ولد مصطفى العقاد في حلب بسوريا في 1 يوليو 1930 وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والثانوي. وفيها بدأ عشقه للسينما وحلم بدراسة الإخراج السينمائي عندما بلغ 18 عاما. وقبل أن يكمل عقده الثاني غادر العقاد الشاب سوريا عام 1954 إلى الولايات المتحدة ليدرس الإخراج في جامعة UCLA بولاية كاليفورنيا.
حطّ رحاله في (كاليفورنيا) حيث درس في جامعتها وتفوق على كل زملائه؛تخرج من الجامعة عام 1958 .
ولا يزال اسمه بين قائمة المتميزين في هذه الجامعة. كان يتدرب على الإخراج أثناء الدراسة. وذات مرة قام بإعداد فيلم عن (قصر الحمراء) نال الجائزة الأولى في الجامعة وبعد تخرجه عمل مساعداً للمخرج العالمي (الفرد هيتشكوك)، حيث تدرب على يديه ونال خبرة كبيرة من خلال عمله معه، وهذا ما ساعده في ما بعد على إعداد مجموعة أفلام (الهالويين). وعمل في ما بعد في شبكة لإعداد أفلام بعنوان (كيف يرانا العالم؟)، جاب خلال تصويرها مناطق عديدة في العالم وهذا ما أكسبه معرفة بالثقافات المختلفة والمتنوعة.
لقد استطاع العقاد أن يخترق أبواب هوليود عام 1962 بطاقته الإبداعية الكبيرة محافظاً على انتمائه العربي والإسلامي، فلم يقبل أن يغير جلده العربي. وعندما سُئل: لماذا لم تغير اسمك لتجد فرصاً أفضل؟ قال كيف أغيره وأنا قد ورثته عن والدي. لقد علم أن الشعب الأمريكي يحب متابعة أفلام الرعب ويستمتع بمشاهدتها، فقدم هذه السلسلة للحصول على المال الذي يحتاجه لتقديم مشاريعه التالية التي كان يحلم بإعدادها والتي تتحدث عن قضايا أمته.
تزوج العقاد مرتين: الأولى من السيدة (باتريسيا)، أمريكية تحمل شهادة الماجستير في الفنون والآداب وهي امرأة مثقفة جداً تجيد عدة لغات كانت زميلته في الجامعة لكن زواجه هذا لم يستمر وانتهى بالانفصال . أما زوجته الثانية فهي السيدة (سهى العشي) وكان زواجه منها سبباً في ارتباطه أكثر ببلده سوريا.
نال مصطفى العقاد جوائز كثيرة في عدد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية، كما نال أوسمة عديدة من زعماء عرب وأجانب، وكُرِّم من طرف الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون وكان من المفترض أن يكرم في مهرجان دمشق السينمائي الأخير لكن وفاته حالت دون ذلك.
اشتهر كمخرج سوري عالمي في هوليود ومن أشهر أفلامه (الرسالة ) الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة و( أسد الصحراء) يتحدث فيه عن عمر المختار الذي حارب الاستعمار الإيطالي لليبيا في أوئل القرن العشرين، انتج عام 1981. تم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا والمغرب مع دعم من قبل الملك الراحل الحسن الثاني. إلا أن الأخير تخلى عن دعمة للمشروع بعد ضغط مارسته السعودية بسبب رفضها لمحتوى الفيلم، الذي كان من المفترض أن يتم تصويره في المغرب. لكن بسبب التهديد السعودي بقطع العلاقات مع المغرب، تم الانتقال الي ليبيا. لاستكمال التصوير. كما قام بدور البطولة في كلاهما الممثل أنطوني كوين، إلى جانب ممثلين عالمين وعرب آخرين.
الترتيب الزمني لأفلام العقاد :
الرسالة (النسخة العربية) بطولة: عبد الله غيث، منى واصف (1976).
الرسالة (النسخة الإنكليزية) بطولة: أنتوني كوين، إيرين باباس (1976).
هالووين (1978).
أسد الصحراء (عمر المختار): أنتوني كوين، إيرين باباس، أوليفر ريد (1980).
هالووين 2 (1981).
هالووين 3 (1982).
إنتاج فيلم موعد مع الخوف (1985).
هالووين 4: «عودة مايكل مايرس» (1988).
هالووين 5: «الثأر لمايكل مايرس» (1989).
هالووين: «لعنة مايكل مايرس» (1995).
هالووين إتش 20: بعد 20 سنة (1998).
هالووين: القيامة (2002).
رحل مصطفى العقاد في 11 نوفمبر ( تشرين الثاني ) 2005 عن عمر 75 عاماً متأثراً بجراحه بسبب حدوث انفجار إرهابي في فندق غراند حياة في عمان بالأردن في 9 نوفمبر 2005 . حصل الانفجار الناتج عن عملية انتحارية لحظة وجود العقاد في بهو الفندق لاستقبال ابنته القادمة للتّو من السفر. توفّيت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين .
ليعود أخيرا إلى حلب -التي ظل يحلم كثيرا بالعودة إليها- جثة هامدة محمولا على الأكتاف.
وقد كان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد يحضّر لعمل فيلمين سينمائيين، أولهما يتحدث عن فتح الأندلس والآخر يتحدث عن صلاح الدين الأيوبي، يوازيان جودة الأعمال السابقة.
إعداد : محمد عزوز
من موسوعته ( راحلون / في الذاكرة ) الألف الثالثة
(سيرياهوم نيوز ١)