آخر الأخبار
الرئيسية » مواهب أدبية وخواطر » مثخنون بالجراح ..!

مثخنون بالجراح ..!

 

د.ريم حرفوش

هذا الوطن له ألف ذراع وذراع ..
وفي كل ذراع خنجر يخترقنا صباح .. مساء ..
مثخنون نحن بالجراح ..
دماؤنا وصمة عار بحق وجودنا والاستمرار ..
على أرصفة الموت لم يعد مهماً حجم الصخب ..
ولا كم من أزواج الأحذية لأرجل عابرة بقربك ..
تدوس كل خطوة لها على ظلالك المتناثرة ..
التي لاحقت الشمس بكل الشغف لتشرق بالضياء ..
ابتسامات السخرية المرتسمة على الوجوه الغادرة حولنا ..
تحاصر صراخنا فيفيض بداخلنا ويحولنا لبركان ..
وحده الجنون بقي في الساحات ..
يمزق كل ما لدينا من ملامح وتفاصيل .. وجوه .. كتابات حكايا و ذكريات ..
حتى الأقنعة المتداخلة التي يختبأ فيها زيفنا والنفاق ..
الألوان التي نرشها على السواد لنهرب من عتم القلوب ..
الدمعة المنحدرة بقهر على الخد ..
كل حين يمسحها باطن الكف ..
ليخفي كل مافي النفس من انهيار ..
الابتسامه الباهته ..
والغناء الهامس الباكي ..
كنايٍ موجوع مكتوم الأنين ..
يسمع كل حين ..
صدى الأحذية العابرة تدوس كل القيم بلا مبالاة ..
نعتوه بالجنون ..
مجرد أحمق ظنّ أن له هنا ركن دافئ وسيغفو بأمان ..
لم يكن يعلم أن بانتظاره أخطبوط بألف ذراع وخنجر ..
على الجدار رسماً لرقبة متدلية كتب فوقها ساخراً ..
أحبّ رقبتي فقد كان ثمنها يساوي وطن ..
أعترف وأنا كما يروجون فاقد للأهلية ..
في بلاد تجيد قتل الروح والإنسان بامتياز ..
بلا رحمة صباح .. مساء ..
أني مجرد أحمق ..
فقط .. مجرد أحمق ..
سيخلد للنوم ..
والأفضل أن لايستيقظ في الصباح ….
ولا في أي صباح …….
فقط صادروا منه حتى حقه في الحياة ..
(اخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أنا أنثى ..

      د.ريم حرفوش   يتبعني تمردي كظلي .. لا .. لن أسجن ضمن جدران أربع .. وضوء شاحبٌ معتم الأنوار .. يُبقيني رهينة ...