عاصم احمد
في الحقيقة الذي حدث هو مفاجىء بسرعته وتطوراته الدراماتيكية للشعب السوري بكل أطيافه فمنهم من فرح عصبياً ومنهم من قلق وجودياً ومنهم من أصابه الفزع على أرزاقه ومستقبله ومصيره ،
وبات هنالك الكثير من الهواجس على كافة الاصعدة :الاقتصادية (هوية الاقتصاد السوري القادم ) والسياسية(فيما يتعلق بالمشاركة )والاجتماعية التي تتعلق بالحريات الفردية واحترام خصوصيات الطوائف والأمنية(ضبط الأمن، عدم الانتقام ، ضبط التفلت ، الحفاظ على ممتلكات ومؤسسات الشعب وما بقي من كوادرها المدربة ، التشدد في منع السرقات للافراد والمؤسسات )
فليس من السهولة الانتقال النفسي والعملي من نظام إلى آخر إن كان غير مبني على حقائق وانجازات ملموسة على الأرض يشاهدها الشعب لكي يستطيع تبيان الفرق بين النظام القديم والجديد
فمن ينقلب الآن من ضفة لضفة بشكل مباشر وسريع هذا يحتّم علينا الإنتباه من الوقوع في فخ النفاق
الناس تريد إدارة ورؤية افضل من الوضع السابق كي تستطيع الانقلاب الثابت واليقيني على ٤٠ عام مضت بحلوها للبعض ومرها للكثير ،
وهذا لا يحدث بيوم وليلة بل يحتاج لوقت وعمل صادق وجدي ، واعادة اللحمة الحقيقة بين أبناء المجتمع وإثبات هذا بالسلوك الجدي من خلال تصحيح أخطاء الماضي جميعها ، فهناك الكثير من المكتسبات والمؤسسات والأصول هي ملك للشعب ومن حقه ويجب الحفاظ عليها فليس هناك داعي لهدمها واعادة بنائها فلا نملك ترف الوقت في هذه الظروف الاقتصادية العصيبة فالمؤسسات الوطنية التي نستطيع إصلاحها يجب أن نصلحها مباشرة وبدون أي تأخير
لذلك أقول الآن وفي هذه المرحلة ليس المطلوب النفاق وإعادة تدوير المنافقين كما كان سائداً ، بل المطلوب أن نضع أيدينا بأيادي بعض وكذلك جميع المخلصين والشرفاء وهم كثر لاعادة بناء هذا البلد بشكل صحيح وبأساسات متينة وثابتة يحفظ الحقوق لجميع أبنائه وهنا لا استطيع الا ان أُنصف وأقول أن اهم عامل مبدأي الآن أستطيع تسجيله للقيادة الجديدة :
هو الخطاب الجامع الذي يطمئن الجميع بأن القادم أفضل ، و عدم وجود انتقام ، وحرمة الدم ، وتهدئة هواجس الاقليات ، والعمل بشكل جدي على محاربة المشاهد الشاذة والتي لا شك الهدف منها هو تشويه المسيرة الجديدة
وأخيرا أقول ابعدنا الله عن النفاق والمنافقين
*الكاتب:عضو لجنة التصدير بغرفة تجارة وصناعة طرطوس
(اخبار سورية الوطن 1-الكاتب)