عمار الصبح:
أثار تأخر هطل الأمطار حتى الآن مخاوف الفلاحين في محافظة درعا، الذين بدؤوا بالتحضير لزراعة الموسم الشتوي، مع غياب شبه تام للهطلات الخريفية التي عادة ما تشهدها مناطق المحافظة خلال أشهر الخريف وتعد بادرة خير إيذاناً ببدء زراعة الموسم.
وباستثناء الهطلات الرعدية التي شهدتها بعض المناطق في المحافظة بداية الشهر الجاري، غابت الأمطار على غير العادة عن المشهد، مع تسجيل استمرار الأجواء الدافئة وغير المعهودة لمثل هذه الفترة من العام، ما عزز المخاوف من أن تطول هذه الأحوال الجوية مع دخول موعد زراعة المحاصيل الرئيسية، في وقت تسود فيه حالة من الترقب بين فلاحي المحافظة، الذين أجّل كثيرون منهم زراعة محاصيلهم الشتوية على أمل أن تحمل الأيام القادمة مزيداً من الأخبار المبشرة بهطل الأمطار.
ووصف أحد الفلاحين الإقدام على الزراعات البعلية قبل هطل كميات كافية من الأمطار بالمغامرة، وذلك بالنظر إلى حجم التكاليف الباهظة التي بات يتكبدها الفلاح والتي قد تذهب سدىً، وهو ما بات يدفع الكثيرين للتريث، مؤكداً أن الحديث عن الجفاف هذا الموسم لا يزال مبكراً بعض الشيء فالأمور في خواتيمها، حسب قوله، لكن ذلك لا يبدد الخشية من تكرار مواسم ترك فيها الفلاح تحت رحمة الظروف الجوية من جهة، وارتفاع التكاليف من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي فضّل كثيرون تأجيل موعد زراعة محاصيلهم حتى هطل الأمطار، باشر آخرون بزراعة أراضيهم من دون انتظار، وهو ما يعرف بزراعة “العفير”، وحسب تأكيد عدد من فلاحي المحافظة، فإن زراعة القمح والشعير كانت سابقاً تبدأ من نهاية الشهر العاشر من دون تأجيل كما يحصل هذه الأيام، ما كان يضمن موسماً أفضل، لافتين إلى أن تأخير الزراعة حتى الشهر القادم من الممكن أن يضر بالمحاصيل نتيجة موجات البرد، وهو ما قد يتسبب في نقص النمو الخضري للمحاصيل، وتصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وخاصة الصدأ الأصفر.
وبالتوازي، بدأت وعلى نحو خجول عمليات زراعة محصول الشعير للموسم الحالي، فيما يتوقع أن تتسارع وتيرة زراعة المحصول في حال شهدت المنطقة هطل الأمطار، وحسب مدير الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا المهندس وائل الأحمد، فإن خطة زراعة الشعير للموسم الحالي تبلغ ٣٩ ألف هكتار، وهي المساحة المخططة نفسها للموسم الماضي، أما المساحات المخططة للقمح فتبلغ ٩٦ ألف هكتار، منها ١٠ آلاف هكتار مروي، مبيناً أن البذار مؤمّنة عن طريق فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار.