كانت جدتي بالماضي حريصة أن تبقي في «صرّتها» أو في الصندوق المركون في زاوية الغرفة ما تستطيع ادخاره من أموال ومدخرات مهما قلّت قيمتها، وتردد هذا “لغدرات الزمان”، وليردد معها جدي بموسيقا متوازنة (الله يستر آخرتنا ولا يقعدنا بالأرض)، ولنكن صريحين بأنه لم يكن يعجبنا هذا الاكتناز ونردد في قرة أنفسنا لماذا هذا الاكتناز؟
بالأمس تعرضت أم زميلنا لعارض صحي (جلطة) تطلب نقلها إلى أحد المشافي العامة وليفاجأ زميلنا بأن والدته بحاجة لعملية “قسطرة وشبكة” وأن المشفى جاهز لاستضافة أمه وتأمين الكادر الطبي وإجراء الفحوصات والتحاليل وكذلك إجراء العملية بالمجان، إلا أن عليه تأمين الأجهزة ومستلزمات العملية التي قدرت مبدئياً بحوالي 25 مليون ليرة “فقط،” ليضرب زميلنا الأخماس بالأسداس، فوالدته لاتزال صبية ولم تتعلم من والدتها أو جدتها الاكتناز بالصندوق أو “الصرة”.
نقيب أطباء دمشق: هناك عمليات تزيد تكلفة مستلزماتها على 200 مليون ليرة
نقيب أطباء دمشق الدكتور عماد سعادة لم يخف في تصريح لـ”تشرين” ارتفاع تكاليف إجراء العمليات في سورية، مشيراً إلى أن هناك عمليات جراحية تتعدى تكاليف مستلزماتها 200 مليون ليرة، ولاسيما عمليات أمهات الدم الدماغية والتشوهات بالدماغ.
وقال الدكتور سعادة: ارتفاع تكاليف ومستلزمات العمليات ليس مسؤولية المشفى أو المريض، منوهاً إلى أنه قبل الحرب على سورية لم تكن تكاليف العمليات بهذا الجنون، فكانت المشافي العامة ومازالت تؤمن الكادر الطبي والاستضافة والفحوصات وأجور إجراء العمليات على نفقتها، وكان المريض وذووه يؤمّنون مستلزمات العملية، فمثلاً تأمين مستلزمات إجراء عملية قسطرة لم يكن يكلف المريض في أقصى حد سوى ألفي ليرة.
ولدى سؤاله، كيف يستطيع المرضى الفقراء تأمين تكاليف العمليات ذات الأسعار (المليونية)، أكد الدكتور سعادة أن هناك الكثير من الجمعيات الخيرية في سورية معهود لها بمساعدة الفقراء، مختتماً حديثه بالتأكيد أن نقابة الأطباء ليس دورها التواصل مع الجمعيات لتأمين تكاليف العمليات للمرضى المحتاجين ولا حتى وضع تسعيرة لتكاليف إجراء العمليات.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين