتواضع , المرهف المشاعر , العميق المعرفة , المؤمن , والباحث في أمهات الكتب .
في محاضرته القيمة الطويلة ,شرح المحاضر الضيف كل مفاصل , وتاريخ العرب , والعالم من حيث الاستعمار , والهيمنة , والنضال للحصول على مستحقات الحياة , والعيش الكريم .
وتحدث عن الحلم القومي العربي , وانكساراته , وانعكاس ذلك على الانتماء , وعن حرب تشرين , ومنعكساتها ..
ومما قال : حلمنا هو ما ولدنا من رحمه , ورضعنا حليبه , ونمنا على وسادته .. نحلم به , ويزرع في وعينا حلم السعادة بالحياة , وتحقيق الأماني , والطموحات ..
في شبابنا سرنا على دروب الحياة , وراء نقطة سلمنا إليها الرايات .. عاهدت السير بنا لتحقيق الحلم حيث تناطحت النظريات المسطحة بين أممية , ودينية , وقومية .. بصمات التشظي بالفكر حيث التخلف ..
ويضيف : القومية صلنا , وجلنا بها لكننا لم نر إلا صراعا في التنظير لا التطبيق .
ويتحدث عن أربعمئة سنة من الاضطهاد العثماني لتفريق العرب , وطمس الهوية العربية , ونشر الجهل , والتخلف ليأتي بعده الغزو الاستعماري الغربي ..
وكان التقسيم ..
ويتحدث المحاضر عن الحربين العالميتين , ونتائجهما , وعن المعسكرين الاشتراكي , والرأسمالي مؤكدا دور الدولة العثمانية في نشر الجهل , والتخلف خلال اربعمئة سنة من الاحتلال , وعن الانقلابات العسكرية , وحركة الضباط الأحرار في مصر ردا على التخاذل العربي , وعن الوحدة بين مصر , وسورية , عن فلسطين , والكيان الصهيوني الخطير ..
وعن ثورة 14 تموز في العراق التي حرفت عن خطها الوحدوي , وانتكاسة قوية دفع ثمنها المناضلون القوميون .
ويستعرض التاريخ في مصر , وسورية , والعراق , والاختلاف في أولوية الأهداف الاستراتيجية , والتخبط الميداني لقوى الثورة ..
عن مصر وتاريخها , وعن حرب الاستنزاف , وعن سورية , وجرحها العميق حتى الوصول إلى الحركة التصحيحية بقيادة الفريق حافظ الأسد , ونتائجها العربية , والدولية حيث بناء الدولة السورية , والقوات المسلحة استنادا إلى الفكر القومي , وعن بناء الوطن اقتصاديا بما يحقق التطور , والعدالة الاجتماعية , وليأخذ الوطن مكانه اللائق .
عن صناعة القوة الميدانية للجيش السوري , والمصري ..
عن تاريخ من التآمر, ومشاهد رآها بأم العين في فلسطين لانتصار سوري أمام العدو الصهيوني , وانتقال الجهد السوري لمعالجة مشاكل لبنان لما له من تأثير على سورية ..
عن محاولات قتل الحلم , ودفنه , حيث اللعنات الثلاث : الموقف الاستراتيجي والتنوع العرقي , والطائفي , والمذهبي ..
مؤكدا : أن الأقدار تصنعها الشعوب الحية لتحقيق أحلام السمو , والتطور الحضاري , وأن التاريخ يعيد نفسه , والعالم اليوم يتجه إلى تكتلات اقتصادية , وسياسية يعيد التوازن للعالم .
في المداخلات كان الحديث عن انكسار الحلم العربي , والقومي , وعن الابادة الجماعية اليوم في فلسطين , ولبنان , والعالم يتفرج !!
(موقع سيرياهوم نيوز-2)