| إسماعيل مروة
الحركة الدؤوبة والمستمرة خلال أيام معرض الشارقة للكتاب من مديره المشرف سعادة الأستاذ أحمد بن ركاض العامري قدمها في حصيلة نهائية في لقاء مع الإعلاميين، أجاب عن الأسئلة، وقدم الأرقام والرؤى أمام الإعلام، ضمن محاور عديدة تتناول المعرض وفعالياته وزواره وورشاته وملتقياته وضيوفه، وأكد على ثوابت المعرض، وتحدث عن أهمية الكتاب الورقي، وكذلك مجاراة التقدم التقاني والذكاء الصناعي، وذلك جنباً إلى جنب مع الكتاب الورقي، دون أن يكون أي جانب على حساب جانب آخر.
مرحب بكل دول العالم
في حديثه عن الدولة ضيف الشرف في المعرض، والتي كانت المغرب في هذه الدورة بين أن الإدارة ترحب بكل الإسهامات لما فيه غنى المعرض، وتقديم تراث تلك الدولة.
«نحن دائماً في تحد مع ذاتنا، اليوم معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال أربعة أعوام متتالية هو الأول على مستوى العالم في البيع والشراء وأيضاً البرنامج وزوار معرض الشارقة الدولي للكتاب هم زوارنا وهذا ليس بجديد، ونحن نواكب كل تطلعات الزوار بشكل مستمر وهي تحد كبير علينا ونحاول مواكبة التغيرات والإنجازات، ولاسيما أن صاحب السمو في كل عام يضع على عاتقه حملاً أكبر بخدمة الثقافة العربية والفكر العربي، ونقل الثقافة العربية للعالمية.
وفيما يخص ضيف الشرف، جميع الدول من جميع أنحاء العالم مرحب بها في معرض الشارقة الدولي للكتاب لتكون ضيف شرف، ولتكون مشاركة بفعالية في معرضنا، والنجاح للشارقة ليس محدداً بالشارقة فقط وليس للإمارات وإنما للوطن العربي ونجاحنا من نجاح الجميع ونلاحظ حضور جميع الإخوة العرب بما يقارب 2500 دار نشر وهو نجاح عربي».
الثقافات المتعددة والآفاق المفتوحة
«اختيار ضيف الشرف ووجوده له تأثير كبير فهو يربط نفسه بالدولة القادم منها وحضوره يشكل فرصة متميزة ليبرز كنوز الثقافة التي يمتلكها وفرصة لإثراء المشهد الثقافي، فمشاركة المملكة المغربية تعد مشاركة مهمة وكبيرة وغزيرة وعميقة، وكلمة صاحب السمو عندما قال فقدنا الأندلس ولكن عوضنا اللـه بالمغرب العربي، كان يعني الكنوز الثقافية والفكر العربي ووجود المغرب اليوم من خلال كتابها ومؤلفاتها ودور النشر المغربية المشاركة وجميع الفعاليات المشاركة والطهي والفلكلور والموسيقا هو إبراز لهذا المشهد، فكما نرى اليوم المعرض في منتصف الأسبوع وهو مزدحم جداً».
الأجنحة ومواقعها تنظيمياً
ونجد توزيع الأجنحة مثار جدل دوماً بين الناشرين، فهناك من يشكو من الموقع، ويراه عاد سلباً على نشاط الدار وبيعها وتفاعلها، وعن ذلك تحدث الأستاذ أحمد بن ركاض بوضوح، وبأن المعرض في كل مكان فيه مهم ويسلط عليه الضوء، إضافة الى ما يقدم له من دعم.
«الذي يمتلك منتجاً ثقافياً ويعرف كيف يروج ويسوق له لا يخشى عليه، ونحن دعمنا الناشرين اللبنانيين والفلسطينيين والسودانيين بإعفائهم من رسوم المشاركة في المعرض بسبب الأزمات التي تعيشها هذه المناطق، وهذا الدعم وضعه حاكم الشارقة، وهذا لم يكن بالحسبان ومؤلفاتهم ومشاركاتهم كانت في الشارقة قبل أن تبدأ الأزمات، وهذا الدعم يغطي الكثير من المصاريف وفوقه، فإن من لديه كتاباً لا بد أنه سيبيع بغض النظر أين هو موجود، وهناك منحة بما يقرب من 4 ملايين ونصف المليون لدعم مكتبات الشارقة وفيها لجان للشراء، ومن طرح منتجه الفكري ومؤلفاته من جديد هذا العام بعد أن باع منها سابقاً بالتأكيد لن يبيع، فلا بد من التجديد».
التجدد في كل دورة
كما تحدث عن التجديد في كل دورة من الدورات، لأن الإدارة موجودة في كل مكان من المعرض، ولديها استبيانات ودراسات تقوم من خلالها بتقديم الجديد والمفيد:
«نحن بوجه عام قريبون جداً من جمهور المعرض، فهناك مجموعة كبيرة من اللجان والاستبيانات التي تحدد طبيعة البرامج التي سنعمل من خلالها، ونأخذ في الحسبان الفئات العمرية المختلفة والاهتمامات وعليه نبني البرنامج، والأسماء المشاركة لا يمكن تكرارها، فأقصر مدى لدعوة المحاضرين أو مقدمي الفعاليات وما إلى ذلك هي من ثلاث إلى أربع سنوات ولا أظن أن هناك تكراراً مستمراً».
التنسيق العربي
وعن مشاركة الجهات الرسمية العربية فقد تحدث الأستاذ العامري، مبيناً أن هذا الوجود كان قوياً فيما مضى، وأكد أمله في أن تكون المشاركات القادمة أفضل من خلال زيادة الوعي بأهمية التعاون.
«نحن دائماً نسعد بزيارة الأشقاء في الدول العربية وهم بالفترات الماضية كانوا موجودين بكثرة في المعرض، وفيما يخص ترتيبات الزيارة مع الوزارات فلا وجود لذلك، ولكن نطمح لذلك ونأمل بزيادة الوعي ونحن نقوم بحملات إعلانية ضخمة وموسعة، فهذه الدول جزء لا يتجزأ من النسيج العربي».
وبالنسبة للمشاركات الحكومية في المعارض فإن من ضمن جناح هيئة الشارقة للكتاب لدينا وكلاء يقومون ببيع الكتب والمجلة توزع بشكل دوري وهي تسمى «الناشر الأسبوعي».
ورشات العمل وفائدتها
وعن الورشات الموجودة في المعرض، بيّن أنها ورشات مسبقة الدفع، وكان الإقبال عليها كبيراً،
«لا نتكلم هنا عن الورشات الاعتيادية التي تكون ضمن المعرض وإنما عن شيء جديد استحدثناه في هذا العام، فهي ورشات مسبقة الدفع وكنا نخشى من عدم الإقبال عليها ولكن فوجئنا في الحقيقة من إقبال الزوار عليها، وبالطبع هناك الكثير من الأمور التي تحتاج لبعض التحسينات ونحن نعمل عليها».
فلسفة المشاركة
وفي إجاباته وضح فلسفة المعرض في استقطاب الكتّاب ودور النشر وتقديم الجديد، وكل ذلك يخضع للاستبيانات العلمية لا الارتجال والأمزجة.
«بالطبع مشاركاتنا في المعارض تكون من خلال استقطاب دور نشر جديدة واستقطاب الكتاب، وكل معرض لديه فلسفته الخاصة في التنظيم، فلا نتدخل في سياساتهم التنظيمية لفعالياتهم ولكننا عندما يطلب منا نكون دائماً مستعدين للمساعدة والمشورة.
الذكاء الصناعي
وعن الاستفادة من الذكاء الصناعي الذي كان واضحاً في هذه الدورة تحدث العامري عن الخطة والتدريب من المعرض.
«نحن قمنا بدورة تدريبية قبل بداية المعرض للناشرين العرب وحضرها مئة وثمانية وستون ناشراً عربياً وإفريقياً، وكانت الدورة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، وجميعها تجلى فيها دور تطبيقات التواصل الاجتماعي في التصفح والبحث والوصول إلى المعلومة المطلوبة، وكيف يمكن استخدام الذكاء الصناعي في صناعة النشر، وكان هناك لقاءات حول كيفية الاستفادة منه، فنحن نؤمن بقوة هذا الجانب وقدرته على تسهيل الأمور علينا وعلى الزوار والناشرين، ونحاول بقدر الإمكان أخذ هذه المعطيات وتحسينها في المستقبل».
الأرقام والدورة
وفصّل في الأرقام وآليات التسويق للمعرض من خلال استقطاب شخصيات ذات أبعاد عالمية ولها مكانة عند الجمهور.
«في حديث العناوين والأرقام في هذه الدورة فيما يخص دور النشر والضيوف والتوقيعات والزوار
يشارك معنا نحو 2500 ناشر وعارض ونقدم نحو 1300 فعالية ويشارك أكثر من 250 ضيفاً من 112 دولة وأعتقد أننا وصلنا إلى ما يزيد على 1500 توقيع كتاب من جنسيات ولغات مختلفة، ولدينا 4 فعاليات كبيرة جداً منها مسرحية ومشاركة لنجم كرة القدم المصري محمد صلاح وكونسرت ومشاركة لفنان باكستاني».
الكتاب الورقي والإلكتروني
وأمام التشكيك بمستقبل الكتاب الورقي، عزز العامري القناعة ببقاء دور الكتاب الورقي.
«ما زال الاجتياح التكنولوجي بعيداً، ونحن لا نتكلم عن أنفسنا فحسب، فصناعة النشر موجودة في أقوى دولة في العالم، وبعد طرح الكتب الصوتية وغيرها لا يزال الكتاب الورقي يباع، وحتى الأجيال الجديدة فمن يرد الكتاب الورقي فسيجد الخيارات جميعها أمامه».
الناشرون الشباب
وعن تشجيع الناشرين الشباب تحدث الأستاذ العامري عما تم وعمّا سيكون مستقبلاً ولكن بعد تدريب واختبارات.
«نحن لدينا خطة حول ذلك ومطبقة منذ عدة دورات وقد اخترنا أمس خمسة أشخاص سيصبحون ناشرين لاحقاً، من أصل 135 اخترنا 26 ممن أنجزوا الدورة وخضعوا للاختبارات ومنهم اخترنا خمسة وحصل جميعهم على رخصة مجانية لمدة عام للنشر في الشارقة، فلدينا قرابة عشرين ناشراً شاباً جديداً سيدخلون سوق النشر».
التوسع والطفل
لوحظ في المعرض الاهتمام الكبير بالطفل ومنشوراته وكتبه وألعابه ووجوده من خلال الرحلات، وأضاف العامري بأن ذلك لخلق جيل من القرّاء، وأشار إلى فعالية أخرى تقام هي مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
«لدينا تعاون مع جميع المعارض الإقليمية بما يخدمنا ويخدمهم، ونحن نرى أن الأطفال لكي نخلق قرّاء منهم لا بد من الانطلاق معهم من مرحلة مبكرة، فعليه نركز بالعموم على برامج الأطفال التفاعلية والتعليمية في الوقت ذاته، فلا نعلمهم بشكل مباشر وإنما نخلق لهم برامج يستمتعون بها وندخل لهم فيها المعلومة بانسيابية، فالقسم الخاص بفعاليات الطفل في المعرض واسع وكذلك لدينا كتاب مختصون بأدب الطفل، إلى جانب مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي يعد مخصصاً للأطفال واليافعين من خلال ورشات ولقاءات مع الكتاب وبعض العروض والمسرحيات، لأننا نؤمن بأهمية بناء طفل سليم».
وأخيراً
في معرض حديثه كان الأستاذ العامري علمياً، وردّ على العبارات التي تطلق هنا وهناك من أن الأمة لا تقرأ، واستدل في نفيه على الزوار والمعارض، وما يتجشمه الجميع من مشاق من أجل الكتاب، سواء على صعيد الناشرين أم القرّاء والفعاليات الثقافية، وما تشهده من إقبال وتفاعل، وكانت رؤيته مملوءة بالتفاؤل، إن كان فيما يخص الكتاب الورقي وسوق النشر، وثقافة الطفل، وبأن التقدم التقاني سيكون في خدمة القراءة.
سيرياهوم نيوز١_الوطن