آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » إن لم تكتبوا اليوم فلن تكتبوا أبداً الشمال السوري.. والحرب المؤجلة منذ مئة عام ووقعها على المبدعين السوريين

إن لم تكتبوا اليوم فلن تكتبوا أبداً الشمال السوري.. والحرب المؤجلة منذ مئة عام ووقعها على المبدعين السوريين

إلى اليوم تكون انقضت من السنين عقد ونصف العقد من الحرب على سورية؛ حرب يشترك في مجازرها عشرات الأعداء من جهات سورية الست.. مرةً يخوضها الوكيل، وطوراً يحضر العدو الأصيل في كامل إجرامه.. وحيناً -وهو غالباً- يحضر الأصلاء مع كل اتباعهم وخونتهم..
وفي كلَّ موقعة من هذه الحرب؛ كان الجيش السوري يُسجلُّ أسطورته.. شجاعة ندر أن توجد في أي جيشٍ في العالم، وثمة أسماء لجنود سوريين؛ وصلت حد القداسة في الفداء والبسالة، لن يكون آخرهم باسل قرفول بطل حلب وحاميها، كما لن يكون أولهم مُحرر حمص ومُلهم الجنود علي خزام وغيرهما مئات البواسل..
جيش يتغنى به الشاعر الغنائي إيميل حمود:
” عمّ ترسم بدمّك
وطن
حدودو بعيدة
واسعة
ومسيّج بروحَك
ما في حدا
متلَك
ولا في حدا
قدَّك
يا جيش سورية
الأبي
ما كاسرَك همّك
كاسر قلاع
الخوف
والمجدّ بيشمّك
ريحة
فداء ومرجلة
وأنت اللي
وحدَك بو علي
صعب
الرّدى يهدّك
جيش الكرامة
والإبا
هامَك رمح
لقّ السّما
والعزّ وحدو
اللي أنتمى
ماسك
الَك يدّك”
ولحرب الشمال اليوم؛ حضورها الآخر في وجه عدو محتل لأجزاء ومساحات واسعة من الجغرافيا السورية، لأنّ هذه الحرب تُذكر بعدو مُجاور وبتاريخٍ له حافل بكلّ أنواع الأجرام، عدو لم يُذكر له في طول مدة اغتصابه خلال أربعة قرون غير اختراعه لأشنع آلة قتلٍ في الكون وهي “الخازوق”.. كيانٌ مُغتصب تكوّن وتشكّل في ظروفٍ غادرة من عمر التاريخ، وأقام “دولته” على أراضي الغير – سورية، اليونان، قبرص، أرمينيا، وإيران- والذي قلده بالاغتصاب كيانٌ جاء فيما بعد.. كيان يُماثله في الإجرام واغتصاب أراضي الغير، ولا يقلّ عنه عدوانية من الجنوب هو الكيان الصهيوني الإسرائيلي.. هذا العدو الذي تُجمع مُختلف الأمثال الشعبية في العالم على وحشيته والتي تؤكد جميعها على أن: “إحذر الترك، فإنهم إن أحبوك ؛ أكلوك، وإن أبغضوك قتلوك”.
من هنا كان وقع الحرب مهوّلاً على السوريين بين كيانين قاتلين في الشمال وفي الجنوب، ولم يتجاهلها إلا كل ميّت يدعي أنه حي..
وكأن المتنبي حاضر يُعيد صياغتها من جديد، حينما كانت حلب واقعة بذات المصير في زمن الحمدانيين البواسل:
لَيسَ إِلّاكَ يا عَلِيُّ هُمامٌ
سَيفُهُ دونَ عِرضِهِ مَسلولُ
كَيفَ لا يَأمَنُ العِراقُ وَمِصرٌ
وَسَراياكَ دونَها وَالخُيولُ
أَنتَ طولَ الحَياةِ لِلرومِ غازٍ
فَمَتى الوَعدُ أَن يَكونَ القُفولُ
وَسِوى الرومِ خَلفَ ظَهرِكَ رومٌ
فَعَلى أَيِّ جانِبَيكَ تَميلُ
واليوم فقد تنوع وقع هذه الحرب وصدها عند المُبدعين السوريين، بين من سرد تاريخ إجرام هذا الكيان العثماني، وبين من حلل شخصية مُجرمه “الإخونجي أردوغان” آخر السفاحين الأتراك، وبين من سجّل خيبته من صمت الآخرين من سوريين وعرب، وبين من انتشى بأخبار استبسال الجيش السوري الذي عقد العزم على التحرير ومهما كانت الأثمان مرتفعة، وبين من دعا لأن يخرج المثقف عن صمته المبتذل..

البعض صاغ الكتابة كرديف للجيش السوري، آخرون كانوا مؤرخين سردوا تاريخ الكيان العثماني القاتل، وبعضٌ ثالث رسم بورتريه لآخر السلاطين السفاحين

صرخة من بعيد
وهنا نُذكّر؛ فقد سبق أن صرخ يوماً الشاعر السوري الراحل نزار قباني خلال الحرب مع صهاينة الجنوب سنة ١٩٧٣؛ حيث قال بما معناه مُخاطباً المثقفين في سورية والعالم العربي:”إذا لم تكتبوا اليوم؛ فلن تكتبوا أبداً..”، وهو ما تصرُّ عليه الكاتبة ديمة ناصر التي تقول: “أمقت كل شخص بحجة أنه مثقّف أو شاعر أو فنان لا يبدي رأياً بما يجري في وطنه والكلاب تنهشه.. وأمقت أكثر أولئك القابعون تحت اسم اللاعنف والإنسانية تاركين الأبواب مشرّعة لأنيابها تنغرز في كرامتنا.. أنفر منهم يجعلوني أشعر بالغثيان… أتقيّأ حتّى ظلّهم…” وتؤكد: من جرحته صورة العلم السوري.. وجرحت إنسانيته، وهو محمول في يد شاب من جيشنا.. فليغادر مصحوباً بكلِّ أنواع التهم التي ساقها لي.. فليغادر مع فوقيته وإنسانيته وثقافته.. فهي لا تساوي عندي حبّة عرق سالت من جباه هؤلاء

فإذا لم يهز مشاعرك هجوم عدو متوحش وسافل كالعدو التركي – صهاينة الشمال على وطنك؛ عليك إذاً أن تصمت إلى الأبد .. أصمت كقبر، أو كشيءٍ لا يُفسر.. فلا أسفاً على كل ما ستكتبه بعد اليوم.. لأنه لا يساوي غبار حذاء لجندي سوري استبسل حتى الشهادة.. وهنا نُذكّر بما قاله سوريٌ آخر في أوائل القرن العشرين – قبل أن يُجزأ الوطن السوري- وهو جبران خليل جبران سنة 1908م، وكأنه يُخاطب الخونة ممن لا يحملون من سورية غير جنسيتها: “ماذا يغركم أيها المسلمون بالدولة العثمانية وهي اليد التي هدمت أمجادكم بل هي الموت الذي يراود وجودكم؟، إن لم يتغلب الإسلام على الدولة العثمانية فسوف تتغلب أمم الأفرنج على الإسلام”. “فعندما تبلغ وقاحة المعتدي الخارجي ذروتها، ويتم إلحاق الأذى بجنود الوطن، ينبغي أن تختفي كل أشكال النقد والمعارضة، فقلوبنا مع جيشنا..” يؤكد الدكتور عادل فريجات من مغتربه البارسي، وهذا أضعف الإيمان.. ولابأس أن نُمرر هنا شريط الذكريات، ونُذكر بما قالته يوماً الشاعرة السورية المغتربة في المكسيك إكرام أنطاكي ( 1948- 2000) حيث قالت سنة 1996 خلال زيارة لها لدمشق، وكأنها تتنبأ: “إن كنتُ أريد تحطيم هذه المؤسَّسة التي هي الدولة، والتي هي أكبر من الحكومة، ومن رؤساء الحكومة، ومن أيِّ شيء، إن كنتُ أريد تحطيمها والتقليل من قدسيَّتها واحترامها، فإن هذا يعني أن الناس ستعود إلى قبائلها، أنا لا أرغب بتكرار ما حصل في يوغوسلافيا لبلدي، أنا أريد هذه الدولة ومستعدة لأدافع عنها بأظافري وأسناني لأنها تجمع هؤلاء الناس..”، وتُضيف: لذلك فإن الثوري الحقيقي لم يعد ذاك الذي يدعو إلى الثورة، إنما هذا الذي يدافع عن هذه المؤسَّسة القديمة التي اسمها الدولة.. “فالغول التركي جائع أيها الشعب، ها هو يفتح فاه، لقد ابتدأ بالإسكندرون وفي نيّته أن ينتهي عند صنين.” ذلك ما حذّر منه المفكر انطون سعاده منذ ” 82 ” سنة.. ألم يُحذر شاعر عربي خلال النصف الأول من القرن العشرين – جميل صدقي الزهاوي-أيضاً من إجرام العنصر التركي بعد “حفلة مشانق” أقامها في ساحات بيروت والشام:
“بني يعرب لا تأمنوا الترك بعدها
بني يعرب إن الذئابَ تصولُ”
فبعدها ” كيف يمكن أن تكون سورياّ وقد أصابك الخرس أمام غزو العصمللي هاربا من أضعف الإيمان بوطنك ؟” يتساءل بمرارة السيناريست أسامة اسماعيل..

صرخة قريبة جداً
واليوم وعلى وقع استبسال الأبطال وقوافل الشهداء منهم، يُسجّل السوريون معركتهم الموازية شعراً ونثراً وتحليلاً.. فا هي الشاعرة ماري أرسلان تكتب قصيدتها معولةً على بسالة الجيش السوري في ردع الطاغية العثماني عن أطماعه في الأراضي السورية التي كانت يوماً وتحديداً قبل سنة 1920م بمساحة (360000) كيلو متر مربع، قبل أن يقضم أجداد هذا العثماني الكريه المساحة الأكبر من هذه الأجزاء المغتصبة..
وفي قصيدتها بعنوان “غزوٌ..ومعجزات” تقول ماري:
وصلَ الغُزاةُ لأرضِنا فتحلّلُوا
وأتَوا بظلمٍ والسّوادُ يجلّلُ
يا جيشنا حيّاكَ مولانا الّذي
أعطاكَ نصراً للأباةِ يهللُ
فالسّابحاتُ على الغيومِ جيادُكم
شُهُباً بأرضِ العزّ راحت تصهُلُ
وسلاحُكُم إيمانُ قلبٍ صادقٍ
ورصاصُكم صوتُ الإلهِ مزلزِلُ
وطني حُماتُك قد حَبَوك كرامةً
فسموتَ طُهراً بالدِّما تتَجمّلُ
ورفعتَ رأسكَ بالشّهيدِ مُباهياً
وصرختَ يا عُرباً ألا فتأمّلوا
فبساحِنا أُسدٌ تجابِهُ موتَها
وبأرضِنا نصرُ السّماءِ مؤمّلُ
وهذا ما دعا الشاعر والناقد السوري محمد عُضيمة لأن يصرخ هو الآخر بعشرات المنشورات من مغتربه الياباني منها: “إذا لم تحاربهم في حلب أو في إدلب أو حيث هم؛ فسيأتون إلى بيتك حيث ينام أطفالك أو أخوتك وأخواتك وأمك وأبوك يا قبضاي..” وعلى هذا النحو تقول الشاعرة بيانكا ماضية: “ما دمنا دخلنا المعركةَ وقد فُرضت علينا، فمن المنطقِ السوريِّ أن نستميتَ دفاعاً عن البلاد، ومن غير المنطقيّ ألا تلحقَ الهزيمةَ الساحقةَ يا أيُّها السوريُّ بعدوِّك في نهايةِ هذه المعركة، وألا تذيقَه شرَّ ما فعلت أيديه في اعتدائه عليك لاحتلالِ بلادِك، وفي قتلِه أبناءَك، وفي تعدّيه على أراضيك وممتلكاتِك وسرقة ثرواتك، وألا توقعَ الخسائرَ الجسيمةَ به، وألا تجعلَه يخرجُ من أرضِك، وهو يجرّ أذيالَ هزيمته جرّاً..”
فـ” هذا الترابُ ترابنا
سالتْ على ذرّاتهِ أحلامُنا
منْ طينهِ المعجونِ بالدمعاتِ صاغتْ أمّنا أيّامنا
والأرضُ هذي أرضُنا :
أنهارُها ..أسفارُنا
أشجارُها ..أسلافنا
أزهارُها ..أخلافُنا
أنسامُها.. أنفاسُنا
صقورُها ..نسورُها..بُزاتُها آفاقُنا
شحرورُها ..أنغامُنا
وشمسُها غوايةُ الأبدْ
تهيمُ في غرامها أقمارُنا
وبحرُها ..تموجُ فوق مائهِ أسماؤنا..
تطريزُ حوريّاتهٍ منْ دمّ أرجواننا
مازالَ ينهضُ منْ رمادٍ باذخاً فينيقُنا
ذلك ما تصيغه شعراً الشاعرة غادة اليوسف
حرب انتماء

ذلك “إنها حرب الانتماء لك يا وطني” تؤكد الكاتبة هيفاء فويتي، ومن هنا كانت دعوة الشاعرة انتصار سليمان: “يداً بيد والكلمة طلقة.. ومعاً بخندق واحد خلف جيشنا العظيم الذي يصدّ المحتل العثماني القذر.. إدلب حلب الحسكة أرض سوريّة وستكون مقابر للغزاة”.. أمّا الدكتورة ديانا السمّار فتكتب من جهتها هايبون باذخ وتُهديه لمن ضحّوا وراحوا….
“هل أقدم الربيع؟
على الهامش بزغ العشب أخضر فاقع.. لم يطاوعني قلبي أن أدوس بريق عينيك.. شجرتي لازالت عارية تصدُّ الريح.. سنة كبيسة.. أضافت دهراً من الانتظار في دفاتر الصباح.. كيف أصبحت أمانيّ أحجيات وأحلامي أضاحي..
آذار آذار يهدر بعنفوان.. لا أستطيع أن أوقظ براعمي أخشى أن تتناثر أوراقي مع دموع العذراوات.. نعم احتضني برفق كنعش مفتوح انتظر قبلة على شفاهي الفاترة.. قبلة كأنها من نور..
نثار زهور؛
دموع الثكالى
أكليل الشهيد.”

تاريخ أسود ونشأة مشبوهة
تقول الشاعرة عبير سيلمان وهي تصوّر نفاق حاكم تركيا اليوم: “قبل الحرب بسنوات، وعندما كان الكثيرون مأخوذين بشخصية أردوغان المحتال الذي ادعى حبّه لفلسطين وسورية تمهيداً لأن يكشّر عن أنيابه الانتهازية، يومها قال قريبنا من لواء اسكندرون هذا: أردوغان لا يؤمن له جانب، وعلى السوريين أن ينتبهوا منه فهو حتما يُحضّر للعبة قذرة.. شخصية أردوغان لم تعد خفيّة، إنه يحاول إحياء الخلافة العثمانية التي قامت فيما مضى على الدماء؛ وعلى استباحة دماء الأب والأخ والأولاد حباً بالسلطة.. مع ذلك، ثمة من لا مشكلة لديه بتحقيق الحلم الأبله لأردوغان، وأعني أولئك الذين يدّعون أنهم ضد الديكتاتورية وفي الوقت نفسه يعشقون إذلال أردوغان واحتقاره لهم، لا مشكلة لديهم إذا احتلّ أو دمّر نصف مدنهم، هذه بنظرهم ليست ديكتاتورية، بل “تحرير” و” حلال” كرمى تحقيق “فتح إسلامي” معاصر يعيدهم إلى زمن الخلافة..
الرجل المريض
يوم أطلق قيصر روسيا نيقولا الأول اسم الرجل المريض على الدولة العثمانية عام 1853، ودعا بريطانيا لمشاركته في اقتسام ما تحتله من أراضٍ، لكن انهيارها العسكري تم بعد الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها كحليفةْ لألمانيا والنمسا المنهزمتين، فدخلت جيوش الحلفاء القسطنطينية وسيطرت عليها وعلى البوسفور والدردنيل واستعادت اليونان الأقسام الغربية وصارت الولايات العربية دويلات صغيرة تحت انتدابات الحلفاء.. لكن مؤامرات وأطماعاً تناوبت على المشرق جعلت الحلفاء يتخلّون عن كيليكيا وأروفة وماردين وديار بكر ثم أنطاكيا ولواء إسكندرون لتركيا، بدل أن يقسموها أكثر، على اعتبار أن الحكم فيها بات موالياً للغرب وألعوبة بيده بالكامل.. وبالنسبة لنا فهي حرب مؤجلة منذ مئة عام، يتوجب أن ندافع فيها عن قيمنا ونثأر لخمسمئة عامٍ من البؤس والموت الذي زرعه العثماني في مشرقنا، ونقدم فيه لمن ذبح وأذل من أهلنا طيلة المئات العجاف واجب الذكرى والاحترام كي تحيا الأجيال القادمة بعيداً عن القذارتين التركية في الشمال والإسرائيلية في الجنوب.

تاريخ أسود ونشأة مشبوهة يُذكرنا به وهو ما يُعيد التذكير به الكاتب أحمد إبراهيم ومُستغرباً بالوقت ذاته من هؤلاء المُهللين للعدو التركي: “أربعمائة سنة من الاستعمار العثماني مرت لم يظهر خلاله رسام واحد، ولا فنان واحد ولا كاتب واحد، ولا عالم واحد، ولا فيلسوف واحد، وبلغت خلالها نسبة الأميّة في العالم الإسلامي 85% وبين النساء 95%.. خلافة بلا زراعة ولا صناعة ولا بنية تحتية ولا تعليم ولا ثقافة.. خلافة لم تنتج سوى الخوازيق والمؤامرات والحروب وحريم السلطان، وفي كل البلدان التي استعمرها العثمانيون تفشت الأمراض والأوبئة وعمّ الفقر والجوع والتجنيد الإجباري للرجال والشبان وزجّهم في الحروب في سبيل أطماع العثمانيين التوسعية آخرها سفربرلك سيء الصيت ناهيك عن انتشار الشعوذة والدجل والجهل والخرافة.. خلافة مجازرها يندى لها الجبين بدأت بمجزرة التلل في حلب بحق الحمدانيين والتي سُجّلت كأبشع مجزرة في التاريخ البشري حتى وقت حصولها – بلغ عدد الرؤوس المقطوعة بحدود مئتي ألف رأس تم تكويمها كتلال فسميت المنطقة منطقة التلل – ليتلوها طمس حضارة الحمدانيين، أهم حضارات عصرها، وانتهت مع نهاية الخلافة بمجازر الأرمن والتي صُنّفت بدورها كأبشع مجزرة في التاريخ حيث زاد عدد ضحاياها عن المليون ونصف، وبينهما مجازر لا تقل وحشية عنهما بحق السريان والآشوريين وغيرهم.” ويُضيف إبراهيم: اليوم كل من يحلم بإعادة الخلافة العثمانية ينبغي تصنيفه كعدو لدود للشعب السوري بشكلٍ خاص وللحضارة البشرية بشكل عام.. وقبل أن نختم لنقرأ ما سطره الأديب حسن م يوسف، السينارست الذي قرأ درامياً التاريخ الحقيقي للعثمانيين، لاسيما من خلال ملمحمته التلفزيونية ” أخوة التراب”.. يسرد يوسف: “.. أما مراد الثالث فقتل أخوته الخمسة ليحلّ محلّه نجله الشهير أحمد الثالث الذي قتل في اليوم الذي دفن فيه والده جميع أشقائه البالغ عددهم تسعة عشر شخصاً، ولم يكفه ذلك بل أمر بعد أيام بخنق ولده أثناء نومه.
غير أن بعض بني عثمان لم يتقيدوا بتقاليد القتل دون دماء، فقد قام مصطفى الرابع بتقطيع شقيقه سليم الثالث إرباً إرباً. وقتل محمود الثاني شقيقه مراد الرابع بالسم قبل أن يقتل زوجته وجميع أولاده، لتكون والدته آخر ضحاياه.
وختاماً نختم مع الشاعر الغنائي عيسى الضاهر، وهو يرتل لجندي واقف في الشمال والجنوب.. واقف على خط النار:
“واقف ع خط النار
جندي جبل جبار
عينو على بلادو
ما يطالها الغدار
….
واقف بوج الريح
كل الغضب بعيونك
صامد ما كنت تزيح
رب السما يصونك
بعدك أنت ع الوعد
تصرخ يا صوت الرعد
نصرك ما بعدو بعد
حامي عرض هالدار
….
دمك زيت السراج
وايدين تحمي سياج
يا روح عل براج
نور معطرا بالغار.
…………………
نظرة الثقافة الشعبية في العالم على الأتراك، وما تكثفه أمثالهم من اختصارات وحكم:
مثل أرمني: التركي إذا لم يجد أحد ليقتل، يقتل أباه
مثل آشوري: للشيطان وجوه عديدة أحداها وجه التركي
مثل روماني: الديك لا يبيض البيض التركي لا يصبح إنسانا
مثل بلغاري: هناك حيث دعست قدم التركي لن تنبت الحشائش
مثل يوناني: إذا تحدث التركي عن السلام فأعلم أن الحرب قادمة
مثل عربي: من السهل أن تطير الدجاجة قبل أن يتعلم التركي المحبة
مثل أوكراني: الدجاجة ليست من الطيور و الأتراك ليسو من البشر
مثل روسي: الضيف الذي يأتي من دون دعوة هو حتما تركي
مثل صربي: الناس تبني، ويخرب و يُحطّم الأتراك.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وكل دروب الحب توصل إلى حلب … شعراء تغنوا بحلب وتغزلوا فيها.. منهم قباني والعيسى وأبو ريشة

  | وائل العدس   تحتضن حلب بين أزقتها وحاراتها تاريخاً يمتد لآلاف السنين، يجعلها بموقعها الجغرافي واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، ...