آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » نيويورك تايمز: نتائج غير متوقعة في الحرب على الإرهاب

نيويورك تايمز: نتائج غير متوقعة في الحرب على الإرهاب

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مقالت بعنوان “نتائج غير متوقعة في الحرب على الإرهاب”، يستهله كاتبه حسن حسن بالقول إن “الهجوم الناجح الذي شنه المتمردون السوريون الأسبوع الماضي حقق ما فشلت فصائل أكبر في تحقيقه خلال سنوات من إراقة الدماء”.

ويرى الكاتب، وهو أمريكي من أصل سوري، إن وراء “نجاح هيئة تحرير الشام” في السيطرة على حلب وإدلب هو تحولها عبر الزمن من “أكثر الحركات الجهادية العنيفة” إلى “قوة قومية”.

ويسرد الكاتب حسن كيف وصلت “هيئة تحرير الشام” إلى موقع “استقرار” بعد أن نشأت كفرع من فروع “تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”، حتى أصبحت القوة المهيمنة في شمال غرب سوريا، واحدة من المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة السورية، بحسب الكاتب.

ويضيف: “حاولت إظهار اعتدالها من خلال تبني ممارسات إسلامية أقل قسوة، وجذب التقنيين والمتخصصين. أظهرت الجماعة انضباطاً أكبر من الجماعات القومية الأخرى، إذ حثت مقاتليها على احترام المسيحيين والأقليات الأخرى، وعقدت لقاءات مع قادة دينيين لضمان حمايتهم. كما لعبت دوراً حيوياً في محاربة داعش والقضاء على بقايا القاعدة في سوريا”.

ورغم ذلك، يرى الكاتب أن هذا التحول “ليس أقل خطوة، بل يجعلها أكثر تعقيداً ويصعب القضاء عليها”، لأنها ستعمل على تطبيق سياساتها من خلال “الترهيب، والاغتيال، وقتل النشطاء المدنيين”.

وبينما يتوقع سوريون “ممارسات قمعية” من هذه الجماعة، بحسب ما ينقل الكاتب، يقول حسن إن هذه الجماعات لا تشكل التهديد ذاته الذي حاربته الولايات المتحدة الأمريكية تحت ما يعرف بـ”حربها على الإرهاب”، بل يراها “حركات أعادت تشكيل نفسها كحركات وطنية تركز على قضايا محلية، لا للبقاء فقط، بل للازدهار في المشهد الجيوسياسي الجديد”.

وفي هذا الإطار، يقرأ الكاتب تصريحات سابقة لرئيس الهيئة أبو محمد الجولاني يقول فيها إن “سوريا لن تكون قاعدة للهجمات الجهادية ضد الغرب”.

ويعلق على تلك التصريحات بالقول إن الجماعة “بذلت جهوداً كبيرة للإشارة إلى أنها لا تتصارع مع الولايات المتحدة”، وأنها قدمت نفسها “شريكاً موثوقاً لتركيا” يركز على سوريا فقط، وفق الكاتب.

ويحلّل الكاتب هذا التحوّل في سياسة “هيئة تحرير الشام” من خلال إشارات عدّة إحداها “أن التدريبات المقدمة للمجندين الجدد تركز على جهاد محلي بدلاً من الجهاد العالمي الذي تبنته القاعدة”.

ويقول إنها قادرة على أن تكون “قوة دائمة في سوريا، كما فعلت طالبان في أفغانستان، رغم افتقار الهيئة للاعتراف الدولي، وهو ما لعب لصالح طالبان آنذاك”.

أما عن الحكومة السورية، فيقول حسن إن “نظام الأسد يواجه أخطر أزمة له منذ سنوات. وتبدو قدرته على استعادة الأراضي المفقودة قد تآكلت بشكل كبير”.

ويعلّق على الدعم الروسي بالقول إن “انشغال روسيا بالحرب على أوكرانيا، جعل النظام أقل اعتماداً على حليفته”.

“وبينما تتحول أولويات الولايات المتحدة نحو التنافس بين دول كبرى مثل الصين، فإنها تترك منطقة الشرق الأوسط وراءها، إذ لم تعد الشعوب والدول الإقليمية ترى جماعات مثل هيئة تحرير الشام مجرد جماعات إرهابية، بل فاعلين سياسيين يشغلون الفراغ الذي تركته الدول الفاشلة”، بحسب ما يقول الكاتب.

ويرى كاتب المقال وهو مؤلف كتاب “داعش: داخل جيش الإرهاب”، إن إهداف هذه الجماعات “لم تعد تتعلق بالجهاد العالمي بل بالهيمنة الإقليمية، وهي استراتيجية تجعل من الصعب إزاحتها”، مشيراً إلى أنها “حقيقة جديدة” يجب على صنّاع السياسات في الغرب التعامل معها.

ويختم الكاتب حسن حسن مقاله بالإشارة إلى إن الدول الغربية تواجه خيارين الآن، الأول “إنشاء بديل معتدل يمكنه الحكم بشكل فعال، وهذا يتطلب مشروع بناء دولي طويل الأمد قد تكون الولايات المتحدة المتركزة على الصين غير قادرة أو غير راغبة في تنفيذه”.

أما الخيار الثاني فهو “الاعتراف بأن هذه الجماعات ستستمر في الحكم في عالم غير مثالي”، وبالتالي هو الخيار الأسوأ برأي الكاتب لأنه “لن يسمح للغرب باتخاذ أي خطوة على الإطلاق”. (بي بي سي)

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التلغراف: سقوط الأسد يكشف عن الضعف الحقيقيّ لروسيا”

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية مقالاً بقلم تشارلز مور، بعنوان “سقوط الأسد يكشف الضعف الحقيقي لروسيا”. أشار الكاتب إلى أن سقوط حكم الأسد في سوريا هو ...