وسام كنعان
في محاولة لتقديم سينما مستقلة، أُنجز الفيلم السوري فيلم «سلمى» (سيناريو وحوار: جود سعيد، وطارق علاف وسومر إبراهيم ــــ إخراج جود سعيد ــــ بطولة: سلاف فواخرجي، باسم ياخور، عبد اللطيف عبد الحميد، حسين عباس، ورد عجيب، نسرين فندي، مغيث صقر…) وشارك في إنتاجه كل من مخرج الفيلم وبطلته ومدير الإضاءة والتصوير وائل عز الدين ومجموعة أخرى، لينطلق عرضه الأوّل ضمن فعاليات مسابقة «آفاق السينما العربية» في الدورة الأخيرة من «مهرجان القاهرة السينمائي» التي انعقدت الشهر الماضي.
يقدّم الشريط الروائي الطويل مقترحاً مختلفاً عن ذلك الذي قدّمه جود سعيد في أفلامه السابقة، ولو أنّه ينقّب في البيئة ذاتها التي استلهم حكاياته منها. هذه المرّة، نحن أمام امرأة عادية ستصبح جوهر الحكاية بذريعة أنها واحدة من ملايين السوريين الذين يجرفهم النسيان، ويطوّقهم البؤس والتجاهل والحرمان من أبسط الحقوق، ولو أنّهم يملكون كلّ مقومات البطولة والشجاعة.
الحكاية تتعاطف مع صوت الناس ومعتقلي الرأي الذين يقدّمهم كما يستحقون أبطالاً ووطنيين ومثقفين حقيقيين دفعوا أعمارهم ثمناً لقضاياهم النبيلة في مناهضتهم السلطة والاستبداد، فيما يطرح مقاربة جديدة عموماً بين مَن يستعد لدفع روحه ثمناً لأهله وناسه، ويعيش يومياته المجبولة بالقهر، ومَن استغل الظروف وبنى ثروة على دماء الناس، وصارت له كلمة عليا في بلاد متآكلة بفعل الفساد والحرب وتسيّد أمراؤها المشهد لمدة طويلة، أنهكت من تبقّى من السوريين في بلادهم. بعد عرض الفيلم في «مهرجان القاهرة السينمائي» سافر إلى تونس ليشارك في الدورة الحالية من «مهرجان أيام قرطاج السينمائية» التي اختتمت أول من أمس. لكن بالتزامن مع سقوط النظام السوري، شنّت مجموعة من المعارضين حملة ضد الفيلم ومخرجه جود سعيد، وطالبوا في بيان لهم إدارة قرطاج بإزاحة «سلمى» من برنامج العروض، على اعتبار أن مخرجه «كان يساند النظام»، وسط مجموعة من المعلومات غير الدقيقة التي لم تستند إلى أي وثيقة!
شاركت في هذه الحملة بعض المنابر الإعلامية، من دون أن يلقى البيان الذي وقّع عليه مثقفون معارضون لنظام الأسد أيّ رواج إعلامي واسع. كما أن إدارة المهرجان لم تستمع لتلك الأصوات، ليحتفظ الفيلم بمكانه ضمن برنامج العروض، وقد لاقى إقبالاً جماهيرياً وإشادةً نقديةً من جمهور قرطاج. ثم جاءت المفاجأة بفوز الفيلم بجائزة تصويت الجمهور (التانيت الذهبي) وجائزة أفضل ممثلة لسلاف فواخرجي. وسرعان ما أعلن المخرج جود سعيد عبر صفحته الشخصية على الفايسبوك عن هذه الجائزة وأهداها لأسرة فيلمه وللمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد الذي لعب دوراً تمثيلياً فيه، ثم «لكل السوريين بكل الحب والأمل بغدٍ يجمعنا على الحب». كما شاركت النجمة سلاف فواخرجي خبر الجائزتين على صفحتها منصاتها الافتراضية.
يُذكر أنّ جوائز الدورة الخامسة والثلاثين من المهرجان التونسي توزّعت كالآتي: جائزة الجمهور للفيلم الروائي القصير لـ «قاعة الانتظار» (معتصم طه/ فلسطين)، وجائزة الجمهور للفيلم الروائي الطويل فيلم «سلمى» (جود سعيد) و«الذراري الحمر» (لطفي عاشور/ تونس).
وفي المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية القصيرة، حصد فيلم «رحلة باهاتي في التربية الجنسية» (سايتاباوو كاياراي/ كينيا) «التّانيت البرونزي»، وفيلم «فريحة» (بدر يوسف/ اليمن) «التّانيت الفضّي»، بينما ذهب «التانيت الذهبي» لفيلم «الأيام الأخيرة مع اليان» (مهدي الحجر/ تونس).
وفي المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة، حصد تنويهاً خاصاً (جائزة لجنة التّحكيم) فيلم NDar Saga Waalo (عصمان ويليام مباياي/ السنغال)، ونال فيلم «ماتيلا» (عبد الله يحيى/ تونس) «التانيت البرونزي»، بينما نال Tongo SAA, rising up at night (نيلسون ماكينغو/ الكونغو الديمقراطية) «التّانيت الفضّي»، وفيلم «عمل فدائي» (كمال جعفري/ فلسطين) «التّانيت الذهبي». وفي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة، نال «عالحافة» (سحر العشي/ تونس) «التّانيت البرونزي»، و«أحلى من الأرض» (شريف البنداري/ مصر) «التّانيت الفضّي» و«بعد ذلك لن يحدث شيء» (ابراهيم عمر/ السودان) «التّانيت الذهبي». في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، مُنح تنويه خاص (جائزة لجنة التّحكيم) لفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (خالد منصور/مصر)، وحصد جائزة أفضل مونتاج كاميل توبكيس عن فيلم «عايشة» (تونس)، فيما ذهبت جائزة أفضل صورة لمصطفى الكاشف عن فيلم «القرية المجاورة للجنة» (الصومال)، وحصد جائزة أفضل موسيقى هاني عادل عن فيلم «أرزة» (لبنان)، وجائزة أفضل ممثل لسامي لشعة عن فيلم «الاختفاء» (الجزائر)، بينما نال جائزة أفضل سيناريو: بودي أسيانبي عن فيلم «الرجل مات» (نيجيريا).
وذهبت جائزة العمل الأوّل «الطاهر شريعة» للفيلم الرّوائي الطويل لفيلم «هانامي» (دنيس فرنانديز)، و«التّانيت البرونزي» (الفيلم الرّوائي الطويل) لفيلم «دمبا» (السنغال)، و«التّانيت الفضّي» (الفيلم الرّوائي الطويل) لـ «إلى عالم مجهول» (مهدي فليفل/ فلسطين)، و«التّانيت الذهبي- الفيلم الرّوائي الطويل» لـ «الذراري الحمر» (لطفي عاشور/ تونس).
أخبار سورية الوطن١ الأخبار