آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » تحقيق شامل يكشف عمق تأثير اللوبي الإسرائيلي في غرف التحرير: الصهيونية تزرع جواسيسها في الاعلام الأميركي

تحقيق شامل يكشف عمق تأثير اللوبي الإسرائيلي في غرف التحرير: الصهيونية تزرع جواسيسها في الاعلام الأميركي

 

 

كشف تحقيق استقصائي أجراه الصحافي ألان ماكلويد في موقع «مِنت برس نيوز»، عن شبكة واسعة من الموظفين السابقين في منظمات اللوبي الإسرائيلية مثل «آيباك»، و«كاميرا» CAMERA، وStandWithUs، يشغلون مناصب رفيعة في غرف الأخبار الأميركية. يغطّي وينتج هؤلاء الأخبار المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على غزة في وسائل إعلام بارزة مثل «أم. أس. أن. بي. سي»، و«سي. أن. أن»، و«فوكس نيوز»، و«نيويورك تايمز». هو وجود إسرائيلي واسع وغير معلن يسهم في تشكيل صورة الحرب من منظور منحاز إلى إسرائيل.

 

 

وبحسب التحقيق، ليس التأثير الإسرائيلي في الإعلام الأميركي عرضياً، بل يهدف إلى المساعدة في «تلميع» صورة إسرائيل وإبعاد الانتباه عن ممارساتها ضد الفلسطينيين، بما في ذلك حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمرين بحق الشعب الفلسطيني.

ويتضح تأثير اللوبي الإسرائيلي بشكل بارز في NBCUniversal، حيث تعمل كيلا شتاينبرغ، التي بدأت مسيرتها المهنية ناشطة في «آيباك»، قبل أن تصبح منتجة في «أن. بي. سي». وشاركت شتاينبرغ في إنتاج وثائقيات تروّج لصورة إيجابية عن إسرائيل. ومن بين إنتاجاتها وثائقي بعنوان «وباء الكراهية: معاداة السامية في أميركا» الذي وصف انتقادات النائبة الأميركية إلهان عمر لمواقف «آيباك» بالتطرف المعادي للسامية.

إضافة إلى شتاينبرغ، تبرز أسماء أخرى مثل إيما غوس، وجيلي مالينسكي ونوغا إيفين. وكانت غوس، التي عملت سابقاً لدى منظمة إسرائيلية تهدف إلى نشر الوعي حول الهوية اليهودية بين الشباب الأميركي، منتجةً في «أن. بي. سي»، حيث عملت على إنتاج برامج مهمة مثل «ذا توداي شو». أما مالينسكي، فقد كانت ضابطة سابقة في قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتعمل الآن كاتبة في «سي. أن. بي. سي». علماً أن «أن. بي. سي» كانت قد قررت سحب ثلاث شخصيات إعلامية مسلمة من البث وهم: علي فيلشي، وأيمن محي الدين، ومهدي حسن.

بالنسبة إلى « فوكس نيوز»، ورغم أنها تتبع توجهاً سياسياً مختلفاً عن «أن. بي. سي»، إلا أنها تتشارك معها في توجّهها المنحاز إلى إسرائيل. إذ يشغل عدد من الشخصيات التي عملت سابقاً لدى مجموعات ضغط إسرائيلية مناصب تحريرية وإنتاجية فيها، مثل راشيل وولف، التي عملت سابقاً لدى «كاميرا» ومن ثم عملت بصفة متحدثة باسم «جيش» الاحتلال الإسرائيلي. تنتج وولف، التي تعمل الآن منسقة محتوى على السوشال ميديا لدى «فوكس نيوز»، محتوى إعلامياً يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بشكل واضح، وتسهم في تعزيز وجود إسرائيل وتبرير سياساتها. كما تضم «فوكس نيوز»، أوليفيا جونسون، التي عملت سابقاً لدى «المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الأميركي» (JINSA)، وهو معهد يعمل على تعزيز التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وتدعو جونسون بشكل مستمر إلى ضرورة دعم إسرائيل في أي نزاع إقليمي مع دول الجوار.

شبكة «سي. أن. أن» التي تعد إحدى الشبكات الإخبارية الرائدة عالمياً، لم تسلم أيضاً من تأثير اللوبي الإسرائيلي. يضم فريقها موظفين ذوي خلفيات إسرائيلية أمنية وعسكرية، مثل شاهار بيلد التي خدمت في فيلق الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الوحدة 8200، المتخصصة في المراقبة والتجسس. وبعد خدمتها في هذه الوحدة، أصبحت بيلد كاتبة ومعدة برامج في «سي. أن. أن»، وتسهم في تغطية الأحداث في الشرق الأوسط.

يمتد تأثير اللوبي الإسرائيلي ليشمل الصحافة المطبوعة أيضاً، إذ تضم «نيويورك تايمز» شخصيات ذات انتماءات سابقة لمجموعات ضغط إسرائيلية. على سبيل المثال، يشغل داليت شالوم، منصب مدير التصميم في الصحيفة، وقد كان يعمل سابقاً مرشداً لبرنامج «بيرثرايت» الذي تدعمه الحكومة الإسرائيلية بهدف جذب اليهود للعيش في الأراضي المحتلة. إضافة إلى ذلك، يعتبر آدم راسغون أحد أبرز مراسلي الصحيفة في القدس، يتمتع بخلفية مهنية ترتبط بمؤسسات تهدف إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية اليهودية. وهذا التغلغل العميق للوبي الإسرائيلي في «نيويورك تايمز» يسهم بشكل مباشر في تعزيز السردية الإسرائيلية في الصحافة الأميركية، فتركز الصحيفة بشكل متكرّر على توجيه النقد للمقاومة الفلسطينية من دون منح المنظور الفلسطيني الحيّز الكافي.

ويذكر التحقيق كيف أنّ الصحافيين الذين يعبّرون عن آراء داعمة لفلسطين يواجهون حملات تضييق وإقصاء من المؤسسات الإعلامية الكبرى. ففي عام 2021، أقالت وكالة «أسوشيتد برس» الصحافية إميلي وايلدر بسبب انتمائها السابق إلى مجموعات داعمة لحقوق الفلسطينيين. كما فُصل المعلق مارك لامونت هيل من «سي. أن. أن» بعد دعوته إلى تحرير فلسطين من الاحتلال. وقد كشفت مذكرة داخلية مسربة من «نيويورك تايمز» أنّ إدارة الصحيفة منعت صراحة استخدام مصطلحات مثل «الإبادة الجماعية» و«المذبحة» و«التطهير العرقي» و«مخيم اللاجئين» و«الأراضي المحتلة» وحتى كلمة «فلسطين» في تغطيتها الإخبارية.

ورغم أن التحقيق لا يدّعي أن الأشخاص المذكورين غير مؤهلين لمناصبهم، إلا أنه يحاول إيضاح كيفية اعتبار التأييد لإسرائيل أمراً طبيعياً في الدوائر النخبوية الأميركية، إلى درجة أنّ الموظفين السابقين في جماعات الضغط الإسرائيلية والجواسيس والجنود السابقين، يمكنهم إنتاج تقارير يُفترض أنها موضوعية ومحايدة، حتى عن قضايا الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التحقيق ليزيد من تآكل ثقة الجمهور الأميركي بوسائل الإعلام، الذي أظهر استطلاع حديث نشره «غالوب» أن حوالى 30 في المئة فقط من الأميركيين يثقون بوسائل الإعلام. ولا تكمن المشكلة في وجود أشخاص ذوي آراء مؤيدة لإسرائيل في وسائل الإعلام، بل في عدم الكشف عن تضارب المصالح المحتمل وغياب الشفافية، ما يتعارض مع المبادئ الأساسية للصحافة المهنية، ويعرقل وصول صورة متوازنة وشاملة للجمهور الأميركي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التعليم العالي وأكساد يبحثان علاقات التعاون البحثي والعلمي المشترك ‏

بحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام حسن اليوم مع مدير ‏منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “‏أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد علاقات ...