آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » هواجس السوريين من الحكومة الجديدة بعد سقوط النظام السوري

هواجس السوريين من الحكومة الجديدة بعد سقوط النظام السوري

الدكتور حسن مرهج

لا يختلف إثنان بأن سقوط نظام دمشق مثّل حالة من عدم الإتزان السياسي لدى الكثير من متابعي الشأن السوري، وبالتوازي فإن سقوط نظام دمشق وسيطرة هيئة تحرير الشام على سورية، أفرز تحديات وهواجس كبيرة ألمت بالسوريين، خاصة أن هناك الكثير من المشاهد التي تؤكد صراحة بأن حكومة أحمد الشرع قد استأثرت بالقرار السياسي في البلاد، وتصريحات الأخير وإن جاءت في سياق تطميني حيال مستقبل سورية والسوريين، إلا أن الكثير من المعطيات تؤكد بأن الشرع وحكومة إدلب باتوا بحكم الأمر الواقع أصحاب الحل والربط، وهذا ما يجعل السوريين يقفون حائرين وخائفين من التطورات القادمة.

لا شك بأنه وبعد سقوط النظام في سوريا، تبرز العديد من الهواجس والمخاوف لدى السوريين تُجاه الحكومة الجديدة المحتملة. هذه الهواجس تحتاج قولاً وفعلاً إلى تبريدها عبر خطوات سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة، خاصة أن سورية الجديدة تحتاج إلى الكثير من ترميم واقعها، وهذا الواقع يدرك السوريين بأنه لن يتم ترميمه دون إنتقال سياسي واضح يضمن تمثيل كل السوريين ومن مختلف الطوائف، وضمن ذلك فإن الشروع الفعلي والحقيقي بالإنتقال إلى حالة الإستقرار السياسي والأمني في سورية، تنطلق بشكل رئيسي من ضرورة وضع أسس المرحلة الإنتقالية بما يضمن حالة الإستقرار في عموم سورية.

ما يريده اليوم غالبية السوريين وبغية تحقيق الإستقرار السياسي والأمني في البلاد، هو حالة من التمثيل السياسي لكل السوريين، إذ يخشى الكثيرون من أن الحكومة الجديدة التي وضعها الشرع قد لا تعكس تنوع المجتمع السوري، مما يؤدي إلى تهميش فئات معينة أو عدم تمثيل مصالحهم، وهذا ما يعني في العمق استمرار الصراع، خاصة أن هناك قلق من أن تأخير الانتقال السياسي قد لا يكون سلسًا، مما قد يؤدي إلى استمرار الصراع والعنف في البلاد، وهذا ما يأخذنا إلى معادلة الأمن والاستقرار، وفي هذا يتساءل السوريون عن كيفية تأمين البلاد بعد سقوط النظام، وما إذا كانت الحكومة الجديدة ستستطيع فرض الأمن والاستقرار، خاصة في ظل ما يُسمى حالات فردية أو إنتقامية، وهذا الأمر يراه السوريين في غاية الخطورة وبل تهديد غالبية السوريين وربما الذهاب بهم وبسورية نحو حرب أهلية.

من الهواجس التي تحكم السوريين في هذا التوقيت، وبعد تصريحات الشرع أو الجولاني والتي قال فيها إن هناك ضرورة لأن تكون الحكومة من نفس اللون، بمعنى أن تشكيل الحكومة الجديدة في هذا التوقيت السوري الدقيق يتطلب فكر وثقافة ورؤية السلفية الجهادية، وهذا الأمر لا يصح في ما يتعلق بالشأن السوري الجديد، خاصة أن الكثير ممن إختارهم الشرع لديهم تاريخ إجرامي في إدلب، وهذا قد يُعيد إنتاج الفساد والمحسوبية وفق نظرة هؤلاء، مما يؤثر سلبًا على حالة الإستقرار التي ينشدها السوريين، ويؤثر أيضاً على العدالة الانتقالية، إذ يتطلع الكثيرون إلى محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وممن تم تعيينهم من قبل الشرع، لكن هناك تخوف من أن الحكومة الجديدة قد تتجنب هذا الموضوع أو تتجاهله بحكم أنها أصبحت سلطة الأمر الواقع.

هواجس السوريين السابقة تتطلب حقيقة الأمر معالجة شاملة وشفافة لضمان بناء مستقبل أفضل لسوريا، والقول بأن حكومة الشرع تعمل في إطار تحقيق تطلعات السوريين، لا تتسق وما يتعرض له الكثير من السوريين من إنتهاكات، ولا تنتهي هذه الإنتهاكات إلا عبر رحيل حكومة إدلب أو حكومة الشرع، وقيام السوريين أنفسهم بتحقيق العدالة الانتقالية وبناء سورية الجديدة، بعيداً عن أفكار وأدبيات القاعدة.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجنحة الشام: إعادة تسيير الرحلات اليومية من دمشق إلى الكويت وبالعكس

أعلنت شركة أجنحة الشام للطيران عن إعادة تسيير رحلاتها اليومية من دمشق إلى الكويت وبالعكس، اعتباراً من يوم غد الجمعة. وقال مدير التطوير والعلاقات العامة ...