محمود القيعي:
بإتمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصالحة وصفت بالتاريخية بين إثيوبيا والصومال، تزداد اليد التركية قوة وتمكنا في القرن الأفريقي، فما توابع ما حدث على مصر؟
وما الخطوة التالية؟
اللافت في الاتفاق أنه جاء برعاية تركية، وهو الأمر الذي يفتح باب التكهنات على مصراعيه بشأن زيادة نفوذ تركيا في إفريقيا، لاسيما بعد إبلاغ أردوغان اليوم الجمعة في اتصال هاتفي رئيس مجلس السيادة السوداني البرهان أنه بإمكان تركيا التوسط لحل الخلاف بين السودان والإمارات.
الأكاديمي د.نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة يؤكد أن آبي أحمد الاثيوبي متفرغ تماما لمراقبة مصر وإفشال خططها في القرن الافريقي.
وبضيف موضحا: “تقاربنا مع اريتريا وحصل تبادل زيارات للرؤساء واتفاقيات، فأجرى مصالحة فورية مع اريتريا، وأعاد فتح السفارات بعد قطيعة أكثر من عشرين عاما.
يذهب الرئيس لزيارة تنزانيا أو كينيا فيقوم آبي احمد بزيارتهم في نفس الاسبوع لمحو اي اثار للزيارة المصرية.
تقاربنا مع الصومال وأرسلنا قادة هناك لتدريب قواتهم فطلب وساطة تركيا غير الصافية نفسيا تجاهنا لإجراء مصالحة مع الصومال، وإفشال التواجد المصري هناك”.
ويضيف” نور الدين ” أن أردوغان يعتمد على الخداع دوما بمعنى انه لا يزيل أسباب الخلاف مع الصومال ولكنه يقول انه سيتم التفاوض وبحث الامر أي ملاوعة، ومن قبلُ طلب دعم السودان للسد الاثيوبي واستمالة البشير والوعد بإرجاع الاراضي المستولي عليها للسودان في الفشقة وغيرها ولكنه وعد ايضا بمفاوضات وبحث الامر ومر 12 عاما دون إرجاع الاراضي للسودان.
وخلص إلى أن الامر يحتاج متابعة ومراجعة لتصرفات هذا الرجل والتصرف على اساسها وارساء قواعد قوية للاتفاق مع دول الطوق حوله بحيث تكون أقوى من اي تراجع او محاولة للتقارب مع غيرنا.
من جهته يقول خبير المياه العالمي د.ضياء الدين القوصي إنه نصح منذ سنين باللجوء إلى الحلول الخشنة لاسيما بعد أن بلغ التعنت الاثيوبي منتهاه.
ويضيف ل” رأي اليوم ” أنه ليس معنى اللجوء إلى الحلول الخشنة إطلاق الطائرات، وإنما هناك وسائل أخرى العسكريون يدركونها جيدا.
واختتم مؤكدا أن هدف إثيوبيا ومن وراءها من تشييد سد النهضة هو بيع المياه لمصر وخنقها.
من جهته يرى السفير جمال بيومي أن مصر هي الأكثر تواجدا وقبولا في كافة بلدان إفريقيا، مشيرا إلى أنه لا يظن أن الصومال الذي ساندته مصر وضحت من أجله بالكثير ، وبالشهيد السفير كمال صلاح الدين لا يمكن أن يعادي مصر.
وأضاف أن النتيجة أن الأغلبية الساحقة من دول إفريقيا تصوت معنا ، وتمنح منظمة التحرير الفلسطينية صفة العضو (رغم أنها ليست إفريقية) وتحرم “إسرائيل” من مجرد صفة المراقب.
وقال إن مصر لم تفقد متر مياه واحد بل تحضر لإمكان فيضانات كبيرة، مشيرا إلى أنه إذا تأثرت حصة مصر من المياه ، فليس هناك أحد في حل من أن يقول ما الذي سيجري.
مراقبون يرون أن الغرض من السد الاثيوبى التحكم فى منابع النيل وليس انتاج الكهرباء وتنفيذ اجندة بالتعاون مع اسرائيل وتركيا ودول عربية، والغرض احكام الطوق حول مصر.
لماذا رحبت قطر؟
إصدار قطر بيان ترحيب بالمصالحة الإثيوبية الصومالية برعاية تركية كان مثار جدل كبير.
البعض عتب على قطر إصدارها مثل هذا البيان، في حين ذهب آخرون إلى أن هناك مؤسسات دولية كبيرة أشادت بالمصالحة وليس قطر وحدها.
يذكر أن اتفاقا صوماليا – إثيوبيا برعاية تركية تم توقيعه بشكل مبدئي، أنهى فتنة تصاعدت على مدار نحو عام بين البلدين، عقب اتفاق بين أديس أبابا وإقليم أرض الصومال الانفصالي يمنح إثيوبيا منفذاً بحرياً، وهو الأمر الذي اعتبرته “مقديشو” انتهاكاً لسيادتها، ولاقى رفضاً عربياً خاصة من القاهرة.
أخبار سورية الوطن١_رأي اليوم