مالك صقور
تناقلت وسائل الأتصال الاجتماعي منذ فترة ليست بعيدة مقطعاً من اجتماعات الأمم المتحدة .. تحت عنوان ( أقصر خطاب في تاريخ الأمم المتحدة ) :
يصعد المناضل إرنستو تشي غيفارا المنبر بلباسه الفدائي .. وعندما يصبح أمام مكبر الصوت ؛ يصرخ :
” الوطن أو الموت ”
وينزل عن منصة الأمم المتحدة ، متجهاً إلى مكانه ..
ماجرى في غزة العزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 وحتى كتابة هذه السطور هو تنفيذ حقيقي لشعار غيفارا أو مقولته ..الوطن أو الموت … واليوم ، اليوم بالذات تتوجه الفضائيات إلى غزة لعرض عملية تبادل الرهائن أو الأسرى ، من الطرفين ..
صحيح أن الكيان الصهيوني قتل البشر وهدم الحجر وحرق الشجر .. وسوّى غزة بالإرض ، وكذلك فعل في بقية مدن القطاع خان يونس وجباليا .هدم المشافي والمدارس ودور العبادة . وحجم ووزن القنابل الحارقة أكبر من حجم القنبلتين على هيروشيما و ناكازاكي ..وصحيح أن الشهداء عشرات الآف والجرحى والمعاقين عددهم مئات الألوف .. صحيح أن أهل غزة تشردوا ، وتحملوا البرد والجوع والمرض ، والحصار من الجهات الست ..إلا أن إرادة الصمود والصبر والشجاعة قد انتصرت .. واستطاع هؤلاء الفدائيون أن يفرضوا شروطهم ، وأن يحرروا أسراهم حتى المحكومين بالسجن المؤبد . تحملوا كل هذه المعاناة التي لا توصف ، وضحوا بالغالي والنفيس من أرواحهم وأطفالهم ونسائهم وشيخوهم ..ولم يستسلموا ..
واجترحوا ببطولاتهم التي لا نظير لها في تاريخ الحروب من حيث تكافؤ الجيش والعدة والعتاد المآثر ، لتتحول حرب غزة إلى اسطورة ومعجزة ..أرغمت العدو في النهاية على وقف إطلاق النار ، وتبادل الأسرى .
إذن ، لم تحقق ” إسرائيل ” أهدافها المعلنة :
1 – تحرير الأسرى الصهاينة بقوة السلاح .
2 – القضاء على المقاومة .
3 – تجريد حماس من سلاحها .
4 – معرفة الأنفاق ( المعجزة )
وهاهي بعد سنة وأربعة أشهر تخضع لمطالب الفلسطينين . وشرط العدو أن لا يسمح بمظاهر الفرح والنصر ..
والأمر المحزن الآخر ، هو بعد كل ماجرى ، لم تتوحد الفصائل الفلسطينية ..
انتصار غزة العزة هو انتصار للحق والحقيقة ، انتصار لأعدل قضية في التاريخ الحديث . والحق أقول ، لا ترفع القبعة لرجال الله الصامدين فحسب ، بل تقبل الأرض تحت نعالهم .
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)