أظهرت دراسة أن كبار السن الذين يشعرون بالنعاس أثناء النهار قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة قد تؤدي إلى الخرف.
قالت الدكتورة فيكتوار لوروي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من كلية ألبرت أينشتاين للطب في برونكس بنيويورك، في بيان: “تؤكد نتائجنا على الحاجة إلى فحص مشاكل النوم. هناك إمكانية أن يحصل الناس على المساعدة في مشاكل النوم ومنع التدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة”.
يعد الخرف أحد الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة، وهو يزداد شيوعاً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. أثر مرض الزهايمر – الشكل الأكثر شيوعاً للخرف – على 6.9 ملايين أمريكي في عام 2022 ولكن من المتوقع أن يؤثر على ما يقرب من 14 مليوناً بحلول عام 2060.
قام لوروي وفريقه بالتحقيق في العلاقة بين مشاكل النوم وانتشار متلازمة الخطر الإدراكي الحركي (MCR). يمشي الأشخاص المصابون بمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي ببطء ويعانون من مشاكل في الذاكرة ولكنهم لا يعانون من إعاقات حركية أو تشخيص بالخرف.
تم وصف MCR لأول مرة في عام 2013، ولم يتم التعرف عليها من قبل المجتمع الطبي لفترة طويلة ولكن من المعروف الآن أنها تؤدي إلى الخرف لدى بعض الأشخاص، وبشكل أكثر دقة، يُعتقد أن كبار السن المصابين بـ MCR لديهم ضعف احتمالية الإصابة بالخرف.
وقال العلماء إن بحثهم مهم لأن التدخل المبكر ضروري للوقاية من الخرف بشكل فعال.
وشملت هذه الدراسة 445 شخصاً تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ويعيشون في مجتمعات سكنية، والذين لم يصابوا بالخرف.
في بداية الدراسة، أجاب المشاركون على استبيانات حول عادات نومهم، وسُئلوا عن عدد المرات التي واجهوا فيها صعوبة في النوم بسبب عدم قدرتهم على النوم خلال نصف ساعة، أو بسبب استيقاظهم في منتصف الليل، أو بسبب شعورهم بالحر الشديد أو البرد الشديد، وما شابه ذلك. وسُئلوا أيضاً عما إذا كانوا يتناولون أدوية تساعدهم على النوم.
وفي جزء آخر من الاستبيانات، سُئل المشاركون عن مدى شعورهم بالنعاس أثناء النهار، بما في ذلك عدد المرات التي واجهوا فيها صعوبة في البقاء مستيقظين أثناء القيادة أو تناول الوجبات أو المشاركة في نشاط اجتماعي.
وطُلب من المشاركين أيضاً معرفة ما إذا كانوا يعانون من أي مشاكل في الذاكرة، وما إذا كانوا يواجهون صعوبة في أن يكونوا متحمسين بدرجة كافية لإنجاز الأمور، واختبر العلماء سرعات مشيهم باستخدام جهاز المشي.
في بداية الدراسة، كان 42 من أصل 445 من كبار السن مصابين بمتلازمة فقدان الذاكرة المزمن. وعلى مدار السنوات الثلاث التالية، التي أجريت خلالها الدراسة، أصيب 36 آخرون بمتلازمة فقدان الذاكرة المزمن.
ووجد العلماء أن أولئك الذين تم تعريفهم على أنهم “أشخاص ينامون بشكل سيئ” – 177، أو 39.8 في المائة من المجموعة – لديهم خطر أعلى للإصابة بـ MCR مقارنة بـ “الذين ينامون بشكل جيد”.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من النعاس المفرط أثناء النهار، والذين قالوا إنهم يواجهون صعوبة في الشعور بالحماس لإكمال المهام اليومية بسبب التعب، كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بالمتلازمة مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من أي مشاكل تتعلق بالنوم.
واستنتج العلماء أن المشاركين الذين كانت نوعية نومهم أسوأ، والذين ناموا لفترات أقصر من الوقت والذين أبلغوا عن النعاس المتكرر أثناء النهار والاختلال الوظيفي المرتبط به، كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ MCR.
كانت هذه دراسة رصدية، وبالتالي لا يمكنها أن تستنتج أن قلة النوم تؤدي إلى فقدان الذاكرة الجزئي ومن ثم الخرف، بل فقط تم ملاحظة ارتباط بين المخاطر.
وقال لوروي “إننا بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للنظر في العلاقة بين مشاكل النوم والتدهور المعرفي والدور الذي تلعبه متلازمة الخطر المعرفي الحركي. كما نحتاج إلى دراسات لشرح الآليات التي تربط بين اضطرابات النوم ومتلازمة الخطر المعرفي الحركي والتدهور المعرفي”.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة