*عمار عوض
لَكَ أن تهجو و تقول يا شيخنا ما يُمليه عليكَ ضَميرك و سَلاطينُك….و لنا نحن أبناء القهر و الألم أن نُسقِطَ كُلَ أوراق التوت….أوَهَكَذا تُورَدُ الإبلُ يا مَولانا….؟ألستُم من عَلَّمَنا أن نُطيعَ أُولي الأمر منا …..؟
فَمالكم كُلَّما كالَ لكم السلطان العطاء إنحرفتم و لأقواله التي لم يُنزل الله بها من سُلطانٍ سَجدتم و على أعقابِكُم إنقَلَبتُم….؟
أتانا الفاسقون بنبأ فتبينا أن نُصيبَ قَومٍ بِجَهالَةٍ حتى لا نصبح على ما فعلنا نادمون…..
و لما أن أتاكم أدرتم لنا ظُهورَكُم و إكتفيتم بِقِصارِ السُوَرِ على أرواحنا تَتْلون…..
إنصرفتم وقت الشِدَّةِ عنا إرضاءً لِمَن بالمالِ عليكم يُغدِقون و ذِمَمَكُم يَشتَرون….
هل غاب عن أذهانكم أن للشامِ رَبٌ يحميها ، و نبيٌ مُسَجَّى في أُمَوِيّيها و آلُ بيتٍ نَصَرَ الله ببركاتهم أهلها و واليها ….؟
أجبني بالله عليك يا شيخنا…..
من الذي في سورية سَبَى النساء و قَتَلَ الشيوخ و الرجال و الأطفال….؟
من الذي جَزَّ الأعناق و قَطَّعَ الأوصال و سَحَلَ الجُثَث….؟
من الذي هَدَمَ المساجِدَ و الكنائس و نَهَبَ البِيَع….؟
من الذي أساءَ للمسيح و محمد و آلَ بيته….؟
من الذي تآرجَحَ بعرش الرحمن ساخِراً بِكُلِ ما أنزل من دياناتٍ و كُتُب….؟
من الذي فَجَّرَ حِزامَهُ مُمَنِّيَاً نَفسهُ بالحُورِ عِيّن على حِسابِ الأبرياء دون سَبب….؟
من الذي فعل كل ذلك و هو يسبح بِحَمدِكُم ، و أنتم عن إصدار فتوى تُحِقُ الحَقَ و تَدحَضُ البَاطِلَ عاجزون بل أنكم…مَخصِيون ….؟
أجبني بالله عليك يا شيخنا…..
من الذي في القِمَمِ عَلَّمَكُم الأدب….؟
من الذي مَيَّزَ الرِجالَ مِن أنصافِهِم فَخَطَ مِنَ الجُرأةِ في حَضرَةِ الطُغاةِ مِنَ العُجابِ العَجَب….؟
أصغرهم سِنَّاً و أكبرهم قيمَةً و كُلُ مَنْ فيهم عليه إنقَلَب .
فلسطين قبل الجولان أمانته عن أبيه صانها و من أجلها وَقَع َالخَطبُ و هوَ للحَقِ إنتَصَب .
أجبني بالله عليك يا شيخنا….
لو أن ما حدث في سورية وقع في أي بلدٍ عربي أو غربي كيف سيتعامل الحاكم مع شُذاذ الآفاق الذين أتوا لزرع الضغينة في بلده ، و بينه و بين شعبه ، و بين أبناء وطنه أنفسهم…..؟
هل يقبل أي شريف في هذا العالم فكرة التقسيم و الإنسلاخ و حرمان باقي أجزاء الوطن من بعضها البعض….؟
دُلَني على فتواكَ و غيرُكَ من المُستَبدين الذين هَجاهُم الكواكبي…..أين أنتم من قصف الكيان الإسرائيلي المستمر لسورية…..؟
أم أن سورية ليست كآيا صوفيا…..؟
أَيُلامُ بشار الأسد لأنه لم يهرب كزين العابدين….؟
تصور لو أنه فعلها و ترك الجمل بما حَمَل ….أي أمير أو خليفة سَيحكُمنا ، و أي صِراطٍ عَقيم سيكون مَذهبُنا….؟
أَيُلامُ بشار الأسد لأنه حافظ على الدولة و مؤسساتها…؟
أيُلامُ لأنه شابَهَ أباهُ فما وَقَّعَ و ما ظَلَم…..؟
أَيُلامُ على ضَعفِ لياقته البدنية التي تمنعه من الإنحناء و الركوع…..؟
أيُلامُ لأنه رفض أن يكون ملكاً عليكم جميعاً لو أنه تخلى عن المقاومة…..؟
دَعّ عنكَ سورية يا شيخنا….فأهلها أدرى بِشِعابِها …
و إنزل إلى مُحيطِ أقصاكَ الذي بات يأباك ، و أسأل من يحمل في يده بندقيةً و حَجَر…..
إسألهم من أين أحضروا سلاح المقاومة…..؟
إسألهم عن الرجل الذي طعنته حماس في ظهره ، و هو الذي حتى الآن لم يقطع بها الحبل….
إسألهم عن حضنه الواسع لأبناء فلسطين و العراق و كل مظلومٍ في الأرض….
إسألهم لماذا الجميع يبكي إلا هذا الرجل في شدة الألم يضحك….
و كيف أن صيامه و شعبه بسبب قيصر العرب فاق صيام داوود…..
و كيف أن صبرهم يتعجب له أيوب…..
لو أن بشار الأسد يا شيخنا طاغية ، لصنعتم له تماثيل من فضة و ذهب….و فتحتم في حضرته بغية الرِضَى و التَّزَلُفِ القِرَب…..
جميلَةٌ هيى الذاكرة مهما طالت الحِقَب….
فقد فعلها قبلك مفتي القدس في حضرة الفاشية و النازية إبتغاء وِفادَةٍ و لو على جَنَب ، و مازال السببُ ضائعاً و لم يَبطُلِ العَجَب .
فلسطينيٌ أنا يا شيخنا من أمٍ سورية…..
تشرفت بإستشهادِ أَخي ببربرية الصهيونية…
هَالَني ما سمعتُ منك يا شيخنا قِمَةُ التُقِيَة…..
فأرتعدت أوصالي تأبى بوحكُم و ما حَوَى من خِزِيَّة…..
الحياةُ زائِلَةٌ فَعُد إلى رُشدِكَ وَ قُلِ الحَقَ هَدِيَّة….
تبقى سورية و إن هالها بَوحَكُم ، أبِيَةٌ ، أبِيَةٌ ، أبِيَة .
(سيرياهوم نيوز-٥-٣-٢٠٢١)