اسيا العتروس:
تطورات الاحداث في السودان، كان ذلك محور اللقاء الصحفي الذي عقده السفير السوداني بتونس أحمد عبد الواحد أحمد لاستعراض المشهد السوادني الراهن بعد اشهر على امتداد الصراع المسلح بين الجيش السوادني و قوات الدعم السريع. وقال ان مجزرة جنينة و الخرطوم التي تناقلتها وسائل اعلام قبل اسابيع تعد جرائم تطهير عرقي.. واوضح أنها جماعات ارهابية تستعين بالمرتزقة من 17 دولة .
وشبه السفير السوادني ما ترتكبه قوات الدعم السريع في السودان بجرائم جيش الاحتلال الاسرائيلي في حق الفلسطينيين. وحتى يمنح السفير للقاء الذي يأتي قبل أيام على القمة العربية التي أعلنت السعودية انعقادها خلال الحادي عشر من الشهر الحالي فقد تخلل اللقاء تسجيلا مصورا عن انتهاكات واعتداءات واغتصاب قوات التدخل السريع في حق المدنيين من نساء و شيوخ و شدد السفير السوادني على أن الشريط يعود لقوات الدعم السريع التي كانت توثق جرائمها وتروج لها لترويع السودانيين.
وطالب السفير السوداني العالم بتصنيف قوات التدخل السريع بانها جماعات ارهابية معتبرا ان التنديد والاستنكار الخجول لجرائم هذه القوات لا يكفي. كما حمل عددا من الدول مسؤولية تحريض هذه القوات وتسليحها مشيرا الى وجود عشرات الاسرى من المرتزقة لدى الجيش السوداني من التشاد والنيجر ومالي و ليبيا .و قال انه بعد مفاوضات ماي 2023 برعاية الرياض حول وقف اطلاق النار تنكرت قوات الدعم السريع للاتفاقات بعد العودة الى الخرطوم كما كشف عن رفض الحكومة العودة للتفاوض في جنيف معتبرا أنها كانت محاولة لمنح الميليشيات منفذ للهروب من اتفاقيات الرياض.
وحول جذور الصراع قال ان ظهور قوات الدعم السريع كان بهدف انهاء التمرد في دارفور و النيل الازرق ومنطقة كاردوفان ودعم جهود الجيش السوادني في حماية الحدود و ذلك في زمن الرئيس السابق عمر البشير بعد تشتت جهود الجيش السوداني في ملاحقة المتمردين وقال ان قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي كانت تقاتل باسم الحكومة السودانية في حرب دارفور في2003 قبل أن تتشكل رسميا في 2013 تحت اسم القوات الخاصة للدعم السريع لمكافحة حركات التمرد تحت مظلة الجيش السوداني قبل أن تتحول الى قوات متمردة على السلطة القائمة وعلى الجيش السوداني. واوضح انه بعد سقوط نظام البشير بدأت تستقل عن الجيش بدعم زعيمها الذي وضع اليد على منجم الذهب في جبل عامر وصارت الجماعة تصدر الذهب الى الخارج و تقتني السلاح و انها اعطيت فرصا متتالية في تشكيل الحكم و لكن ظلت قضية الدمج النقطة التي افاضت الكأس وأججت الصراع. وشدد على ان الجيش السوداني له وجود منذ مائة عام وانه قادر على مواجهة الوضع.
وقال السفير السوداني أحمد عبد الواحد أحمد، إن هناك نحو 13 مليون سوداني نزحوا داخليا وخارجيا بسبب اعتداءات قوات الدعم لسريع.
وشدد السفير على أن “هناك 10 ملايين نزحوا داخل السودان من الأقاليم ونحو 2.5 مليون أو 3 ملايين نزحوا إلى الخارج، وهناك 5 آلاف قتيل في الخرطوم وحدها”.و قال أن “السودان لا يحتاج دعما عسكريا بقدر ما يحتاج إلى إيقاف وصول مرتزقة من دول مجاورة.كما رفض نشر قوات حفظ سلام دولية “باعتبار أن الجيش السوداني يحفظ الأمن” في البلاد.
وحول عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض قال لا نريد استباق الاحداث مضيفا أن ترامب معني بالشأن الداخلي الأميركي، وله فلسفة في إيقاف الحروب، نتمنى أن يتدخل لوضع حد لهذه الحرب بالسودان”.
كما اعتبر السفير أن “السودان يحقق الاكتفاء من الغذاء وليس هناك مجاعة مطلقا، على الرغم من الوضع الصعب والحرب الدائرة بالبلاد منذ مدة”. وحمل صراحة دولة الامارات مسؤولية دعم الدعم السريع، معتبرا أنها من تشعل الحرب بالسودان الى جانب دول أخرى، رافضا تسميتها، معتبرا انه على الامارات ان تقدم سبب دعمها للدعم السريع خاصة وأن السودان لم يكن في أي يوم من الأيام عدوا لهذه الدولة”.
واستبعد السفير احمد عبد الواحد أحمد أي تدخل عسكري لمصر في السودان، وشدّد على “استحالة ذلك، معتبرا أنه لا يمكن أن يحدث إلا في حال تم المسّ بمصالح مصر بالسودان.
وأكد وجود أطماع اسرائيلية في مياه النيل وأنها تحاول السيطرة عليها , كما رفض فكرة دخول قوات أممية أو دولية لبسط الأمن والنظام، ولو لمدة مؤقته ومحدودة، و قال “الأمر مطلقا لا يستوجب ذلك..
وفي رده على سؤال حول ثروات السودان الباطنية و استمرار الصراعات في هذا البلد خلص السفير السوداني الى أن السودان تلاحقه لعنة الكنوز و الثروات الباطنية و اشار الى وجود جبال من الذهب و غيره من المعادن و انه حتى اليوم لا تزال عمليات استخراج اطنان من الذهب تتم بطريقة بدائية ، وأشار الى أنه لكل هذه الاسباب لا يراد للسودان أن يستقر الا أنه رجّح “إمكانية انتهاء الحرب الدائرة قريبا نظرا للتحسن النسبي في الوضع الميداني”.
سيرياهوم نيوز١_رأي اليوم