باسل علي الخطيب
إن كانت الخطوات الأولى التي أوردناها في مقالنا السابق بعنوان (الخطوة الأولى)، هي استرداد الأموال التي نهبها اركان النظام السابق، و جلبهم معها من الخارج حيث هربوا ومحاكمتهم، فإن الخطوة الثانية هي (معركة الوعي)…
معركة الوعي تلخصها هذه الجملة (سورية مسؤولية الجميع)، وهذه تبدأ من الحقيقة التالية: ان إسقاط النظام ليس انتصاراً لطرف على طرف، أن ماحصل ليس فرزاً لفريق منتصر وفريق مهزوم، بل ان ماحصل هو انتصار للأغلبية الساحقة من السوريين، والمهزوم هو فقط النظام السابق…
هذه الحقيقة يمكن اختصارها بالجملة التالية: سورية والسوريون انتصروا، النظام انهزم….
هذه الحقيقة يجب ترسيخها على الأرض واقعاً، نعم، هذه الخطوة الأساس لبناء الثقة، ونزع الخوف من هذه الجهة، والتجبر من الجهة الاخرى، لايمكن بناء سورية الجديدة على قاعدة خاسر – رابح، إما أن تبنى على قاعدة رابح – رابح، أو دون ذلك المجهول….
لذا ادعو الفئة الذي تظن في داخلها أنها خاسرة ومكسورة، و يتملكها شعور القلق والخوف، أدعوهم أن يكفوا عن التصرف والتفكير أنهم خاسرون، ادعوهم للتوقف عن جلد الذات، وكأن هذه الفئة مسؤولة عما جرى، هذه الفئة التي كانت (محسوبة) على النظام البائد، كانت أكثر الفئات تهميشاً وفقراً، وأكثر الفئات تعرضاً للقمع، وأكثر الفئات التي يجب أن تفرح وتحتفل بسقوط هذا النظام، ولكن عقدة الذنب والمظلومية والخطر الوجودي والرقيب الذاتي التي زرعها النظام البائد في عقلية هذه الفئة، أضف إلى ذلك أنه ربط ربطاً عضوياً لقمة عيشها برضاه أو سخطه، كل ذلك يجعل مشاعر هذه الفئة متضاربة جداً هذه الأيام، مابين القهر والفرح والشعور بالخذلان والترقب….
نعم، ادعو أبناء هذه الفئة أو يكفوا عن التفكير بهذه الطريقة، ارفعوا رؤوسكم، أنتم لستم مسؤولين عن أفعال ذاك النظام، اركان النظام البائد المجرمة والمرتكبة والمستفيدين منه كانوا من كل الفئات والمناطق، ذاك النظام البائد ليس انتم، نعم، ذاك النظام كان من نهجه أنه عمل على اختصاركم بنفسه، ولكن أنتم قوم فيكم من العزة والكرامة والنخوة والشهامة والكفاءات والعلماء والوطنيين والاتقياء مايجعلكم توزعونها على أمة باكملها، ويجعل لكم دوراً ريادياً في بناء سورية الجديدة….
(موقع اخبار سورية الوطن-2)