يمكن القول بان قرار القيادة السورية الجديدة ترفيع أحد الضباط او الجهاديين الاردنيين البارزين ضمن الهيكلية الجديدة في وزارة الدفاع مؤشر اضافي وحيوي على الهاجس الذي يجتاح جميع اطراف اللعبة الجارية الان في سوريا بسبب وجود كتلة حرجة وديموغرافية يعتد بها قوامها الالاف من المقاتلين العرب الجهاديين في صفوف المعارضة السورية.
يبدو ان الأردن بطبيعة الحال من بين الدول التي تهتم وتتابع بحرص شديد هذا الملف خصوصا بعد التقارير والانباء التي ذكرت بان زعيم الادارة الجديدة القائد أحمد الشرع أصدر او وقع ترفيعات في السلك العسكري لجيش غير موجود حتى الان في دولة لم تبنى بعد علميا.
ضمن ترفيعات القائد الشرع لفت النظر الشخص الثالث في وزارة الدفاع بعد الوزير ومساعدين له وهو الاردني عبد الرحمن الخطيب الملقب والملقب الشهير ابو حسين الاردني والاخير احد الجهاديين الاردنيين الذين التحقوا في وقت مبكر بحالة الجهاد داخل الاراضي السورية وقلده بموجب المرسوم الخاص الاول لاغراض السلك العسكري القائد الشرع رتبة العميد وهي رتبة يمثلها اليوم 4 جنرالات فقط بعد اللواء الجديد وزير الدفاع احمد ابو قصرة .
يعني ذلك ان شخصية سلفية وجهادية أردنية بارزة موجودة ضمن الاطار القيادي الأبرز اليوم في وزارة الدفاع السورية.
وهذا النبأ يعني الكثير بالنسبة للمراقبين لمسار الأحداث في سوريا المجاورة من الاردنيين كما يعني الكثير للحكومة الاردنية وللسلطات الرسمية التي تريد التواصل مع ما يسمى بالكادر الاردني سواء في جبهة النصرة او حتى في هيئة تحرير الشام على امل توفير نوافذ لتبادل الرأي والمعطيات والتقديرات حتى لا يصبح الكادر الاردني في التيار السلفي الجهادي الذي ينضوي الى لواء فصائل في المعارضة السورية حجة او ذريعة يمكن ان تؤدي الى سوء العلاقات مستقبلا.
ثمة من ردد وسط منصات التواصل الاجتماعي الاردنية بان موظفين أردنيين سعوا للتواصل مع ابو حسين الاردني وهو الحاج عبد الرحمن الخطيب الذي يوصف بانه أحد ثلاثة قادة شاركوا الشيخ ابو محمد الجولاني عندما كان رئيسا لجبهة النصرة وانشق عن تنظيم الدولة الاسلامية.
وبالتالي العميد الاردني في جيش أحمد الشرع الجديد هو قيادي بارز في جبهة النصرة وأحد الرفاق القدامى ويشار له باعتباره مسؤول التوجيه المعنوي في جيش هيئة النصرة.
ويشكك مراقبون وخبراء عليمون ببواطن الامور بان ابو حسين الاردني هو صاحب المقولة التي ظهرت في بعض اشرطة الفيديو حيث جنرال تابع لقوات المعارضة يخاطب جنودا في الجيش النظامي السوري السابق قائلا “إذهبوا فانتم الطلقاء”.
وبالتالي مثل هذا التعيين قد يعقبه تعيينات أخرى في مواقع متقدمة على مستوى الضباط في ادارة وزارة الدفاع و تأسيس الجيش السوري الجديد.
الحديث هنا عن كتلة من المجاهدين العرب في سوريا قوامها اليوم لا يقل عن 15 الف من المقاتلين بعض هؤلاء أردنيين واخرون فلسطينيين وبينهم رعايا من دول عربية متعددة من بينها السودان وليبيا ومصر وتونس والجزائر.
ومن بينها ايضا مئات من السعوديين وهؤلاء باسم المجاهدين العرب في سوريا هم جزء من جيش الثورة السورية وأغلب التقدير ان قياداتهم او قيادات الصف الاول بينهم ستكون جزء من عملية صناعة القرار في المرحلة الانتقالية المقبلة للثورة السورية وهو الامر الذي يشغل ذهن العديد من البعثات الدبلوماسية ومن المنظومات الامنية في دول الجوار والمنطقة.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم