تفصل دراسة حالة حديثة قام بها أخصائيو البصريات من معهد عموم الهند للعلوم الطبية في نيودلهي، ظاهرة طبية غريبة ونادرة، معروفة باسم haemolacria ، لدى فتاة تبلغ من العمر 11 عاما.
وكشفت والدة الفتاة أن ابنتها تعرضت لذرف دموع دموية يوميا على مدى أسبوع. وبدون ألم أو عاطفة شديدة، تتدفق الدموع الحمراء فجأة عبر خدي الفتاة لعدة دقائق، مرتين إلى 3 مرات كل يوم بحسب مانقلت “روسيا اليوم” عن صحيفة “ساينس آلرت”.
وأجرت العيادة مجموعة من الاختبارات لمعرفة السبب، دون جدوى. ولم يكن لدى المريضة تاريخ من الصدمة أو المرض. وبدا أن غددها الدمعية سليمة، وكانت نتائج دمها واضحة، وبخلاف خلايا الدم، لم تكن السوائل المنبعثة من القنوات الدمعية غير عادية بأي شكل من الأشكال.
ولم يتمكن الخبراء في العيادة من التوصل إلى دليل واحد قد يساعدهم على فهم الحالة. ومع ذلك، أثناء المراقبة في الأيام القليلة، استمر تدفق الدموع الدموية من عيون الفتاة.
وربما كان الطبيب اليوناني آيوتيوس من أميدا، يشير إلى أمر مماثل، عندما وصف أمراض الطفولة التي تنطوي على تسرب الدم من زاوية العين. ويزعم أن كتّاب طبيين تاريخيين آخرين، مثل أنطونيو براسافولا، أبلغا عن حالات مرتبطة بالحيض لدى المراهقات.
وفي الآونة الأخيرة، أثارت تقارير الدموع الدموية لدى الشابات مزيجا من الاهتمام الطبي والإثارة الإعلامية.
وقبل 10 سنوات، قامت ناشيونال جيوغرافيك بتوثيق حالة مماثلة لدى فتاة هندية تبلغ من العمر 14 عاما تدعى توينكل دويفيدي.
ومن الممكن أنه في بعض الحالات على الأقل، يمكن أن تلعب الهرمونات دورا. ووجدت دراسة أجريت عام 1991، والتي اختبرت وجود دم مخفي أو “غامض” في دموع 125 متطوعة صحية، آثار دم في ما يقرب من خمسهن، غالبا خلال الدورة الشهرية.
ولكن الحالة لا تقتصر بأي شكل على جنس واحد. وقبل عامين فقط، دخل رجل في منتصف العمر إلى قسم طوارئ إيطالي، مع تدفق الدم من عينيه.
وفي هذه الحالة، تم العثور على سبب محتمل: يبدو أنه يعاني من احتقان الملتحمة، وزيادة طفيفة في الدم في الغشاء الذي يغطي مقلة عينيه.
وهناك الكثير من الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تساعد أيضا في تفسير بعض حالات الظاهرة الدموية، مثل مرض تخثر الدم، أو اضطراب الأوعية الدموية متلازمة Osler-Weber-Rendu.
ويمكن لبعض الأدوية أيضا أن تتسبب في تسرب الدم إلى الغدد المسيلة للدموع؛ وبالطبع، هناك دائما إمكانية وجود نوع من الخداع.
ولسوء الحظ، في حالة هذه الطفلة البالغة من العمر 11 عاما ووالدتها المستاءة، لا يقدم أي من هذه التفسيرات راحة للبال. ما يزال تشخيصها لـ haemolacria “مجهول السبب”، وهو ما يعني إلى حد ما “أحد هذه الأشياء الغريبة”.
والخبر السار هو أنه لا يوجد سبب للاعتقاد أن ذرف دموع دموية، مدعاة للقلق المستمر. وفي الواقع، يمكن أن تختفي بسهولة بغرابة وفجأة كما بدأت.
ونُشرت دراسة الحالة هذه في مجلة BMJ Case Reports
(سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 22/6/2020)