آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » «فيتامين ب1 وب6» لمواجهة «الإجهاد الملحي» وتحسين الزراعة

«فيتامين ب1 وب6» لمواجهة «الإجهاد الملحي» وتحسين الزراعة

يُمثل الإجهاد الملحي تحدياً كبيراً للمزارعين بسبب زيادة تركيز كلوريد الصوديوم في التربة، ‏ما يؤثر سلباً في العمليات الفسيولوجية للنبات ويقلل من الإنتاجية الزراعية بشكل كبير، ‏وتعطيل امتصاص العناصر الأساسية مثل البوتاسيوم والكالسيوم، وتقليل نشاط التمثيل ‏الضوئي، كما يعرقل قدرة النباتات على امتصاص المياه، ما يؤدي إلى جفافها وضعفها، وينتج ‏عنه انخفاض بحجم وجودة المحاصيل والثمار.‏

وتركز معظم الأبحاث الزراعية على تعزيز نمو النباتات وإنتاجيتها ومساعدتها على التكيف ‏مع الظروف المختلفة، من خلال استخدام طرق علمية حديثة لتحسين قدرة النباتات على تحمل ‏الإجهاد الملحي، مثل تحسين إدارة المياه، وزراعة أنواع نباتات مقاومة للملوحة، وتطبيق ‏تقنيات الزراعة المستدامة.‏

وفي أحدث دراسة أجريت في هذا الشأن، نشرت في دورية «ساينتفك ريبورتس»، كشف ‏باحثون مصريون من قسم النبات بكلية العلوم جامعة حلوان، أن تعزيز نمو النباتات في ‏مراحلها الأولى يرتبط عادة بتحفيز أنشطة التمثيل الغذائي المختلفة، مؤكدين أن الفيتامين يُعدُّ ‏آمناً وصديقاً للبيئة عند استخدامه بالجرعات المناسبة.‏

وهدفت الدراسة إلى رصد تأثير نوعين مختلفين من فيتامين «ب» (الثيامين والبريدوكسين) ‏على نبات الفول البلدي كمنشط للنمو، إضافة إلى دراسة تأثيره كعامل قوي مضاد للأكسدة ‏تحت ضغط الملح، كما سعت الدراسة للتحقيق في كيفية تحفيز فيتامينات «ب» لنمو نباتات ‏الفول البلدي وتحسين قدرتها على التكيف في الظروف المالحة، ‏

واختبر الباحثون تأثيرات الرش الورقي المحتوي على مكملات “فيتامين ب1 وب6″، في ‏نباتات الفول البلدي المزروعة في ظروف طبيعية ومالحة، وأظهرت النتائج أن كلا الشكلين ‏من الفيتامين زادا بشكل كبير من نمو الشتلات في مراحل الإنبات والنمو المبكر، إذ بلغ ‏التحسن حوالي 35 % في طول الشتلات.‏

وأكد الباحثون أن تطبيق الفيتامينات خفف من الآثار الضارة للملوحة، وعزز أيضاً قدرة ‏النباتات على مكافحة الأكسدة، كما أظهر الثيامين “ب1” قدرة ملحوظة على زيادة مرونة ‏النباتات، إذ تم تسجيل أعلى قيمة مضادة للأكسدة بنسبة 28.14 % تحت ضغط الملوحة.‏

كما أدى تطبيق الفيتامينات إلى زيادة مستويات الصبغات الضوئية والسكريات والبروتينات، ‏ما يشير إلى تحسين صحة النبات ووظيفته. إضافة إلى ذلك، عززت الفيتامينات امتصاص ‏المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، التي تعد ضرورية لنمو النبات تحت الضغط.‏

من جانبه، قال الدكتور خالد غانم أستاذ ورئيس قسم البيئة والزراعة الحيوية بجامعة الأزهر: ‏إن إجهاد الملوحة هو أحد التحديات العالمية التي تواجه الزراعة، خاصةً في ظل آثار تغير ‏المناخ المتزايدة، مُلقياً الضوء على مجموعة من الحلول العلمية لمواجهة هذا الإجهاد، أبرزها ‏استنباط أصناف نباتات مقاومة للملوحة، والتي تُسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية في المناطق ‏المتأثرة بالملوحة.‏

وتحدث غانم عن أهمية استخدام المحسنات العضوية مثل «الهيوميك أسيد» وسماد مخلفات ‏الدواجن، الذي يُعدُّ من أفضل الأسمدة العضوية، حيث أثبتت الدراسات أن استخدامه في الري ‏بمياه عالية الملوحة يُحقق إنتاجية مرتفعة، مؤكداً أن محاصيل الخضار حققت نتائج إيجابية ‏ملحوظة باستخدام هذا السماد.‏

وأوصى غانم برش النباتات بمركبات مفيدة مثل مستخلصات الأعشاب البحرية وبعض ‏الفيتامينات، مثل «الأسكوربيك أسيد» وفيتامين «ب12» لتحسين صحة النباتات ‏واستجابتها للإجهاد الملحي.‏

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الزراعة يناقش واقع القطاع الزراعي وسبل تطويره مع النقابات ‏والاتحادات المعنية

ناقش الاجتماع الذي عقد في وزارة الزراعة برئاسة وزير الزراعة الدكتور ‏فايز المقداد مع رؤساء وممثلين عن النقابات والاتحادات المعنية واقع العمل ‏في القطاع الزراعي ومقترحات ...