آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » خبراء يحذرون من الاستسلام للشائعات.. وقائع الميدان هي «القول الفصل» وخبراء ينصحون باختيار صحيح لمصادر المعلومات

خبراء يحذرون من الاستسلام للشائعات.. وقائع الميدان هي «القول الفصل» وخبراء ينصحون باختيار صحيح لمصادر المعلومات

عمد أحد الشبان الملثمين في إحدى قرى ريف حماة الشرقي “الذبيحة” إلى إطلاق الرصاص ليلاً وهو يجوب الشوارع على دراجة نارية ويصيح بأعلى صوته بأن المسلحين اقتربوا من مشارف القرية ويتوجب على السكان الهرب.
ووفق مصادر أهلية، تبين أنّ الموضوع لم يتعدّ حدود الشائعة، بهدف بث الرعب والخوف في قلوب الناس الذين لم يعودوا يحتملون المزيد.
في زمن الحروب تتضارب الأخبار ما بين سقوط بلدات بأيدي المجموعات الإرهابية وبث الرعب في قلوب الآمنين، وبين مكذبين لهذه الأخبار بالصوت والصورة.
ولأن في زمن “السوشيال ميديا” ومواقع التواصل (وفق توجهات مشغليهم)، من السهل إطلاق الفبركات. على سبيل المثال من أحد هذه الأخبار المضللة سقوط مدينة حماة أو عدد من أحيائها، وكذلك انتشار العصابات في شوارع المدينة أو الاستيلاء على المؤسسات الحكومية. في المقابل يخرج أبناؤها ويكذّبون هذه الفبركات، مؤكدين أنه لا يوجد أي مظهر من مظاهر العصابات أو الاستيلاء والأخبار كاذبة جملة وتفصيلاً.
إذاً المشهد برمته تتحكم به المكنة الإعلامية ومشغلوها، والسؤال: لماذا تنتشر الشائعات في مثل ظروف كهذه، وكيف يجب التعامل معها؟ وإلى أي حد أثرت في مجريات الأحداث؟

بثوا الرعب
عضو لجنة المصالحة الوطنية عمر رحمون من قلب الحدث من الريف الشمالي لمحافظة حماة تحدث لـ”تشرين” عن موضوع الشائعات قائلاً: هذه الخيانة وهذا الغدر من أردوغان ومن مرتزقته، حيث إنهم ضربوا عرض الحائط باتفاقية “خفض التصعيد” و خرقوا هذه الهدنة وخرقوا كل الاتفاقيات الموقعة بين الدول الضامنة في أستانا (روسيا وإيران وتركيا)، وبدؤوا معركتهم بإطلاق الشائعات، فهو الأمر الوحيد الذي تميزوا به لأنهم عسكرياً ساقطون، واعتمدوا على إطلاق الشائعات والفبركات والأخبار الكاذبة والتضليل، وهذا هو سبب الهفوة التي حدثت في حلب، إذ استخدموا حرب وأسلوب الشائعات والكذب والتضليل وبثوا الرعب والخوف في قلوب الناس.

أخذت مفعولها في البداية
وأضاف رحمون: في البداية لم نكن نعرف حجم الهجوم، فكان البيان الرسمي فقط وكانت الصحف الرسمية تحذر من أنها شائعات وأكاذيب، هذه الشائعات أخذت مفعولها في بداية المعركة، لكن في الوقت الحالي بدأ الناس ينضمون إلى الصفحات الوطنية الخاصة والحسابات الشخصية، وكل الكادر الوطني وكل وسائل الإعلام الوطنية العامة والخاصة انضمت لمحاربة هذه الشائعات، فاستطعنا أن ندحضها من خلال تعرية أكاذيبهم.
ولفت رحمون إلى أن هذه الشائعات لا يزال العدو يفبركها ويضخها ومازال يعتمد عليها كسلاح إستراتيجي في المعركة، لكن لم يعد ذلك المفعول مثلما كان في حلب.

رحمون : في البداية أخذت مفعولها.. وحالياً لم تعد تنطلي أكاذيبهم وسمومهم على الناس

خلايا نائمة
المعركة هي بأغلبيتها إعلامية واعتمدت على الشائعات، على سبيل المثال في حماة اعتمدوا على أشخاص يأتون إلى بعض المناطق يصورون مثلاً خمسة أشخاص ويقولون هذه المنطقة سيطرنا عليها ويخرجون منها، أو يعتمدون على بعض الخلايا النائمة في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة، ويصورون مقاطع ويقولون إن هذه المناطق مع المعارضة، ما يؤدي إلى انهيار بعض المناطق هنا وهناك.
ويؤكد رحمون أن إستراتيجية المسلحين قامت على الكذب والتضليل الشائعات.. اعتمدوا عليها، واستطاعوا أن يحصدوا بعض الثمار في حلب، لكن هذا السحر تم إبطاله، وحالياً الشعب السوري مستمع إلى إعلامه الوطني وإلى الصفحات الوطنية، هي التي تقول له إذا كانت هذه المدينة أو القرية أو الحي تحت قبضة الجيش أو إذا كانت خرجت عن السيطرة، وحالياً السوريون يتابعون الإعلام الوطني كمصدر لأخبارهم ومعرفة ما يجري من أحداث، ولم تعد تنطلي عليهم سموم وأكاذيب وشائعات يتم إطلاقها.
ويبين رحمون أنّ الإعلام الوطني يتصدر المشهد، ويعتمد الناس عليه كمصدر لإخبارهم بوثوقية عالية لما يجري على أرض الواقع، فالسوري أصبح على يقين بأن كل ما نشرته المعارضة هو أكاذيب وأضاليل، ويعلم أنّ المشي خلف الصدق هو أقل تكلفة من المشي خلف الأكاذيب والشائعات.

سلاح فتاك
لأهل الشأن فيما يخص البنية النفسية لمستقبلي الشائعات وجهة نظر، إذ يؤكد الدكتور غسان المنصور (أستاذ علم النفس في جامعة دمشق)، أنّ الشائعة تستخدم كسلاح فتاك في الحروب بهدف تعديل سلوك أو رأي أو تغيير اتجاه ما، لأنها تفتك بمعنويات الشعوب عن طريق شل تفكير الإنسان وجعله ينقاد بسهولة إلى غريزة القطيع، الذي يهيئه مروِّج الشارع(الراعي) نحو مستقبل مجهول. و تتسم بأنها من دون دليل وتنقل عبر الكلام الشخصي وتتسم بالتناقض، وكذلك يكون الاهتمام فيها مؤقتاً وقد تعاود الظهور حسب التربة الخصبة لها.

د. منصور: الشائعة تستخدم كسلاح فتاك في الحروب بهدف تعديل سلوك أو رأي أو تغيير اتجاه ما

الشائعات ترتبط بالحروب
لاشك في أن انتشار الشائعات يرتبط بظروف معينة كالحروب، إذ يشير د. المنصور إلى أنّ الألمان كانوا سادة الموقف في الحرب العالمية الثانية في استخدام الشائعة، وقد تبنوا حملات من أقوى الحملات تأثيراً، فهي تصل إلى السامع من دون أن يبدو عليها أنها شائعة وتندفع بقوة متدفقة من داخلها ولا يمكن للسامع أن يطالب بالدليل، لأن الذي يعرض الأخبار لا يزعم أنّ لديه دليلاً، بل يوضح منذ البداية أن ما يقوله مجرد كلام سمعه معتمداً على التكرار، مبيناً أنّ التصديق في مثل هذه الحالات أسهل من الكذب، ولاسيما إذا كان الأمل أو الخوف معدوماً.

أول الأسباب
انعدام المعلومات يعد في أول أسباب تصدر الشائعات، لأن الناس يريدون سماع خبر ما أو معلومة، لذلك نرى العدو لديه على سبيل المثال الآلاف من الصفحات المغرضة تبث سمومها بهدف نشر الرعب والخوف في قلوب الناس، أيضاً ندرة الأخبار وكذلك الظروف الاجتماعية المواتية ، والحل من وجهة نظره، يكون في توفير المعلومات الصحيحة والاستماع للأخبار من مصادر الإعلام الرسمي والمصادر التي تتميز بمصداقية وموثوقية.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

25 مدرسة في طرطوس لاستقبال الأهالي المهجرين من الإرهاب

      تتابع محافظة طرطوس اتخاذ الإجراءات اللوجستية الضرورية لاستقبال وتأمين الأسر وأبنائهم الطلاب المهجرين من المحافظات جراء الإرهاب.   وبين نائب رئيس المكتب ...