آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الإعلام والتضليل الإعلامي

الإعلام والتضليل الإعلامي

 

 

مالك صقور

 

يعرف الجميع أهمية الإعلام ، ودوره على كافة الأصعدة ، ولا سيما ، في الحروب فقد كان الإعلام وما زال وسيبقى يلعب الدور المهم في خلق منظومة وعي الناس ، وفي الوقت نفسه ، يساهم في احتلال العقول ، وغسل الأدمغة ؛ للبعض الذين مناعتهم الثقافية والمعرفية ضعيفة ، وأضيف المناعة الوطنية .وأقصد أولئك الذين لا يستمعون إلاّ لإذاعات الأعداء والمحطات الفضائية التي تبث السّم وتنشر اليأس والإحباط ، وترفع من شأن أعداء الوطن والإنسانية ، وتخفض معنويات البيئة الحاضنة والمؤيدة للمقاومة في فلسطين وفي لبنان .. إذ لايرون في غزة سوى الدمار والمجازر والإبادة الجماعية .. وما عادت غزة مكاناً صالحاً للحياة . وكذلك جنوب لبنان ..متأثرين بما تبثه المحطات المعادية المغرضة . وربما ، لا يشاهدون المحطات الصديقة ( وهي قليلة ) التي تنشر الوقائع كما هي .وتثبت مبرهنة الخسائر الكبيرة التي لحقت بجيش الاحتلال وآلياته وهروب المستوطنين وتذمرهم واستقالة قادتهم وإقالة آخرين . فبعد سنة وشهرين لم يستطع جيش الكيان أن يحرر الأسرى ، ولا أن يقضي على المقاومة في غزة ، ولا أن يمس قدرة حزب الله القتالية ، ولا أن يؤثر على البيئة الحاضنة للمقاومة في غزة ولا في لبنان على الرغم من آلاف المجازر .

بلى ، الماكينة الإعلامية المعادية كبيرة جداً، لا بل امبراطورية إعلامية مهيمنة يسيطر عليها اللوبي الصهيوني في كل مكان . ولا يخفى على العارفين والمهتمين بالشأن العام ، كيف تتم فبركة الإعلام المضاد المحبط المعادي والذي يتلقفه الطابور الخامس وينشره ..

جيلي يتذكر جيداً ، كيف بث إعلام العدو في حزيران الأسود عام 1967 نبأ سقوط مدينة القنيطرة قبل أسبوع من احتلالها وأكثر ، مما دب الذعر في صفوف الجنود ، فتركوا أسلحتهم وفروا . وكانت الهزيمة مدوية . وقد لعب التضليل الإعلامي الدور القذر في تلك الهزيمة . بعد ست سنوات ردّت حرب تشرين الكرامة الوطنية ، وثقة المقاتل السوري بنفسه وجيشة ، هذا مثل ، والمثل الآخر ، كان غوبلز وزير إعلام الحكومة النازية الهتلرية شعاره :” اكذب ، اكذب ، اكذب فستجد من يصدقك “.

ويحضرني مثال آخر عن دور الإعلام ؛ ففي أثناء الحرب العالمية الثانية ، التي يطلق عليها السوفييت : ( الحرب الوطنية العظمى ) ، إذ كان هتلر يطالب جيشه ومخابراته بأن يأتوه برؤوس ثلاثة أشخاص هم :

– رأس ستالين ،

– رأس جوكوف ( رئيس أركان الجيش الأحمر السوفييتي )

– رأس المذيع يوري ليفتان . الذي كان يلقي الرعب في قلوب المحاربين الألمان وفي قلب هتلر نفسه ، عندما كان يصرخ : ( هنا موسكو ) ، ويعرض مآثر الجيش الأحمر في سحق الجيش النازي .حتى وصل إلى برلين ، ووضع العلم الأحمر السوفييتي على الرايخ مقر حكومة هتلر .

نعم ، هناك تضليل إعلامي .. وبالمقابل يوجد إعلام حقيقي أصيل هادف ، يكشف أكاذيب وأضاليل وزيف وكذب ونفاق الإعلام المعادي .

فتحية للإعلام الصادق الجرئ المقاتل المقاوم

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بين وجع السوريين وصمت الأمم… “كوردوني”يدخل الساحة ومعه ملامح تحوّل خفي

  د. سلمان ريا   في خطوة لافتة تحمل أكثر مما تعلنه بيانات الأمم المتحدة التقليدية، عيّن الأمين العام أنطونيو غوتيريش الإيطالي كلاوديو كوردوني نائبًا ...