آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.. ما الفرق بينهما؟

البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.. ما الفرق بينهما؟

مظفر عثمان ابداح

دائما ما نسمع عن البنك الدولي والصندق النقد الدولي، ما هو الفرق بينهما؟ وما وظيفة كل مؤسسة؟ وهل تأثيرهم إيجابي أم سلبي على الدول المتعاملة معهم؟ ولماذا؟

صندوق النقد الدولي تأسس عام 1944م حيث دعت الولايات المتحدة الامريكية 44 دولة للاتفاق على وضع نظام نقد دولي، وبدء عمله بعد عام، جاءت فكرة صندوق النقد بعد الحرب العالمية الثانية والانهيار الاقتصادي، ويتبع هذا الصندوق الأمم المتحدة، ويقع مقره في واشنطن، ويضم عدد كبير من دول العالم حيث وصل إلى 190 دولة، لكن الدول الأساسية فيها هي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا واليابان والسعودية، ومن أهم أهدافه منع تكرار الانهيار الاقتصادي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، ويكون ذلك بتقديم القروض والإشراف على السياسات الاقتصادية، لكن هذه المساعدة ليست دون مقابل حيث يجب على الدولة فعل كثير من الخطوات ومنها:

1-الخصخصة وهي بيع مؤسسات في القطاع العام وعلى رأس هذه المؤسسات هي: الكهرباء والماء والموارد الطبيعة والمطارات والموانئ والخدمات التعليمية والصحية وغيرهم.

2-خفض الإنفاق الحكومي

3-رفع الدعم عن السلع الأساسية

4-تقديم التنازلات السياسية للدول الكبرى

5-تعويم العملة وتقليل العمالة في القطاع العام

من أكثر الدول التي اقترضت من الصندوق هي اليونان، أوكرانيا، باكستان، مصر، لكن من تجارب الدول التي تعاملت مع صندوق النقد الدولي فقد تبين أنه إذا لم يكن هناك خطة للتسديد سيكون الصندوق ليس سوى مشكلة جديدة تضاف إلى الدولة، لأنها إذا فشلت في السداد سوف تجذب مزيدًا من الضرائب والتقشف والديون، مما سوف يزيد من ارتفاع تكلفة الخدمات الصحية والتعليمية، وهذا سوف يؤدي إلى الفقر والبطالة، بالتالي مزيد من الاضطرابات وضعف اقتصاد الدولة وبالتالي ضعف الدولة.

من الدول التي فشلت في التعامل مع الصندوق هي مالاوي عام 2002م وذلك لسداد نسبة من الدين وذلك ببيع مخزونها من البذور، وفي عام 2001م انهيار الاقتصاد في الارجنتين وذلك بسبب عجز ديون الحكومة للصندوق التي بلغت نحو 135 مليار للصندوق، لكن عام 2013م نجحت تركيا في سداد ديونها وصعود قوتها الاقتصادية إلى مجموعة العشرين الكبار، لكن ما زالت تركيا إلى اليوم تذبذب بسعر الصرف، لكن هناك دول قدرت أن تتشافى اقتصاديا دون صندوق النقد الدولي مثل الصين؛ لذلك لا بد من الرجوع بالأرقام لتحديد ما إن كان التعامل مع الصندوق يساعد الدول أم يشكل عبئا إضافيا، حسب تقرير عام 2016م، يقول أن أكثر من 70 دولة مدينة للصندوق من أصل 189 دولة بنحو 80 مليار دولار، تاريخيا فشلت 28 دولة لسداد ديونها، وهناك الكثير من الدول لا تزال إلى اليوم مصير اقتصادها مجهول، وحسب مؤسسة هيراتج فاونديشن تقول أن بين 1965م إلى عام 1995م، 89 دولة نامية اقترضت من صندوق النقد 48 منها ليست أفضل مما كانت عليه32 دولة في حالة أكثر فقرًا.

الأموال التي يأتي بها الصندوق هي من أموال الدول المشاركة في الصندوق، لكن يجب ألا تكون حصة الدولة أكثر من 25% حقوق السحب الخاصة أو الذهب وهي عملة الصندوق، وأيضًا لا يمكن لدولة أن تستدين أكثر من قيمة مشاركتها في الصندوق، وكلما ارتفع زاد رصيد الدولة في الصندوق ارتفعت قوتها التصويتية في داخله، وهذا يعني الولايات المتحدة هي من تتحكم في الصندوق حيث تملك 18% من حصص الأعضاء وهي الدولة الوحيدة التي تملك حق الفيتو داخل المجلس، حصص الدول التي توجد في الصندوق متفاوتة مثلًا الدول الصناعية السبع، ومن الدول الأساسية في الصندوق هي: الولايات المتحدة الامريكية واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا لهم 50% من الصندوق لذلك هو في الظاهر مستقل لكن هو عكس ذلك.

بوجهة نظري أن الصندوق ليس سوى أداة بيد أمريكا هدفها زيادة الدول الرأس مالية ويكون ذلك بزيادة كبار رجال الأعمال مالًا والقضاء على الطبقة الوسطى وزيادة عدد الفقراء وازديادهم فقرًا.

أما البنك الدولي، عندما أنشئ بعد الحرب الثانية مع صندوق النقد الدولي حيث يجب على الدول أن تنظم إلى الصندوق حتى يسمح لها بالانضمام للبنك الدولي وعندما أنشئ البنك الدولي سُمي آنذاك ببنك للإنشاء والتعمير، ومقره: واشنطن، وخرج عنه عدة مؤسسات تعرف بمجموعة البنك الدولي وهي:

1-البنك الدولي للإنشاء والتعمير

2-المؤسسة الدولية للتنمية

3-مؤسسة التمويل الدولية

4-الوكالة الدولية لضمان الاستثمار

5-المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار

عدد الدول التي انضمت إلى البنك الدولي هو 189 دولة، ويهدف إلى:

1-بناء المدراس 2-بناء المراكز الصحية والمستشفيات 3-مكافحة الأمراض 4-بناء السدود

 5-بناء شبكات الكهرباء وشبكات المياه 6-بناء الطرقات

ولا يخف على أحد أن البنك الدولي يعطي قروضًا لكن بفائدة أقل وفقط لحكومات لتشجيع القطاع الخاص، تكون القروض لمدة طويلة الأمد، ويكون تمويل البنك من السندات، ومن أكبر المقترضين من البنك الدولي هي: الهند، البرازيل، الصين، المكسيك، لماذا البنك أفضل من الصندوق؟

لأنه ببساطة تكون القروض لقطاع معين وهدف معين ولا يقدم شروط الصندوق كثيرة مثل الصندوق، لكن هذا لا يعني أن البنك يكون من مصلحة الدول حيث أنه أيضًا تسيطر عليه أمريكا، وكما نعلم أن أمريكا لا تقدم شيئًا مجانيًّا لأحد حتى وإن كان حليفها، حيث أن أول من اقترض من البنك هي فرنسا وكانت الشروط آنذاك هي أن يكون سداد الديون له الأولوية في الموازنة وإقالة الشيوعيين وأن يكون للبنك مراقبين في فرنسا، ولكن مع السنوات أصبحت هناك شروط جديدة للبنك مع بعض الدول، وخصوصا النامية منها حيث أهم الشروط فتح المجال لشركات كبرى تأخذ مكان الشركات المحلية وهي من تنفذ مشاريع التي يمولها البنك، لذلك وقف التعامل مع الصندوق أو البنك، ويجب أن نفكر خارج الصندوق وحتى البنك.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هكذا ننهض بواقع الاقتصاد السوري

  عاصم احمد أول معالجة اقتصادية صحيحة للحكومة الحالية وقد بدأت فيها .. هي الغاء القرارات الإقتصادية الجائرة والسيئة التي استمرت طوال السنوات الماضية والسؤال ...