نفّذت طائرة إسرائيلية اعتداءً جديداً على سوريا، استهدف أمس، للمرة الثانية بعد العدوان الذي طاول منطقة عدرا الصناعية قبل نحو أسبوعين، مقاتلين من «إدارة العمليات العسكرية» في قرية غدير البستان، الواقعة في ريف القنيطرة الجنوبي على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة. وذكرت مصادر أهلية، في حديثها إلى «الأخبار»، أن الغارة أسفرت عن مقتل مختار القرية، عبدو الكومة، وإصابة ابنه، بالإضافة إلى مقتل عنصرين من «الأمن العام» كانا ضمن الرتل المستهدف، موضحة أن «الطيران المُسيّر التابع للاحتلال قصف رتلاً للإدارة كان يعمل على جمع الأسلحة من القرية القريبة من المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل داخل الأراضي السورية». ولفتت المصادر إلى «انسحاب القوة السورية من القرية، بالتزامن مع تحليق سرب من المقاتلات الحربية الإسرائيلية في سماء ريف القنيطرة عقب الاستهداف، علماً أن تلك المقاتلات كانت حلّقت صباح اليوم نفسه بكثافة وعلى علو منخفض فوق ريف درعا الجنوبي».
وتزامن الاستهداف المشار إليه، مع اقتحام قوات الاحتلال قرية بدعا، الواقعة في ريف القنيطرة الشمالي الشرقي، حيث أجرت عمليات تفتيش من دون تدخّل من قِبل «الأمن العام». كما بدأ جيش العدو ما بدا مشروعاً لرسم «حدود الأمر الواقع»، من خلال رفع السواتر الترابية في الأطراف الغربية لمدينة البعث (مركز محافظة القنيطرة)، ليعزل ما يحتله من أراضٍ حالياً في قرى الصمدانية والحرية والحميدية عن المدينة، ويجعل السكان يسلكون طرقاً إجبارية في التنقل بين الطرفين. وتزامن ذلك مع استقدام كتل إسمنتية إلى المنطقة لبناء تحصينات، فيما نفت مصادر أهلية في المدينة، في حديثها إلى «الأخبار»، ما رُوّج من معلومات عن قيام العدو بسحب جزء من قواته المتمركزة في مبنى المحافظة، غرب المدينة، في خطوة تمهّد لإخلائه، موضحة أن القوات الإسرائيلية تبني المزيد من التحصينات في محيط المبنى الذي تحوّل إلى مقر لقيادة قوات الاحتلال في الداخل السوري.
أعلن العدو الاستيلاء على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا
وكان العدو أعلن الاستيلاء على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا، بينها دبابات للجيش وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف «هاون»، بعد احتلال مناطق واسعة من الجنوب، شملت القنيطرة ومناطق من ريفي درعا ودمشق، بما فيها من قمم وتلال استراتيجية ومنابع للمياه العذبة.
في غضون ذلك، يواصل حكام سوريا الجدد ملاحقة «خصومهم» ممن يسمونهم بـ«فلول النظام». وفي هذا الإطار، كشفت مصادر عشائرية، في حديثها إلى «الأخبار»، عن تعيين ياسر الحريري، الملقّب بـ«الحوسي»، رئيساً لمفرزة الأمن العام في بلدة داعل الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة درعا، حيث بدأ عمله «بجملة من الانتهاكات والاعتداءات على السكان، ما تسبب بحالة من التوتر والاحتقان في البلدة، التي قد تكون مسرحاً لأول اقتتال فصائلي في محافظة درعا» منذ صعود «هيئة تحرير الشام»، بقيادة أحمد الشرع، إلى سدة الحكم. وفيما يُعدّ «الحوسي» واحداً من الشخصيات التي كانت قد انضمت إلى «اللواء الثامن»، الذي أنشأه النظام السابق ضمن ما كان يُعرف باسم «الفوج الخامس»، بعد واحدة من الحملات الأمنية التي شنّها في درعا قبل عامين، يوجّه السكان إليه، مذّاك، تهماً تراوِح بين الخطف والقتل والإتجار بالمخدّرات.
أيضاً، عادت مشاهد التوتر الأمني إلى السويداء، التي شهدت هجومَ مجموعة مسلحة على «المشفى الوطني» بهدف تصفية شخص متهم بجريمة قتل، ما أفضى إلى اشتباك بين العائلتين نتج منه سقوط إصابات في الطرفين، قبل أن تتدخل الفصائل المحلية لفض الاشتباك والانتشار في المشفى ومحيطه. وبالنظر إلى عدم انتشار «الأمن العام» في المحافظة، نتيجة الخلاف على الأطر التنظيمية بين إدارة دمشق الحالية، والفصائل المحلية والزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، ترجّح مصادر من المحافظة، في حديثها إلى «الأخبار»، أن «تعمد المرجعيات الدينية إلى إنشاء محاكم لحلّ مثل هذه الخلافات»، فيما كانت الفصائل المحلية، في عهد السلطة السابقة، تتدخل لتسليم المعتدي إلى السلطات الأمنية.
أخبار سورية الوطن١ الاخبار