آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » سيكولوجية الجمهور: سر النجاح في التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

سيكولوجية الجمهور: سر النجاح في التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي

فكرة الوصول إلى جمهور معين بهدف التسويق لمنتج أو خدمة ثم جني الأرباح هي فكرة قديمة، لكنها تطورت بشكل كبير مع تطور الوسائل والأساليب. قديماً كان الوصول إلى الجمهور يعتمد على التفاعل المباشر من خلال الدكاكين المحلية، ثم تطور ذلك إلى ملصقات إعلانية، ثم الراديو والتلفاز. ومع ظهور الإنترنت في التسعينيات، ظهرت وسائل جديدة للتسويق، خاصة مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت قلب التفاعل بين المستهلكين وأقوى أدوات الوصول إلى الجمهور المستهدف.

لكن الوصول إلى الجمهور المستهدف ليس بهذه البساطة، ولن ينجح إذا لم تُعتمد استراتيجيات وأساليب تمكّن الشركات والأفراد من استهداف جمهور محدد يهتم بما يقدمونه من خدمات أو منتجات.

من هو الجمهور المستهدف على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تصل إليه؟

قد يكون لديك أكثر من ألف متابع، ومنشوراتك قد تكون جذابة مليئة بالفائدة، ومع ذلك، تجد أن هذه المنشورات لا تتحول إلى مبيعات أو اشتراكات أو إيرادات. يبدو الأمر معقدًا خاصة مع وجود أكثر من 5 مليارات مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يقدر بأكثر من 63% من سكان العالم. في هذا السياق، يصبح العثور على جمهورك المستهدف أشبه بالبحث عن قطة سوداء في قبو الفحم.

لكن إذا كنت لا تعرف من تستهدف، فلن تعرف كيف تسوّق، كما يقول غاري فيتيرتشوك، الكاتب ورائد الأعمال: “لا تستهدف كل شخص، بل استهدف الشخص المناسب”.

ما هو الجمهور المستهدف؟

الجمهور المستهدف هو مجموعة محددة من الأشخاص الذين تهدف العلامات التجارية إلى الوصول إليهم من خلال رسائلها التسويقية وحملاتها. هؤلاء هم الأشخاص الأكثر احتمالا لشراء منتجك أو خدمتك. قبل الوصول إلى مرحلة الشراء، عليك أن تحدد وتفهم جمهورك المستهدف واحتياجاته وتفضيلاته. بمجرد أن تدرك ما يشغلهم، يمكنك تصميم استراتيجية تسويقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجعل منشوراتك تتناغم مع جمهورك وتدفعهم لشراء ما تقدمه.

شرائح مختلفة من الجمهور المستهدف

لتحديد جمهورك المستهدف بدقة، عليك استخدام معايير أو شرائح معينة، مثل:

التركيبة السكانية: تشمل هذه الفئات العمر، الجنس، مستوى الدخل، التعليم، والحالة الاجتماعية. استخدام هذه المعايير يساعدك على تضييق نطاق جمهورك، فمثلاً، إذا كنت تبيع منتجات للأطفال، يمكنك استهداف الآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة.

الخصائص النفسية: تتعلق بالقيم، المصالح، المعتقدات، وأنماط الحياة. معرفة لماذا يشترون يمكن أن توفر لك رؤى أعمق حول ما يحفزهم ويشغل تفكيرهم، مما يساهم في بناء علاقة طويلة الأمد معهم.

الفرعيات الثقافية: تتشكل هذه الفرعيات بناءً على اهتمامات وأفكار مشتركة مثل أنواع الموسيقى أو الهوايات. عند استهداف هذه الفئات، يجب أن تتماشى رسائلك مع قيمهم وثقافاتهم لزيادة ولاء العملاء والتفاعل المجتمعي.

الاحتياجات ونقاط الألم: تحديد المشاكل التي يواجهها جمهورك المستهدف يساعدك في تصميم رسائلك ومنتجاتك لتلبية هذه الاحتياجات وحل هذه المشاكل.

لماذا معرفة جمهورك المستهدف أمر مهم؟

قد يبدو غريبًا أن تركز على جمهور صغير بدلًا من محاولة جذب أكبر عدد من الأشخاص. ولكن الحقيقة هي أن التركيز على جمهور محدد قد يؤدي إلى نتائج أفضل بكثير. كما يقول سيث غودين في كتابه “التسويق الذي لا يمكن تجاهله”: “السبيل الوحيد لنشر كلمة عن فكرة هو أن يكون لهذه الفكرة بعض الطنين الذي يجعلها ملحوظة”. عندما تركز على جمهورك المثالي، يتم تحويل التفاعل معهم إلى ولاء وانتشار عبر الآخرين.

كيف تجد جمهورك المستهدف على وسائل التواصل الاجتماعي؟

يعتقد البعض أن إيجاد الجمهور المثالي مهمة صعبة ومعقدة، ولكن هناك خطوات استراتيجية تساعد في تبسيط هذه العملية:

ابدأ بما تعرفه: إذا كانت لديك قاعدة عملاء حالية، استخدمها كنقطة انطلاق. اسأل نفسك أسئلة مثل: ما هي الفئة العمرية؟ ما الجنس؟ ما المستوى المهني والدخل؟ وما المواقع المفضلة لهم؟.

أنشئ شخصية المشتري: تصور جمهورك المستهدف كشخص حي يتنفس له اهتمامات، مشاعر، وأحلام. يساعدك ذلك في صياغة رسائل تسويقية قريبة منهم وأكثر تأثيرًا.

استخدم الاستبيانات: هي وسيلة فعالة لجمع بيانات العملاء بشكل مباشر، سواء عبر الإنترنت أو في الأحداث. طرح أسئلة تغطي خلفية العملاء وتحدياتهم وأهدافهم يساعدك في تصميم عروض تسويقية أفضل.

إجراء المقابلات: المقابلات مع العملاء المحتملين توفر لك فرصة للتعمق في فهم احتياجاتهم وتحدياتهم.

إن معرفة الجمهور المستهدف على وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب فهماً عميقاً لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم. من خلال تحديد الشرائح المناسبة واتباع خطوات استراتيجية مدروسة، يمكن للشركات والأفراد الوصول إلى جمهورهم المثالي وزيادة فعالية حملاتهم التسويقية. وفي النهاية، كلما فهمت جمهورك بشكل أعمق، كلما كانت استراتيجياتك أكثر نجاحاً وتحقيقًا للربح.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي. اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تكنولوجيا متجاوبة وأخلاقية ذكية تبحث عن العدالة وسط آلاف الأدلة الرقمية ؟!

هل علينا أن نصدق كل ما يقال ..هل ثمة تكنولوجيا أخلاقية ؟وخاصة إذا كانت بيد من لا أخلاق لهم ؟! منذ عقد، ظهرت مجموعة من ...