باسل علي الخطيب
تقول الأسطورة أن اللّه قد خلق حواء من ضلع آدم…
و هذه وإن كانت أسطورة، لكنها وككل أسطورة ليست حكاية خرافية، إنما إسقاط فلسفي لمفاهيم روحانية….
هذه الأسطورة تعني أن حواء جزء من آدم…
و الجزء مفطور أن يتبع الكل….
و الكل مفطور أن يقود الجزء….
نعم، الرجل قائد للمرأة، لا مالكها…
ليست القصة أبداً من يسيطر على من…
أو من يلغي من…
القصة بكل بساطة أن ذاك الكل يحنو على بعضه…
وأن ذاك البعض يحتمي بكله….
عندما فطر الله الرجل أن يكون قواماً، فهذا كان يعني أنه جعل المرأة إحدى مسؤولياته، و ليست إحدى ممتلكاته…
و عندما فطر اللّه المرأة لتعيش في كنف الرجل، لأنه قد فطر الرجل أن يحب رقتها، أن يحب لجوءها إليه، ذاك اللجوء الذي تمارسه فيه المرأة أنوثتها، دون أن تفقد ولو ذرة من كرامتها….
الرجل عندما يتصرف على أساس أنه يحمي امرأته و يعطف عليها، لا يشعر أنه يتصدق عليها، إنما يحقق رجولته….
و المرأة حين تعيش رقيقة في كنف رجلها، لا تشعر أنها تابعة، بقدر ما تشعر أنها تحقق أنوثتها….
الفطرة أن يقود الرجال البيوت، و غير ذلك هم ليسوا إلا ذكوراً…
أرى و أعرف كثيراً من البيوت تقودها النساء، و هذا بداية الخراب….
و لو دققنا و غصنا في أعماق هؤلاء النساء، سنعرف أنهن غير سعيدات…
غير سعيدات لأنهن في موقع لم يخلقن لأجله، و أنهن يتمنين في صميم قلوبهن أن يمسك الرجل بزمام الأمور….
لا توجد امرأة لا تشتهي رجلاً يغار عليها..
لا توجد امرأة لا تتمنى أن يهديها الرجل الذي يحبها هدية ما، مع انها تكون قادرة على شراء ما تريد..
لا توجد امرأة لا تتمنى أن يمسك بيديها الرجل الذي تحب ليعبر بها الطريق، رغم أنها ليست صغيرة و تستطيع أن تعبره لوحدها…
لا توجد امرأة لا تشعر بكل أنوثتها إن وضع الرجل الذي تحب يده على جبينها يتحسس حرارتها إن كانت مريضة….
لا توجد امرأة لا تشعر بكامل أنوثتها إن قام الرجل الذي تحب بخلع معطفه و ألبسها إياه في يوم بارد، حتى و إن لم تكن تشعر بالبرد….
الرجولة في جزء كبير منها حنان و اهتمام…
و الانوثة في جزءها الأكبر رقة و حياء…..
إن أردتها أنثى كن رجلاً…
عندما تتخلى عن فطرتك، ستتخلى هي عن فطرتها…..
قاتلي لأجل أنوثتك…
فالأنوثة ليست قيداً، إنما فطرة، بل واحدة من أجمل الفطر في الكون……
(سيرياهوم نيوز1-الكاتب)