الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » تبنّي وجهة النظر الإسرائيلية والمشاركة في الحرب النفسية: إعلام «لبناني»… بالاسم فقط!

تبنّي وجهة النظر الإسرائيلية والمشاركة في الحرب النفسية: إعلام «لبناني»… بالاسم فقط!

نزار نمر

 

 

 

ما لبثت صحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية أن نشرت يوم الثلاثاء الماضي تقريراً يدّعي استخدام شركتَي Whish Money وWestern Union لتمويل تسليح «حزب الله»، حتّى انكبّ عدد من وسائل الإعلام اللبنانية على نقله كما هو، بما في ذلك mtv وIM Lebanon وLebanon Debate وغيرها، فيما نقل موقع «المدن» الخبر مع شرح الآلية المعتمدة من «مصرف لبنان» بشأن تحويل الأموال، ووحده أشار إلى أنّ اتّهامات الصحيفة لا أساس لها من الصحّة، مستنداً إلى مصادر مصرفية. وكان لافتاً أنّ هذه الوسائل جميعها تجاهلت تماماً ورود اسم شركة Western Union الأميركية في تقرير الصحيفة الإسرائيلية الذي أورد أنّ الشركة أكّدت التزامها بكلّ المعايير. وركّزت عناوينها على Whish Money، وتناولت أحد مالكَيها توفيق كوسى للتصويب السياسي بما أنّه سوري الأصل حصل على الجنسية اللبنانية بمرسوم جمهوري في عهد الرئيس إميل لحّود. وأفرد «تلفزيون المرّ» تقريراً إخباريّاً للحدث، متحدّثاً عن تفاصيل التقرير الإسرائيلي بحذافيره ومن دون الأخذ برأي جهات لبنانية أو ما شابه، بدءاً من العلاقة المزعومة بـ«هيئة دعم المقاومة الإسلامية»، مروراً بالعقوبات الأميركية، وصولاً إلى الاستناد إلى تقرير من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» ادّعى استغلال «حزب الله» الأزمة الاقتصادية في لبنان لمصلحة نموّه. وأشارت جميع التقارير إلى «القرض الحسن» كونها تعرّضت للاستهداف الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، لكنّ ذلك لم يلفت نظر الوسائل الإعلامية اللبنانية إلى كونها تشارك في التحريض على قصف فروع Whish Money التي تبلغ أكثر من 900 على امتداد الأراضي اللبنانية، أو ربّما تدرك ذلك تماماً، كما كانت mtv تدرك ماذا تفعل حين حرّضت على «القرض الحسن» قبل بضعة أيّام من قصف فروعه، وهو ما عرّض القناة لدعوى قضائية أقيمت ضدّها منذ مدة.

 

يفرض الإعلام العبري تعتيماً على كلّ ما يصدر من لبنان

 

وتحت عنوان «معلومة إسرائيلية عن أخطر «نفق لحزب الله»… مفاجأة كبيرة عنه!»، نشر موقع «لبنان 24» المملوك لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تقريراً يمكن استشراف شناعة مضمونه بمجرّد قراءة العنوان. لا يكتفي بعدم استخدام كلمة «الزعم»، بل ينقل الخبر كأنّه مؤكّد ويستخدم كلمة «معلومة». وفوق ذلك يضخّم من شأنه باعتباره «مفاجأة»! علماً أنّ التقرير ذاته يشير إلى أنّه استقى معلوماته من موقع N12 العبري التابع للقناة 12، وأنّ «لبنان 24» ترجمه إلى العربية. وبدأ الموقع اللبناني خبره بالعبارات التالية: «نشر موقع «N12» الإسرائيلي تقريراً جديداً قال فيه إنّ عناصر «حزب الله» موجودون في ميدان جنوب لبنان رغم أنّ أعدادهم قليلة هناك، مشيراً إلى أنّ هناك ما يسمى بـ«الفرق النائمة» التي تختبئ وتنفّذ هجمات مركّزة عبر قنص الجنود الإسرائيليّين»، مكملاً في سرد مزاعم عن النفق وطوله وماهية استخدامه من «قوّة الرضوان» بحسب الادّعاء الصهيوني، بالإضافة إلى صوَر مزعومة كذّبتها قناة «الجديد» ضمن فقرة تبثّها ليلاً حول الأخبار المغلوطة. هكذا، يستخدم الموقع كلمات «القول» و«الإشارة» و«التأكيد» لنقل تقرير عبارة عن بروباغندا صهيونية صافية، ويشارك في الحرب النفسية على بلده وناسه، فيما الإعلام العبري يفرض تعتيماً على كلّ ما يصدر من لبنان ولو كان مؤكّداً وموثّقاً، كي لا يتأثّر المستوطنون بالحرب النفسية.

حبّذا لو يتّعظ «لبنان 24» وأخواته من مواقع إلكترونية فرّخت من كلّ حدب وصوب من دون حسيب أو رقيب، ويتوقّفون عن المشاركة في الحرب الإعلامية الصهيونية على لبنان. وإن كانت حجّة هؤلاء معارضة المقاومة، فإنّ المشاركة في العدوان على اللبنانيّين لا علاقة له البتّة بادّعاء مماثل!

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المدير السابق اتهم أمينة السر بإخفاء السجل … خلافات كبيرة داخل إحدى مدارس ريف القامشلي يمكن أن تطيح بمستقبل 392 طالباً وطالبة في الشهادة الثانوية

أخذت قصة طلاب ثانوية الشهيد إبراهيم الحسين في قرية «القصير» التابعة لريف مدينة القامشلي صدىً واسع النطاق في الأوساط التربوية والاجتماعية بشكل خاص، والإدارية الحكومية ...