آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » فيلم “عدوي.. أخي” وثائقي يكشف ضحايا حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران

فيلم “عدوي.. أخي” وثائقي يكشف ضحايا حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران

علي المسعود

 تترك الحروب آثارًا لا يمكن أن تُمحى، والحرب العراقية-الإيرانية أحد الحروب التي عانى منها كثيرون، حيث يروي الفيلم “عدوي، أخي” My Enemy, My Brother  ) قصة حقيقية حصلت في إحدى ،ةالمعارك أثناء الحرب العراقية-الإيرانية عام (1982م) في منطقة على الحدود العراقية-الإيرانية، وبطلا هذه القصة “نجاح” وهو جندي عراقي سابق شارك في الحرب الإيرانية – العراقية، و”زاهد” جندي إيراني شارك في الحرب نفسها، وحاز الفيلم على جوائز عالمية كثيرة .

‏كان زاهد  في الثالثة عشرة من عمره فقط عندما انضم إلى فوج الباسيج الإيراني ( اشتهرت الباسيج، التي يأتي أغلب أفرادها من خلفيات فقيرة وريفية، بتنفيذ هجمات عن طريق “موجات بشرية” ضد قوات صدام حسين في الحرب بين العراق وإيران في الفترة من عام 1980 وحتى عام 1988) للقتال في الحرب الإيرانية العراقية. كانت الحرب الأكثر وحشية في القرن العشرين الأخير . انضم الصبي الإيراني ( زاهد) إلى الجيش الإيراني للقتال في الحرب الإيرانية العراقية هروباّ من أب مسيء جسديا . جاء قرار زاهد بإنقاذ نجاح خلال الحرب بعد رؤية صورة لزوجته وطفله داخل مصحف صغير كان يحمله الجندي العراقي نجاح  والذي دسه والدته في جيبه . بعد أن أدرك أن عدوه المزعوم لديه زوجة وابنه ينتظرانه ولذا تغير موقف الصبي و أظهر له التعاطف. ساعد  الطفل الإيراني زاهد  الأسير العراقي نجاح على البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثة أيام مع الإمدادات الطبية المهربة. هذا العمل الإنساني غير مسار حياتهما.‏ الفيلم الوثائقي  “عدوي ، أخي ” للمخرجة الكندية آن شين يتابع مسار شخصيتان من ضحايا الحرب العراقية – الايرانية التي دامت ثمانية سنوات من الفترة ( 1980-1988)  أحدها جندي عراقي والاخر فتى مراهق إيراني سيق وقودا لحرب مجنونة ، ‏قلة من الناس لديهم الفرصة للعيش في لحظة معجزة ، لكن قصة نجاح وزاهد المستمرة لا تزال مفاجأة وملهمة.حيث يتبع هذا الفيلم الوثائقي القصير رحلتهم. وقد واصلت المخرجة الكندية توثيق رحلة الرجلين مع استمرار قصتهما . في الأشهر المقبلة، يخطط كل منهما للعودة إلى الشرق الأوسط للبحث عن بقايا الحياة التي تركها وراءه . يرغب زاهد في رؤية والده المصاب بسرطان الدماغ . بعد حصوله أخيرا على جنسيته الكندية، يخطط نجاح للعودة إلى العراق للبحث عن إبنه وزوجته، اللذين لم يرهما منذ مغادرته للحرب .

“عدوي، أخي”، صورة لآثار الحرب الكارثية

في الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) ، بقيادة آية الله الخميني وصدام حسين ، واحدة من أكثر الحروب وحشية في القرن العشرين ، جند الجيش الإيراني أكثر من 200,000 جندي طفل . وقدر العدد الإجمالي للوفيات ب 1.5 مليون .يقول العراقي نجاح ” كان عمري بين 18 و19 عاما، عندما بدأت الحرب بين العراق وإيران ، الحرب غيرت حياتنا.   كنت سعيدا في حياتي ، كان لدي مطعم وأعمل حوالي 13-14 ساعة في اليوم . لدي زوجة مميزة. ،أنا أحبها وهي تحبني . يقول زاهد والدي ، لقد أساء إلي وضربني ، لهذا السبب قررت الهروب من المنزل وانضممت إلى الجيش. ‏ثمانينيات القرن العشرين، أثناء الحرب بين العراق وإيران. من ناحية، يلتحق الطفل الإيراني زاهد الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة عشر عامًا بالمليشات لحفر قبور كبيرة لدفن جثث الأعداء . ومن ناحية أخرى، ينجو الجندي العراقي البالغ من العمر تسعة عشر عامًا، نجاح عبود، من انفجار صاروخ يسقط على مخبئه في خط المواجهة الأمامي بعد مقتل جميع رفاقه . في فيلم عدوي، أخي، سنرى اللقاء الحتمي بين هذين الرجلين، اللذين سيحققان في اشتباكات الحرب وماركته من ندوب في أراوحهما . على خلفية الصراع في المنطقة، تعد قصة نجاح وزاهد في الفيلم الوثائقي المرشح لجائزة الأوسكار والمرشح لجائزة إيمي .تأكيدا للإنسانية التي تتجاوز الحدود السياسية .‏   فيلم وثائقي طويل  عن عدوين سابقين من الحرب الإيرانية العراقية يلتقيان مرة أخرى بعد عقود . يلتقان مرة أخرى في فانكوفر بالصدفة المطلقة ويشرعون في رحلة عاطفية للعودة إلى الشرق الأوسط  للبحث عن أحبائهم المفقودين. رحلة عودتهما إلى مناطق الصراع لها عواقب وخيمة على كلا الرجلين .‏ الفيلم الوثائقي المؤثر للمخرجة آن شين في تورنتو ، نلتقي نجاح (عراقي) وزاهد (إيراني) ، اللذين كانا في يوم من الأيام جنديا شابا في الحرب الإيرانية العراقية الوحشية. توقف إطلاق النار منذ فترة طويلة ، لكن جروح كلاهما  لازالت مفتوحة. قاتلوا ضد بعضهم البعض في معركة خرمشهر ، التي أصيب فيها نجاح ثم وقع في الأسر مدة 17 عاما. كما أثرت الحرب على زاهد، الذي تركته “محطما عاطفيا” ويفكر بالإنتحار . يصادفان بعضهما البعض بعد سنوات في فانكوفر ، ويرتبطان بقصص الحرب والحاجة إلى الشفاء من جروح الحرب وصدمتها . تتأثر المخرجة الكندية حين سمعت بقصتهما وتتابع كلاهما  خلال رحلاتهما المنفصلة إلى الشرق الأوسط بعد أن تستخدم مشاهد معاد تمثيلها لتوثيق ماضيهما المشترك . الفيلم الوثائقي (عدوي ، أخي) ‏‏هو فيلم وثائقي طويل عن قصة واقعية لعدوين سابقين أصبحا أخوين بالدم مدى الحياة بعد لقاء في فانكوفر بعد 30 عاما . تعرفت المخرجة” ‏‏آن شين‏‏ “على الرجلين لأول مرة في عام 2012 . جلست معهم وتناولوا أكواب من الشاي بالنعناع للاستماع إلى قصتهم. بعد اجتماع استمر أربع ساعات ، تأثرت المخرجة كثيرا حد البكاء . منذ ذلك الحين ،  أصرًت أن تساعدهم في سرد قصتهم .  تقول المخرجة الكندية ( آن شين) : ” الطريقة التي ارتفعوا بها فوق الخلافات السياسية وكيف كانوا مع بعضهم البعض. لقد ألهمتني كثيرا لذا أردت البدء في عمل الفيلم الوثائقي .‏عندما التقيت بزاهد هفتلانغ ونجاح عبود لأول مرة في فانكوفر في عام 2012، بدا وكأنهما يشبهان أي مهاجر آخر من الشرق الأوسط يستقر في حياة جديدة ،  كان زاهد يعمل ميكانيكيا، بينما كان نجاح يدير شركة صغيرة لنقل الأثاث. لكن عندما جلست معهم على أكواب من الشاي بالنعناع للاستماع إلى قصتهم ، تأثرت بالبكاء. لقد كنت أساعدهم في إخبار ذلك منذ ذلك الحين .

قسوة الحرب والجروح والندوب النفسية التي يحملاها الضحايا لليوم

ليس لدى الكثير من الناس فرصة النجاة من أهوال الحرب كونهم جنديا طفلا ، وأن يكونوا أسير حرب مثل نجاح ، وأن يكونوا قادرين على العثور على الإلهام لمواصلة الدفع في كل يوم من حياتهم. على الشاشة ، يبدو أن كل واحد منهم راى في مرآة  الروح الأخر ووجع وانكسار الأرواح  المهشمة بفعل الحرب . بعد لقاء بعضهم البعض في فانكوفر ، أصبحوا أبا وأخا لبعضهم البعض . بطريقة ما ، فإن الحياة تعيدهم إلى قلب الصراعات الحالية في العراق. يتعين على كل منهم التعامل مع الألم والخسارة العائلية. مرة أخرى ، هم هناك  في بلد الإغتراب يدعم بعضهما البعض في الحب الذي القوة الداعمة لتجاوز تلك الأيام وكوابيسها . قصص نجاح وزاهد حلوة ومرة بشكل مؤلم، ولكنها أيضا ملهمة للغاية ومفعمة بالأمل.‏ خلال أسئلة وأجوبة في العرض الأول للفيلم في تورنتو ، ناقشت شين ومدير التصوير ‏‏الفوتوغرافي دريد منجم ‏‏كيف كان صنع الفيلم تجربة مؤثرة. رافقا كلاهما نجاح وزاهد في رحلتهما إلى العراق. التقوا بعائلة نجاح التي كانت “مرحبة جدا بالغرباء والغرباء”، كما وصفها منجم.  كما وصف منجم كيف عهتد إليه شين بالحصول على صور ترتبط بالقصة. تساعد الكاميرا الحميمة  للمصور العراقي – ألإيراني دريد منجم والمدروسة على إثارة الكثير من المشاعر ، بحيث نتواصل مع نجاح وزاهد بشكل فردي ، ونصبح أكثر انخراطا في قصصهما . الجمهور قادر على فهم كل من مروناتهم بعد مواجهة العديد من المصاعب . فيلم يظهر لنا قوة الذكريات ، قوة الحب وقوة الصداقة . تعتبر المخرجة والمنتجة آن شين من الأسماء اللامعة في عالم السينما التسجيلية في كندا، وحصلت على جوائز عالمية عديدة. كما عُرضت أفلامها على شاشات محطات تلفزيونية عريقة مثل: “أتش بي أو” و “أي بي سي” الأمريكيتين. عرض فيلمها السابق “المنشق: الهروب من كوريا الشمالية” في عشرات المهرجانات السينمائية العالمية، وفاز بجوائز أفضل فيلم تسجيلي وأفضل اخراج في كندا. أنطلق عروض فيلم “عدوي، أخي” في الدورة الأخيرة لمهرجان “هوتدوك” للسينما التسجيلي، وليبدأ الفيلم بعدها رحلة على المهرجانات السينمائي . المخرجة الكندية تحدثت عن فكرة اخراج الفيلم ” : سمعت بقصتهما عن طريق صديق لي يعمل في القسم العالمي في الإذاعة الهولندية . أخبرني وقتها أنَّ الرجلين يعيشان في مدينة فانكوفر في كندا. عندها بحثت عنهما في دليل الهاتف واتصلت بهما. قلت لهما في أتصالي الهاتفي حينذاك بأني أحب أن ألتقي بهما وأن اسمع قصتهما. هما رحبا مباشرة ووجها دعوة لي لزيارة مدينتهما. عندما ذهبت هناك، جلسنا نشرب الشاي معًا، وبدءا بأخباري عن قصتهما. بعد ثلاثة ساعات من الحديث المتواصل وجدت نفسي غارقة في دموعي ومتأثرة للغاية مما سمعته. بعدها سألتهما إذا كان بإمكاني مرافقتهما وسرد قصتهما، فوافقا. وهكذا بدأت قصة هذا المشروع التسجيلي ” .

. يتم سرد الفيلم بشكل أساسي من خلال لقطات أرشيفية ومقابلات وتفاعلات مع أقارب كلا الموضوعين ، ويتبع الفيلم رحلة الرجال إلى المكان الذي أتوا منه أثناء بحثهم عن العائلات التي تركوها وراءهم. من خلال نسج التاريخ الشخصي مع الاضطرابات السياسية التي ابتليت بها هذه المنطقة منذ عقود ، يجلب شين الإنسانية إلى التاريخ السياسي المعقد لحروب الخليج . عند أعادة تمثيل حكاية نجاح وزاهد واجهت المخرجة الكثير من العقبات والتحديات عند إجراء عمليات إعادة تمثيل حكايتهما . فقد أكدت المخرجة آن شين  هناك قسم كامل لم يدخل في الفيلم. يتعلق الأمر بحديث نجاح وزاهد عن سنوات تعذيبهما عند وقوعهما في الأسر .. قامت بالتصوير في ثكنة في العراق ، والتي بدت وكأنها ثكنات يحتجز فيها أسرى الحرب مؤقتا . بعض هذه اللقطات موجودة هناك ، حيث تحدث نجاح عن ما كان عليه الأمر عندما كانت  أسيرأ في إيران لمدة 17 عاما.  أعادت تمثيل بعض المواقف المهمة من حياة ناجح من ثمانيات القرن الماضي. تلك المشاهد تميزت بقربها من أجواء المكان والناس من تلك الفترة، المخرجة الكندية بحثت في الكثير من التفاصيل من زي الجنود العراقيين في تلك الفترة . ورافقت العراقي ناجح في زيارته الى البصرة وتجولت في سوق الخضار الشعبي في البصرة الذي يمثل ذكرى موجعة للعراقي ناجح حيث تعرف على حببيبته زوجته في هذه السوق وفارقها سنين طويلة بعد أسره . وحتى لا نلفت الكثير من الانتباه قامت المخرجة بارتداء الحجاب الإسلامي أثناء وجودها في البصرة  ونجح في تصوير واقعي للكثير من المشاهد في مدينة البصرة والكثير من المشاهد الخارجية في شوارع البصرة المدينة التي ولد وعاش وتزوج وأنجب ولده الجندي العراقي ناجح ،  وصف المخرجة طيبة العراقيين قائلة “أخوات ناجح رغبن أن أبقى في بيوتهنّ وألا أذهب الى الفندق. الناس كانوا دافئين وكرماء للغاية. كان أمراً رائعاً التقرب من مجتمع النساء في البصرة، فطيبتهن وذكائهن والحياة الداخلية داخل هذا المجتمع هي أمور أسعدتني كثيراً “.

تقول آن شين إنهما “عاشا حياتين متوازيتين”. عانى الإيراني زاهد اضطراب ما بعد الصدمة، وبعد فترة من الانتقال من وظيفة إلى أخرى، وجد في النهاية عملاً في البحرية التجارية. أثناء أحد المعابر، حدث جدال، “ألقى فيه شيئا [صورة آية الله الخميني] من السفينة التي كان يعمل عليها. بعدها هدده الضابط الإيراني  قائلاً: “سوف يتم إلقاؤك في السجن بمجرد وصولنا إلى الميناء”، كما تقول آن شين . لم يستطع زاهد أن يتحمل فكرة العودة إلى السجن. استقل قاربًا آخر في فانكوفر. وتتابع آن شين قائلة: “لقد كان مكتئباً للغاية… وحاول الانتحار ، التحق بمركز دعم ضحايا التعذيب، مركز (جمعية فانكوفر للناجين من التعذيب). وفي أحد الأيام، وبينما كان في غرفة الانتظار، تصادف وجود نجاح عبود هناك في نفس الوقت. لم يتعرفوا على بعضهم البعض، بل بدأوا في مناقشة إيران والعراق، ثم تحدثوا عن الحرب التي كلفت آلاف الأرواح .سأل أحدهما: (- إذن، كنت في الحرب أيضًا؟). “نعم، كنت في معركة خرمشهر”، كان الرد، ثم “نعم، كنت هناك أيضًا”، تقول آن شين : لقد فهموا في النهاية أن زاهد هو المراهق الذي أنقذ حياة نجاح عبود .

وتضيف آن شين: “لقد بدأوا بالصراخ ووقعوا في زوبعة من المشاعر لدرجة أن المستشارين في المركز اعتقدوا أن هناك مشاجرة عنيفة في غرفة الانتظار”.منذ ذلك اليوم، أصبح زاهد هفتلانج ونجاح عبود صديقين حميمين، كما أظهرت الأحداث التي تلت ذلك: اضطر زاهد هفتلانج إلى إجراء عملية جراحية لإزالة شظية كانت عالقة في حلقه. وكانت نجاح عبود حينها بجانب سريره. تقول آن شين: “ثم قالت له نجاح: “أنت ملاكي، لقد أنقذت حياتي قبل 20 عامًا، لذا فإن ما أفعله الآن من أجلك لا شيء على الإطلاق”.وفي النهاية نجح ناجح في اللقاء مع زوجته وأبنه الذي فارقهما منذ أسرة في احدى المعارك في خرم شهر في ثمانينيات القرن الماضي .

كان تحقيق التوازن بين القصتين أمراً صعباً. بسبب قوة وعاطفية المهمة التي كان ناجح ينوي القيام بها بالبحث عن عائلته. في تلك الفترة لم يكن لدى زاهد أي خطط لزيارة عائلته في إيران، بيد أنه عندما سمع بمرض والده، قرر هو أيضاً السفر الى المنطقة على أمل لقاء والده. كنت أعرف أن لقاء زاهد بوالده الذي كان عنيفا للغاية معه في طفولته سيكون لحظة فاصلة في حياة الأبن ومؤثراً للغاية. لكن وبسبب قلق زاهد – المبرر بالكامل – من الملاحقة الأمنية إذا زار إيران، فكر بلقاء عائلته في تركيا، والذي تعثر أيضاً بسبب مرض والده، وعدم قدرته على السفر، لتحضر شقيقة زاهد وحدها الى تركيا لرؤيته . هذه قصة عن رجلين من العراق وإيران، كانوا على جانبين مختلفين في الحرب بين بلديهما، رغم ذلك فحكايتهما تتضمن الكثير من العناصر الإيجابية. هذا في الوقت الذي نادراً ما نسمع فيه هنا في الغرب بقصص إيجابية عن الرجال المسلمين في منطقة الشرق الأوسط . ركزت  المخرجة  الكنديةعلى الماضي فقط. وبدأت من الموقف الذي قابل زاهد ناجح على خطوط تماس إحدى معارك الحرب العراقية الإيرانية، حيث خاطر زاهد بحياته لإنقاذ ناجح المصاب وقتها، ثم لقاء الرجلان بالصدفة وبعد عشرين سنة على تلك الحادثة في غرفة انتظار عيادة نفسيّة في كندا. وكيف أن اللقاء الأخير ألهمها للتغلب على مشاكل حياتهما، بخاصة “زاهد” الذي كان يمرّ وقتها بظروف صعبة للغاية، إذ حاول أثناء سنوات حياته في كندا الانتحار. وأن لقائه ب ناجح مجدداً منح حياته معنى. ذلك أن ناجح ساعده كثيراً على تقبل والاحتفال بالحياة في كندا. في هذا المعنى، ناجح كان قادراً على إعادة روح زاهد الجميلة . الذي كان قاسياً عليهما هو استعادة تلك الذكريات المؤلمة من حياتهما. تعلق المخرجة : “خلال السنوات التي كنت أصورهما، تحدثنا مراراً عن جوانب مختلفة من حياتهما عن الماضي والحاضر. الأمر اللافت أنه كلما عادا الى ذكريات الحرب العراقية الإيرانية ، والتعذيب الذي تعرضا له والذي تم في ظروف مختلفة، كان بادياً تأثرهما الشديد. استعادة تلك الأزمان وفتحا جروحاً قديمة. لكنهما في المقابل أحبا أن يرويا قصتهما، وإخبار العالم عن قسوة الحرب تلك، والجروح والندوب النفسية التي يحملاها لليوم” . قصة الرجلين اللذين ظهرا ، نجاح وزاهد ، هي تصوير مذهل لكيف أن إنسانيتنا المشتركة أكبر من خطاب الكراهية وقوة الحرب لتقسيمنا . .‏ينصب تركيز الفيلم على روايات الرجال . مخرجة الفيلم ( آن شين ) لديها تجربةفي الصحافة . وهي أيضا مؤلفة بارعة للشعر والقصص الخيالية . “عدوي ، أخي” هو شهادة ممتازة على القيمة التي توليها للقصة والهدية التي تتمتع بها لصياغتها في الفيلم .‏ متابعة آن شين القوية لفيلمها الحائز على جوائز لعام 2015 الذي يحمل نفس الاسم ، يكشف عن العزاء الذي يمكن أن توفره الصداقة والرحمة في أعقاب العنف. إن العلاقة والتضامن المذهلين اللذين نشأ  بين رجلين كان مصيرهما الاستياء من بعضهما البعض كأعداء يجبرنا على الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة بما يتجاوز المفاهيم المسيسة للحرب والسلام . كانت هذه قصة جميلة بشكل لا يصدق عن التصالح مع إنسانيتنا خلال فترة من المعاناة الشديدة وعندما نعتبر الجانب الآخر أي شيء سوى الإنسان. الحرب هي الجحيم. إنه يخرج أسوأ ما في البشر ، لكنه بالتأكيد يجلب الأفضل منهم أيضا. يظهر هذا الفيلم القصير ذلك. الضحايا الوحيدون للحرب هم المدنيون والفقراء وهم وقود تلك الحروب . حتى بعد النجاة من المعركة ، يجب أن تجد إنسانيتك وروحك. يظهر هذا الفيلم لقاء جميلا لشخصين يدركان أنهما في نهاية اليوم متشابهان أكثر مما هما مختلفان .

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تعرفوا على معاني هذه المصطلحات 

    1- الليبرالية : الحرية المطلقة. 2- الإمبريالية الرأسمالية : (اقتصاد السوق وتنمية الملكية الفردية) 3- الديمقراطية : حكم الشعب لنفسه. 4- الأرستقراطية : ...