نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا لأوين جونز عن الرواية الرسمية الغربية عن حرب إسرائيل على غزة، والذي وصفها بأنه “حصن لا يُقهَر” حتى لو “أهانت” إسرائيل الولايات المتحدة، كما فعلت هذا الأسبوع، بحسبه.
ويشير المقال إلى ما وصفها بـ”رسالة” أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل الشهر الماضي، حين حددت بالتفصيل “كيف ُتمنع المساعدات الضرورية بشكل منهجي من دخول غزة، وهددت باتخاذ إجراءات غير محددة حال عدم تنفيذ مطالب محددة لرفع الحصار في غضون 30 يوما”.
ويتفق جونز مع ما قاله السيناتور الأمريكي الديمقراطي كريس فان هولن، بأن هذه الرسالة كانت “خدعة سياسية لجذب الناخبين في الفترة التي سبقت الانتخابات”، لاسيما في ضوء أن “معظم الناخبين الديمقراطيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية”.
واستعان المقال بما خلص إليه تحالف من وكالات الإغاثة، وهو أن إسرائيل “فشلت في تلبية أي من المعايير المحددة المنصوص عليها في الرسالة الأميركية”، بل إنها “اتخذت إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير”.
ومع ذلك، وعلى الرغم من تجاوز الموعد النهائي لتلبية المطالب في الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أن الولايات المتحدة “لم تفعل شيئاً” بحسب الكاتب.
ويوضح جونز أن ذلك يرجع إلى الرواية السائدة في الغرب وهي أن إسرائيل “ديمقراطية على النمط الغربي ولها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”.
ومع ذلك، لا مانع من حوار على الهامش و”بعض الالتفاتات المبتذلة” حول معاناة المدنيين، والإشارة إلى الحاجة إلى الالتزام بالقانون الدولي، “دون تحديد أي من الانتهاكات الفادحة المتفشية” بحسب جونز.
وأشار المقال إلى ما كشفته كل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب اللاجئين التابع لوزارة الخارجية مؤخراً، بأن إسرائيل “كانت تحظر المساعدات عن غزة عمداً”، ما يستلزم وفقاً للقانون الأمريكي، فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل، “لكن إدارة بايدن تجاهلت تقييمهما ببساطة”.
ويعلق الكاتب على ذلك بأن إسرائيل قادرة على فعل أي شيء دون “سقوط الحصن”، مستعيناً بما قاله الطبيب البريطاني نظام محمود مؤخراً عندما أخبر أعضاء البرلمان، بعد عودته من غزة، بأن “الأطفال الفلسطينيين يتعرضون لإطلاق النار على رؤوسهم عمداً” من قِبَل قناصة وطائرات مسيرة إسرائيلية”.
ويختتم الكاتب بأن الرواية الرسمية الغربية كان يجب أن تتوافق مع الواقع، متخيلاً أن يعترف الغرب بأن إسرائيل “دولة ترتكب حمام دم إبادة جماعية لا يشمل القنابل والرصاص فحسب، بل والتعذيب واتهامات بالعنف الجنسي”.
وأضاف أنه كان ينبغي أن يوصم بالعار كل من دافع عن هذه “الفظاعة” أو قلل من شأنها علناً، مع اعتقال من سهلوا ارتكابها. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم