ساهمَت التطورات على الساحة السورية في تراجع الاهتمام بالجبهة الجنوبية حيث من المفترض أن تباشر لجنة الرقابة الخماسية على اتفاق وقف إطلاق النار عملها يوم الثلاثاء المقبل، بعدما اكتمل عقدها. وقد زادَ الخوف من أن تؤدي التطورات السورية إلى عودة التصعيد، إذا ما قرّر العدو الإسرائيلي استغلال تحركات الفصائل المسلحة لاستئناف حربه على المقاومة، وضرب هدنة الـ 60 يوماً التي يحاول أن يثبّت فيها واقعاً جديداً لجهة حرية الحركة.
وحتى يوم أمس، واصل العدو الإسرائيلي تنفيذ خروقاته ولو بوتيرة أقل، فيما بدأت لجنة الإشراف التي تضم ممثلين للبنان وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا و«اليونيفل»، عملها على أن تعقد أول اجتماعاتها مطلع الأسبوع المقبل. فيما أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن رئيس لجنة الإشراف الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، قام برفقة الجنرال الفرنسي غيوم بونشين، والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بجولة جوية على متن طوافة عسكرية فوق منطقة جنوب الليطاني للاطّلاع على الواقع الميداني.
وكان جيش العدو أطلق نيران أسلحته الرشاشة على قرى القطاع الأوسط، ولا سيما بلدتي عيتا الشعب ورامية، كما أطلق صاروخاً على عيترون أحدث دوي انفجاره إرباكاً وتوتراً لدى الأهالي، ما دفع البعض إلى ترك منازلهم ومغادرة البلدة، كما استهدف سيارة على طريق بلدة الماري وقصف أطراف عين عرب وفجّر منازل في يارون، وسط تحليق مكثّف لطيرانه.
وفي السياق، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة خاصة في ثكنة بنوا بركات العسكرية، حيث سيعرض قائد الجيش العماد جوزف عون خطة تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة إلى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الأنقاض لإعادة إعمار ما تهدّم جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وسط مطالبات الأهالي بأن تسرع الدولة في معالجة قطاعي الكهرباء والاتصالات وخدمة الإنترنت، هذا إلى جانب عملية إزالة الأنقاض ونقلها إلى أماكن أخرى إفساحاً في المجال أمام عمليات الترميم وبناء المنازل المتضررة جراء العدوان.
في هذه الأثناء، واصل أهالي قرى جنوبية عدة، انتشال جثامين شهداء من المقاومة من عدد من البلدات، كما جرت عمليات تشييع لعدد من المقاومين في أكثر من بلدة جنوبية، بينما ينتظر أهالي شهداء وصول الجيش إلى بعض قرى الحافة لأجل انتشال جثامين شهداء آخرين من تحت الأنقاض.
أخبار سورية الوطن١_الاخبار