على مدى أسبوع، عاشت «عاصمة الطاقة الأميركية»، تكساس، من دون كهرباء أو مياه، بسبب عوامل طبيعية أظهرت هشاشة البنية التحتية في واحدة من أغنى الولايات الأميركية. وبحجم الكارثة التي وقعت، بدا حجم الاستقطاب السياسي، حين سعى كلٌّ من الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، إلى تحميل الآخر مسؤولية ما تسبّبت فيه الظروف المناخية
تُقدَّر الخسائر التي خلّفتها موجة الصقيع القطبية بنحو 125 مليار دولار
تُعتبر تكساس رئة الولايات المتحدة في مجال الطاقة، وهي أكبر منتج للنفط الخام والغاز الطبيعي في البلاد، لكنها أيضاً مهمّة في مجال توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وبما أنها متمسّكة باستقلاليتها في هذا المجال، فهي تحظى، دون غيرها من ولايات البرّ الأميركي الـ48، بشبكة كهرباء مستقلّة تمنعها من استيراد الطاقة من بقية أنحاء البلاد. والأزمة الحالية تسلّط الضوء على حدود هذا النظام؛ فبحسب مايكل ويبر، الأستاذ في جامعة تكساس ومدير العلوم والتكنولوجيا لدى «إنجي» في باريس: «إنه تحذير للعالم بأسره من أنه حتى المناطق التي توجد فيها الطاقة بشكل كبير، يمكن أن تواجه مشاكل، وهذا الأمر قد يكون كارثياً». من هنا، فإن التحقيقات الجارية تتّجه أكثر إلى البحث عن كبش فداء وموقف سياسي، بدلاً من رغبة فعلية في إصلاح البنى التحتية المتهالكة. ويرى هيرس أن التغيير الحقيقي يتطلّب «إرادة سياسية قوية والكثير من النزاهة والقيادة. وفي الوقت الراهن، لا الحاكم ولا المجلس التشريعي لـ(تكساس) أثبتا وجود هذه الصفات». وسعى حاكم الولاية إلى إلقاء اللوم في ما حدث على الديموقراطيين، عن طريق مهاجمة مبادرات استخدام مصادر الطاقة المتجدّدة، بدلاً من الاعتراف بسوء البنية التحتيّة، وعدم استعدادها لمثل هذا السيناريو. ومع ذوبان الثلوج وعودة الكهرباء، يُتوقع أن ترتفع فواتير استهلاك الطاقة المقبلة لأهالي تكساس بدرجة كبيرة، ما دفع غريغ أبوت إلى عقد لقاء مع النواب لمناقشة إمكان تجنيب السكان «فواتير خدمية غير منطقية لا يمكنهم تحمّل كلفتها بسبب الارتفاع الكبير المؤقّت للأسعار في سوق الطاقة».
إزاء هذه الفوضى، يعتزم جو بايدن وزوجته جيل التوجُّه يوم غدٍ الجمعة لتفقّد الولاية الجنوبية بعد الأضرار الفادحة التي تسبّبت بفيا موجة الصقيع القطبي. وأعلنت الناطقة باسم الرئاسة، جين ساكي، أن «الرئيس والسيدة الأولى» سيتوجّهان إلى هيوستن، كبرى مدن تكساس، حيث سيلتقي بايدن «مسؤولين محليّين لمناقشة خطط الإغاثة بعد العاصفة الثلجية، والخطوات اللازمة للنهوض». وفي وقت اتّضحت فيه حصيلة ضحايا موجة البرد في منطقة جنوب وسط البلاد، حيث سُجّلت نحو 70 وفاة مرتبطة بالطقس، أصدر الرئيس الأميركي إعلان طوارئ لـ77 من مقاطعات تكساس الأكثر تضرُّراً، يسمح بأن تنسّق وزارة الداخلية ووكالة إدارة الطوارئ الفدرالية جهود الإنقاذ في الحالات الطارئة وتسريع إيصال المساعدات. كما يتيح الإجراء تمويلاً اتحادياً للأفراد في مختلف أنحاء الولاية، بما في ذلك مساعدات للإسكان المؤقّت وإصلاح المنازل وقروض مخفّضة الفائدة. وهي «خطوة أولى مهمة»، بحسب أبوت الذي لفت إلى أن الموافقة على المساعدات للأفراد تمّت في 77 مقاطعة فقط، وليس كما طلب، أي في جميع المقاطعات الـ 254، خصوصاً أن كلفة الخسائر الناجمة عن العاصفة قد تناهز تلك التي خلّفها، في عام 2017، الإعصار «هارفي» الذي قُدّرت أضراره يومها بنحو 125 مليار دولار، وفق النائب الجمهوري، مايكل ماكول.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)