تحولت مباراة فرنسا في مواجهة إسرائيل برسم إقصائيات كأس الأمم الأوروبية الى أسوأ مباراة في تاريخ المنتخب الفرنسي بعدما غاب الجمهور عن ملعب العاصمة باريس رفضا لمنتخب حرب كيان جرائم ضد الإنسانية. ويردد الفرنسيون نكتة أن منتخبهم تفادى الفوز واكتفى بالتعادل لأن الفوز كان سيعرضهم لتهمة “معاداة السامية”.
وبعد أحداث 7 نوفمبر في مدينة أمستردام التي شهدت مواجهات بين المشجعين الإسرائيليين المرافقين لفريق ماكابي تل أبيب ومشجعي الفريق المضيف أجاكس أمستردام بسبب وحشية الإسرائيليين بالاعتداء على المسلمين وتمزيق العلم الفلسطيني وكيف كان رد الطائفة المسلمة ضدهم، اتخذت فرنسا كل الاحتياطات الأمنية والسياسية لضمان الأمن في مباراة المنتخب الفرنسي ضد منتخب الإبادة.
وبدا الحضور باهتا في الملاعب مع أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول حشد الجماهير للتعبير عن رفض ما يعتقده “معاداة السامية”، واستدعى الى جانبه كل من الرئيسين السابقين، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند ومعظم وزراء حكومته. وقبل بدء المباراة، صرح: نحن لن نستسلم لمعاداة السامية في أي مكان، والعنف، بما في ذلك في الجمهورية الفرنسية، لن ينتصر أبدًا ولن ينتصر الترهيب“. وجعل من المباراة تحديا لأنصار القضية الفلسطينية والمنددين بجرائم الحرب.
وخيب الجمهوري الفرنسي أمل ماكرون، واعتاد المنتخب استقطاب ما معدله 60 ألفا من الحضور في كل مباراة في ملعب سان دونيز في باريس والذي يتسع لأكثر من 85 ألف متفرج ولم يحضر إلا القليل. وكتبت جريدة “ليكيب” الشهيرة أن مباراة المنتخب الفرنسي ضد الإسرائيلي في ملعب سان دونيز لم يحضرها سوى 16 ألف و611 متفرج وهو أسوأ حضور في تاريخ المنتخب الفرنسي منذ بدء اللعب في ملعب باريس العملاق، وبالكاد حضر ثمن القدرة الاستعابية للملعب.
وعلقت جريدة “لوموند” اليوم الجمعة “هناك بعض الأمسيات التي لا تنسى في كرة القدم التي يجب أن تعيشها من مدرجات الملعب، وقد قدم المنتخب الفرنسي بقيادة ديدييه ديشامب العديد من هذه الأمسيات لأنصاره في السنوات الأخيرة. ومما لا شك فيه أن يوم الخميس 14 نوفمبر لن يكون واحداً من هذه الأمسيات، وكل شيء بدءاً من مضمون المباراة ضد إسرائيل (0-0) إلى الأجواء الحزينة في مدرجات ملعب فرنسا سيُسجل في التاريخ الرياضي للبلو (اللون الأزرق). كل ما سيبقى في الذاكرة هو أنه بهذا التعادل، تأهل المنتخب الفرنسي إلى الدور ربع النهائي من دوري الأمم”.
وأعلنت شرطة باريس منع إدخال الأعلام الفلسطينية الى ملعب سان دونيز، وقامت بتفتيش دقيق للجمهور، وتجاهل بعض المدافعين عن القضية الفلسطينية وأدخلوا العلم الفلسطيني ورفعوه دفاعا عن حرية التعبير وعن الفلسطينيين. ونشر شباب فرنسيون صور لهم في الملعب وهم يحملون العلم الفرنسي ويؤكدون أن الشرطة لن تنجح في قمع حرية التعبير والتضامن.
ورغم المنع، فقد حضر مئات من نشطاء القضية الفلسطينية وتظاهروا غير بعيدين عن الملعب في ساحة “الجبهة الشعبية”، ونددوا بالمباراة.
وبهذا، وأمام الحضور الباهت للجمهور، يكون ماكرون قد خسر أمام الجمهور الفرنسي بحصة ثقيلة، ولقنه الجمهور درسا بليغا بأن حتى الرياضة فيها أخلاق ولا يجب تبييض وجه منتخب الإبادة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم