آخر الأخبار
الرئيسية » غير مصنف » بزشكيان في روسيا اليوم: اتفاقية “غير مسبوقة”… بوجه الغرب

بزشكيان في روسيا اليوم: اتفاقية “غير مسبوقة”… بوجه الغرب

 

محمد خواجوئي

 

 

طهران | يبدأ الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم، زيارةً رسمية لموسكو، على رأس وفد رفيع، تلبيةً لدعوة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وذلك بعدما كان قد زار طاجيكستان، والتقى رئيسها إمام علي رحمان. وتمثّل “الاتفاقية الشاملة للتعاون الاستراتيجي بين إيران وروسيا”، أهمّ قضيّة على جدول أعمال الزيارة، إذ من شأنها أن ترتقي بالعلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة، فيما يأتي توقيعها عشيّة تولّي دونالد ترامب منصبه رسميًّا، في مؤشّر إلى جهود طهران وموسكو للتقارب، وتفعيلهما قدراتهما في غمرة الإجراءات الغربية لعزلهما على الصعيد الدولي. وفي هذا الإطار، رأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، هذه الاتفاقية بمثابة “معاهدة كبيرة وغير مسبوقة” مع إيران، فيما وصف السفير الإيراني في موسكو، كاظم جلالي، زيارة بزشكيان لروسيا بـ”التاريخية”.

 

 

ويندرج نص الاتفاقية الشاملة للتعاون بين إيران وروسيا، والتي تضمّ مقدّمة و47 بنداً، في خانة السرّي للغاية، بيد أن أقسامها الرئيسية تنطوي على التعاون في مجالات: الاقتصاد، والتجارة، والطاقة، والنقل، والبيئة، والقضايا الدفاعية والأمنية. وتُعدّ هذه الاتفاقية استمراراً لأخرى وُقّعت في عام 2001، مدّتها 20 عاماً (تفاصيلها سرّية ولم تُنشر)، واشتملت على التعاون في قطاعات “الصناعة، والتكنولوجيا، والمشروعات الأمنية، والطاقة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية وبناء المفاعلات النووية”. ومُدّدت تلك الاتفاقية عام 2020، تلقائيًّا لخمس سنوات، فيما اتّفق الطرفان على اعتماد وثيقة جديدة لتحلّ محلّ الوثيقة السابقة. وإذ لم تُظهر روسيا في البداية حماسةً تُذكر للتوقيع على اتفاقية جديدة مع إيران، فإن الحرب الأوكرانية وتزايد التصعيد الغربي ضدّها، غيّرا أولوياتها لجهة توسيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، فيما سلكت صياغة الاتفاقية مساراً طويلاً ومليئاً بالتقلّبات والصعود والهبوط.

 

تتوجّس روسيا من أن يتراجع التصعيد بين إيران والغرب ولا سيما في الملف النووي

 

 

وتقول مصادر مطلعة إن الاتفاقية الجديدة تشتمل على توسيع التعاون بشكل لافت بين البلدين في المجالين العسكري والطاقوي. ففي المجال العسكري والأمني، ترد عناوين من مثل “تبادل السلاح”، و”تبادل المعلومات العسكرية والأمنية”، و”إجراء مناورات مشتركة”. وفي مجال الطاقة، يجري الحديث عن “نقل الغاز الروسي عن طريق إيران”، و”الاستثمار في حقول الطاقة الإيرانية”، و”بناء مصافي النفط الإيرانية وتطويرها”، فيما يشكّل “التعاون المالي والمصرفي”، و”التعاون الترانزيتي في إطار ممرّ الشمال – جنوب”، و”مشروعات البنية التحتية المشتركة وتبادل المعلومات والتكنولوجيا في مجال الأمن السيبراني”، الأجزاء الأخرى للاتفاقية.

 

 

وفي ظلّ التطوّرات في المنطقة، بما في ذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وعودة ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، وأيضاً استمرار الحرب في أوكرانيا، يمكن التوقيع على اتفاق مع إيران أن يزيد من قدرة روسيا على المساومة مع الغرب. من ناحية أخرى، تصبّ هذه الخطوة في خانة سياسة “التحوُّل شرقاً” والتي يدعمها بشكل رئيسيّ، المرشد الأعلى الإيراني، علي الخامنئي، وكذلك المؤسسات العسكرية والأمنية، ولا سيما “الحرس الثوري”؛ علماً أن إيران اتّخذت، على مدى السنوات الأخيرة، إجراءات كثيرة في إطار تلك السياسة، أبرزها: توقيع اتفاقية التعاون الطويل الأمد مع الصين وفنزويلا، وتوقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوراسي، والانخراط في عضوية “منظمة شنغهاي للتعاون” و”مجموعة بريكس”. وكان الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، والحرب في أوكرانيا قد أدّيا إلى مزيد من التقارب بين إيران وروسيا، فيما يخضع كلا البلدَين لأقسى العقوبات الغربية. ويبلغ حجم التبادل التجاري بينهما، في الوقت الحالي، خمسة مليارات دولار سنويًّا، وهو ما يشير إلى زيادة بنسبة الضعفين على مدى السنوات العشر الأخيرة. وفي الوقت ذاته، شهد التعاون العسكري بينهما زيادة ملحوظة.

 

 

ومع ذلك، يبدي الطرفان مخاوف إزاء توجهات بعضهما البعض؛ إذ تتوجّس روسيا من أن يتراجع التصعيد بين إيران والغرب ولا سيما في الملف النووي بما يؤثر سلباً على علاقة إيران بها. بينما تبدي طهران، من جهتها، قلقاً من أن تتوصّل موسكو إلى اتفاق مع الغرب، وتتحوّل هي بالتالي إلى ورقة بيدها. كذلك، فإن الدعم الروسي لإنشاء “ممرّ زنغيزور” على امتداد الحدود الشمالية الشرقية لإيران، وموقف موسكو من ملف الجزر الثلاث العالق بين إيران والإمارات، وعدم تقيُّد روسيا بالتزاماتها في مجال تسليم التجهيزات العسكرية وغياب الدعم الفعلي لإيران خلال الهجمات الإسرائيلية عليها، كلها تعدّ مصادر لعدم الرضى الإيراني عن العلاقات مع موسكو.

ومع ذلك، فإن هذين البلدين المنخرطين في تصعيد مع الغرب حالياً، مضطرّان إلى التحرّك في اتّجاه توثيق العلاقات بينهما، انطلاقًا من المصلحة المشتركة في تعزيز أوراقهما بوجهه.

 

 

 

 

 

أخبار سورية الوطن١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دريد لحام : سوريا هي رحم أمي ولم نكن نعلم بفظائع صيدنايا

ديانا سكيني في دمشق، وتحديداً في منطقة “أبو رمانة”، التقت “النهار” عميد الفنانين السوريين دريد لحام في مكتبه المليء بصور وشهادات الجوائز التكريمية التي تكلّل ...