سلمان عيسى
منذ أكثر من شهرين قضى أحد مواطني قرية تلسنون بحادث تصادم مروع مع القطار على معبر تلسنون – ارزونة.. طبعا لم يكن الحادث الاول فقد سبقه عشرات الحوادث خلال السنوات الماضية بحيث انه لم يخل عام من حادث أو أكثر – ويبدو أنه لن يكون الحادث الأخير – ولا الروح الأخيرة التي ستزهق عليه ..!
كانت المشكلة بأن كولبة أمنية وضعت بجانب المعبر وتحجب الرؤية بحيث أن الآلية التي ستعبر خط القطار ستكون وجها لوجه مع القطار..
بجهود كبيرة وبتعاون الاصدقاء تم نقل الكولبة إلى مكان آخر ليحل محلها كولبة وحاجز لتنظيم مرور الآليات والأشخاص أثناء عبور القطار وبالتالي طي صفحة الحوادث على هذا المعبر ..
سمعنا الكثير من عبارات التضامن مع أهالي المنطقة خاصة أن هذا المعبر يعتبر حيويا لمنطقة سهل عكار بالكامل من البحر وحتى الاوتستراد الدولي .. وسمعنا الكثير من عبارات الأسى نتيجة ما حصل ..
المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية حسب ما وصلنا من معلومات اتفقت مع أحد فروع مؤسسة الإسكان العسكرية وتم تجهيز غرفة مسبقة الصنع مع متمماتها لنقلها إلى المعبر ، لكنها بانتظار الكادر البشري الذي سيقوم على تشغيل الحاجز – وكونها تعاني من نقص شديد في عدد العمال فأنه يتعذر عليها نقل الغرفة إلى المعبر قبل أن يتم تأمين الكادر حتى لا تتم سرقة محتوياتها أو تتحول إلى مكان لممارسة أفعال غير أخلاقية..
كان المقترح أن يتم تكليف أو فرز أو ندب مجموعة من الموظفين في الدوائر الحكومية من أهالي المنطقة وتدريبهم على العمل ريثما يتم نقلهم إلى ملاك الخطوط الحديدية ، وبالفعل فقد تقدم أربعة موظفين من أهالي المنطقة بطلبات إلى محافظة طرطوس للعمل على المعبر وحتى الآن مازال هذا الأمر بين أخذ ورد.. فهذا المدير يخشى أن يوبخه وزيره .. وذاك يقسم بعدم قدرته عن الاستغناء عنهم .. والتنمية الإدارية في محافظة طرطوس تطبق بحقهم لوائح قانون الإصلاح الاداري ، لأن ندب أو تكليف أو فرز عدد من العمال ينسف هذا المشروع من اساسه ..؟!
تحدثنا مع المعنيين على أن تنفيذ هذا المعبر الذي تأخر لأكثر من اربعين عاما هو من ضمن الخدمات التي تقدمها الدولة .. وبالنسبة للتأخير ( عفى الله عما مضى ) .. تحدثنا ايضا على انه خدمة إنسانية تحافظ على أرواح الناس وممتلكاتهم .. لكن .. عبث ..!
ليس جديدا علينا هذه الطريقة من التعامل مع القضايا التي تتعلق بالناس وحياتهم فالإهمال أوصلنا سابقا إلى نتائج مأساوية أكثر.. حتى أن لوحات الدلالة التي وعدنا بتركيبها لم تنفذ بعد ، لأن الإشارات القديمة لم يبق منها سوى العمود المعدني المثبت بالأرض ..
يقال أن الأفعال الطيبة تكون مسبوقة بنوايا طيبة .. لكن على ما يبدو أن تنفيذ هذا المعبر يضاف إلى الكثير من المشاكل المعلقة في طرطوس وليس أولها مشكلة النقل العام وعدم إيجاد حل جذري لها .. أو مشكلة فلتان الأسواق وغيرها الكثير .. وعلى ما يبدو علينا أن نفقد الأمل طالما لا يوجد إرادة للحل ..؟!
(موقع سيرياهوم نيوز-1)