حسب اتحاد كرة القدم تقام مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في ثلاثة أيام، غداً الجمعة يلعب الكرامة مع الشعلة على ملعب الباسل في حمص، وفي حماة يستقبل على الملعب البلدي الطليعة ضيفه جبلة، وفي اللاذقية على ملعب الباسل يتقابل حطين مع الوثبة، وعلى ملعب الجلاء في دمشق يلتقي الشرطة مع ضيفه الفتوة، يوم السبت يتقابل في اللاذقية على ملعب الباسل تشرين والجيش وتختتم المباريات يوم الأحد على ملعب الحمدانية في حلب بلقاء أهلي حلب مع الوحدة.
في آخر الأخبار وضعت إدارة نادي أهلي حلب اتحاد كرة القدم أمام مسؤولياته ورفضت تأجيل المباراة تحت أي عذر وهذا حقها.
على العموم فترة توقف الدوري استفادت منها الفرق التي لم تلعب يوم الجمعة الماضي في إصلاح أخطائها ومراجعة كامل أوراقها وشفاء مصابيها ونأمل أن تكون المباريات أفضل من سابقتها أداء ومستوى وتفاصيل وأهدافاً.
قمة الجولة
من المناسب أن نتحدث عن مباراة الكرامة مع الشعلة أنها مباراة القمة في هذه الجولة بغض النظر عن تاريخ الفريقين، فالنتائج والمواقع فرضت نفسها على مباريات هذه الجولة.
الفريقان يلعبان بسياسة (سجل هدفك وارتح)، وهذا ما أكدته المباريات الثلاث السابقة وخصوصاً المباريات الأخيرة، وربما هذه السياسة باتت أغلب أنديتنا تتبعها للتخفيف من أذى النتائج، في الأسبوع الماضي سجل الكرامة هدفاً مبكراً ونام عليه براحة حتى النهاية لأنه يعلم تماماً أن الفتوة غير قادر على التسجيل حسب إمكانيات الفريق ومعطيات المباراة.
دوماً فكرة الحفاظ على الهدف الواحد، فكرة غير ناجحة بالمطلق، شاهدنا في الأسبوع الماضي في المؤجلات الثلاث أن الفائزين الثلاثة سجلوا هدفاً واحداً في الشوط الأول واستطاعوا الحفاظ عليه حتى النهاية، لكن هل هذه الخطة ستنجح على الدوام، طبعاً لن تنجح لأن تشرين فشل في الحفاظ على هدفه مع الفتوة وكذلك جبلة في اللقاء مع الكرامة، المسألة متعلقة بظروف المباراة وإمكانيات الفرق المتقابلة.
وإذا عدنا إلى المباريات التي أقيمت حتى الآن وعددها خمس عشرة مباراة لوجدنا التالي:
سجل في هذه المباريات 23 هدفاً، أي بنسبة هدف ونصف الهدف في المباراة الواحدة وهي نسبة ضعيفة جداً، نصف المباريات انتهت إلى التعادل وعددها سبع مباريات، مباراتان اثنتان كانتا سلبيتين، وهناك خمس مباريات لم ينجح فيها فكر الهدف الواحد.
عندما تسعى فرق مثل الشعلة والشرطة والفتوة وربما الطليعة إلى انتهاج هذه السياسة فربما هي معذورة، أما أن تكون هدف الفرق الكبيرة التي حشدت المال والبشر والحجر، فهذا هدف لا يتناسب مع الإمكانيات التي تمتلكها هذه الفرق، وهذا يجعلنا نتهم الفكر الفني الذي يقود كرة حطين والكرامة وأهلي حلب والوثبة والجيش أيضاً.
الملاحظ أن مدربينا مسكونون بالخوف، وهم يعيشون حالة الخوف من الفشل، لذلك لا نجد المدرب الذي يجازف بأسلوب هجومي بحت، الأساس هو الدفاع، والهجوم ينطلق بعد أن يتشبع لاعبو الفريق بالمهام الدفاعية وخصوصاً لاعبي خط الوسط الذي عليهم دائماً مساندة الخط الخلفي كمهمة رئيسية وأساسية لا يمكن الاستغناء عنها، والمشكلة أن فرقنا لا تملك اللاعبين (السوبرمان) القادرين على تحمل مهام دفاعية وهجومية بآن واحد وتأديتها بالجودة نفسها.
الأهداف في الدوري حتى الآن هي صناعة التفاصيل الخاطئة في المباريات، فلم نشاهد الهدف الملعوب الذي أتى عبر جملة تكتيكية أو تسديدة بعيدة متقنة، وما زال أسلوب كرتنا يعتمد على التمريرات العالية البعيدة أو التمرير العرضي المكشوف وربما تنجح تمريرة من خمسين تمريرة باختراق الحصون الدفاعية لنرى هدف المباراة الوحيد.
مقولة الهجوم خير وسيلة للدفاع على ما يبدو لم يقتنع بها مدربونا بعد، وما زالوا في مرحلة جس النبض والحذر الدفاعي، ولا ندري إن كان الأسلوب سيستمر طويلاً أو إلى آخر الدوري.
على العموم هذا السرد لا يصلح لمباراة القمة المفترضة وحدها، بل هو بيان لكل المباريات التي ستشهدها هذه المرحلة وآن أوان الفرق أن تنطلق نحو الهجوم وأن نرى النتائج الكبيرة التي تعكس الفوارق الحقيقية بين الفرق، ففارق الهدف الواحد لم يعد يطرب أحداً ولا يقنع متابعاً.
الشعلة حافظ على نظافة شباكه في المباريات الثلاث، وساعده أن الفرق المنافسة لا تتمتع بالقوة الهجومية المطلوبة وهي تحرص على حماية مرماها أكثر من حرصها على الهجوم، والفرق الثلاثة مجتمعة سجلت هدفين في تسع مباريات!
الشعلة ربما لا يسجل بمرمى الكرامة، لكن هل يخرج الكرامة من عباءة الهدف الواحد؟
الجواب بيد مدرب الكرامة، ويحدده أسلوب اللعب المفترض المناسب، ونحن نتطلع كمراقبين إلى رؤية أهداف العقود الماضية التي كانت تأتي من بعيد وقد حرمنا مشاهدتها في العقد الأخير، فهل عجز لاعبونا عن التسجيل من هذه المسافات في هدف اختراق الحصون الدفاعية.
امتحان جديد
الطليعة الوصيف يواجه جبلة على ملعبه، في استقراء لمشوار الطليعة في الدوري في المواسم السابقة، نجد أنه يبدأ الدوري بشكل جيد وما يلبث أن تخمد فورته وتضعف عزيمته، لتكون البداية الجيدة هي المنجية له من الهبوط.
ما لاشك فيه أن الطليعة يحفظ الدرس جيداً، وقد دخل الدوري دون مقدمات وأزمات، وهو يتمتع بروح معنوية عالية وجمهوره راضٍ عنه، وهذا يكفي ليكون اللاعب الحقيقي في الملعب، الطليعة يسجل في كل مباراة، وعلى ما يبدو أن هدفاً واحداً يكفيه ويحقق طموحه، وقد يتناسب ذلك مع إمكانيات الفريق، بعيداً عن كل الأمور الفنية فإن الطليعة يلعب بأبنائه تحت شعار الولاء والانتماء وهذا أمر مهم.
جبلة يأتي إلى حماة ليستعيد التوازن الذي فقده في المباريات السابقة، وهو بحاجة إلى روح معنوية تدفعه لنسيان الماضي، ومدربه يجب أن يبحث عن حلول حتى لا يفقد وظيفته مبكراً، فجبلة لا يصبر على سوء النتائج كثيراً.
في الرؤية العامة الفريقان متشابهان في المضمون وهما مختلفان بالنتائج فقط، لذلك فالتكافؤ هو العنوان الرئيس للمباراة وأرض الملعب ستنتصر لأحدهما وأتوقع حدوث مفاجأة.
ضيف مزعج
الوثبة أيضاً بالمرتبة نفسها شريكاً للطليعة في الوصافة يحل ضيفاً على حطين في اللاذقية.
في لقاء قوي وصعب وخصوصاً أن حطين يتطلع للخروج من أذى خسارته الوحيدة أمام الطليعة قبل أن تلحقها أذية أخرى تبعثر أوراقه وتضعف أحلامه الوردية في المنافسة على اللقب.
حطين وإن كان متأخراً على جدول الترتيب فقد يكون سبب ذلك أنه لعب مباراة أقل، لكن هذه المباراة الناقصة غير مضمونة بمواجهة الوحدة في دمشق.
دائماً مباريات الدوري تجمع بين فريق قادم نحو المزيد وفريق مقبل على التعويض، وهذا حال مباراة اللاذقية، فالحوت يريدها عودة إلى البداية الناجحة والوثبة يريدها استمراراً لانطلاقته الواثقة، الفوارق بسيطة، والهوامش ليست واسعة، والأرض والجمهور قد يكون لهما عامل مهم، والخوف يبقى من سوء تركيز لاعبي حطين بمثل هذه المباريات!
عودة إلى الماضي
غاب الشرطة عن الدوري موسمين فتوج الفتوة بطلاً، عاد الشرطة إلى الدوري فعاد الفتوة إلى سابق عهده، اليوم الشرطة لا يواجه البطل، يواجه فريقاً مماثلاً بالمستوى وربما بالإمكانيات، واللاعبون في الفريقين من طينة واحدة، الفتوة يتقدم على الشرطة بنقطة، وغداً قد يتوسع الفارق أو قد يسبق الشرطة ضيفه الفتوة، كل هذه الاحتمالات واردة وطبيعية.
بكل الأحوال المباراة متكافئة ولا فوارق واسعة بين الفريقين، وهي تحتاج إلى الحظ والتوفيق ومن يستثمر الفرص المتاحة يكن له الفوز وأتوقع أن تكون المباراة غنية بأهدافها.
في الهم سواء
السبت في اللاذقية على ملعب الباسل يلتقي تشرين مع الجيش، والفريقان في الهم سواء، تشرين لم يقدم لجمهوره ما يسعدهم، والجيش تعرض لكبوتين غير محسوبتين لأخطاء فردية قلبت المواجع على الفريقين، نقطة الإضاءة في المباراة أن مدرب الجيش كان مدرباً لتشرين فهو يعرف إمكانيات أغلب اللاعبين، وكيف يفكرون، أما مدرب تشرين الحالي فهو ابن الجيش ومطّلع على مدرسته الكروية، والمواجهة هنا لإثبات التفوق سواء على صعيد المدربين أم على صعيد الفريقين، المباراة محرجة، ونتيجتها قد تسبب الكثير من المنغصات للخاسر، أما التعادل فهو غير مرض للطرفين، المباراة تحتاج إلى صحوة حقيقية وإحساس بالمسؤولية من لاعبي الفريقين.
الظهور الأول
يوم الأحد في الحمدانية سيظهر الوحدة في أولى مبارياته كما وعدنا اتحاد الكرة، ولا ندري إن كان ذلك مؤكداً أو كان كالوعود الخلبية السابقة.
الوحدة يحتفظ في ظهوره الأول بكل أوراقه، بينما أوراق الأهلي مكشوفة أمام المحروس، لكنه يواجه الهواش بخبرته العميقة بفريقه وبالدوري الكروي الذي لازمه في السنوات الماضية.
لا يمكننا أن نفرد المباراة بالكثير من الكلام، لأننا لا نعرف الوحدة بأي فريق سيلعب، أو أن التأجيل سيتكرر، على العموم وفي حال أقيمت المباراة نتمنى أن نرى مباراة جميلة تختلف جذرياً عن كل مباريات الدوري فيها المتعة والإثارة والجمال وأن تخلو من الحساسية والعصبية.
من ذكريات الدوري
جبلة فاز في الموسم الماضي على الطليعة مرتين 1/صفر، سجل في الذهاب عبد الإله حفيان من ركلة جزاء، وسجل في الإياب عمر نعنوع في الدقيقة 90.
تعادل أهلي حلب مع الوحدة سلباً في ذهاب الموسم الماضي، وفاز الأهلي في الإياب 2/1 سجل أولاً مدافع الوحدة عمرو جنيات بمرماه وحقق الفوز علي الرينة في الدقيقة 89 وسجل هدف الوحدة عبد الله جنيات وكان أول أهداف المباراة.
تشرين فاز على الجيش في الذهاب بهدف محمد كامل كواية وتعادلا بلا أهداف في مباراة الإياب.
حطين فاز على الوثبة في الذهاب بهدفي مؤنس أبو عمشة وتعادلا في الإياب سلباً.
في آخر لقاءين للكرامة مع الشعلة موسم 1997- 1998، فاز الكرامة في الذهاب 2/1 سجل للكرامة حسان المصري وعمر سويد، وللشعلة رباح العمري، وجدد الكرامة فوزه في الإياب 5/1 سجل للكرامة رياض المصري هاتريك وشادي حج بيك وفواز مندو، وسجل للشعلة بدر العلي من جزاء.
في موسم 2021-2022 فاز الشرطة على الفتوة في الذهاب 2/1 سجل للشرطة مجد الغايب ومحمد حاتم النابلسي وللفتوة ولات عمي وفي الإياب فاز الفتوة بهدفي محمد زينو وعبد الرحمن الحسين.
سيرياهوم نيوز 2_الوطن