في اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ، أمس، اتّجهت أنظار الجمهور الإسرائيلي نحو عملية تبادل الأسرى الأولى من المرحلة الأولى للاتفاق، والتي أفرجت المقاومة الفلسطينية، بموجبها، عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث، إميلي داماري، ورومي غونين، ودورون شتاينبرخر، بعد أكثر من 15 شهراً من احتجازهنّ في القطاع، في خطوة يقابلها إفراج إسرائيلي عن قرابة تسعين أسيراً فلسطينياً. وتجمّع مئات الإسرائيليين في «ساحة الرهائن» في تل أبيب، حيث كانت شاشة عملاقة تعرض اللقطات الأولى للإفراج عن الأسيرات الثلاث.
وبعدما نقلت هؤلاء من سيارة فان بيضاء إلى سيارة «الصليب الأحمر» التي أقلعت بهن وسلمتهن لجيش الاحتلال، أورد الأخير، في بيان، أن العائدات الثلاث «وصلن إلى إسرائيل والتقين عائلاتهن»، ثم نُقلن جواً من منشأة عسكرية على حدود غزة إلى مستشفى «تل هشومير»، حيث «سيلتقين ببقية أفراد عائلاتهن ويتلقين الرعاية الطبية». وقال الناطق باسم الجيش، دانيال هاغاري: «قلوبنا الآن مع جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في ظروف غير إنسانية وننتظر عودتهم». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد والجهاز الصحي مستعدون لمواصلة استقبال المزيد من الرهائن ويعملون على إعادتهم جميعهم».
من جهته، تحدث رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع «منسق شؤون الأسرى والمفقودين»، غال هيرش، «مبشّراً» إياه بعودة الأسيرات إلى الكيان. وقال نتنياهو، في محاولة لتصدير صفقة التبادل كإنجاز يعود إليه، على رغم اتهامات عائلات الأسرى له بتأخير إبرامها، إن «هذا يوم مثير للغاية. هؤلاء هم أول الأسرى في هذه الجولة الذين نعيدهم إلى الوطن. أطلب منك أن تنقل إليهم: أمة بأكملها تحتضنكم، مرحباً بكم في وطنكم». وأضاف: «نعلم جميعاً أنهم مروا بالجحيم. إنهم يخرجون من الظلام إلى النور، من العبودية إلى الحرية. لقد تحققت هذه اللحظة بفضل تضحيات وكفاح محاربينا الأبطال، أبطال إسرائيل»، على حد تعبيره.
حاول نتنياهو تصدير صفقة التبادل كإنجاز يعود إليه، على رغم اتهامات عائلات الأسرى له بتأخير إبرامها
غير أن رسالة نتنياهو لم تلقَ صداها في أوساط عائلات الأسرى التي توجّهت بالشكر إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، للدفع قدماً بالاتفاق؛ إذ أصدرت عائلة الأسيرة السابقة، شتاينبرخر، بياناً، قالت فيه: «نعرب عن امتناننا للرئيس ترامب لمشاركته ودعمه الكبيرين اللذين عنيا لنا الكثير». وفي الوقت نفسه، نظّمت عائلة الأسير الأميركي – الإسرائيلي، ساغوي ديكل تشين، الذي لا يزال في قبضة المقاومة الفلسطينية، ومن المقرر أن يخرج في عمليات التبادل اللاحقة، تجمعاً حاشداً في المتنزه الوطني في واشنطن دعماً لصفقة التبادل، مطالبة ترامب بــ«التأكد من تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة»، وسط مخاوف من اتخاذ نتنياهو قراراً باستئناف القتال بعد اكتمال المرحلة الأولى.
وفي غضون ذلك، انشغل الإعلام العبري بمتابعة الإفراج عن الأسيرات؛ ونقلت قناة «كان» العبرية، عن مصدر أمني، قوله إن الأسيرتين «إيميلي داماري ورومي غونين كان تم احتجازهما معاً (في 7 أكتوبر 2023)»، والإفراج عنهما معاً. ووسط غياب لوزراء حزب «الليكود»، والذين مُنع عليهم إجراء المقابلات في محاولة لتمرير الاتفاق بأقل ضجة ممكنة، حسبما ذكرت «القناة 12»، تداولت وسائل الإعلام العبرية تعليق كل من وزير «الأمن القومي» المستقيل، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على نحو واسع. ورغم تصويته ضد الاتفاق ومعارضته إياه، رحّب بن غفير، الذي استقال من الائتلاف الحكومي – إلى جانب وزير التراث عميحاي إلياهو، ووزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف -، عبر موقع «أكس»، بالإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى. وقال: «نحن سعداء ومتحمسون لعودتكم وننتظر عودة الرهائن الباقين»، معتبراً أن ذلك يجب أن يجري «من خلال استخدام القوة (العسكرية) وقطع الوقود ووقف تدفق المساعدات الإنسانية، وليس من خلال الاستسلام»، علماً أن نحو 552 شاحنة مساعدات دخلت إلى القطاع أمس.
أما سموتريتش الذي صوّت أيضاً ضد إجراء الاتفاق وتوعّد بالاستقالة في حال انتهت الحرب «من دون تدمير حماس بالكامل»، فقال إنه في الوقت الذي يعارض فيه الاتفاق «من كل قلبه»، إلا أنه «مليء بالفرح» بعودة كل أسير. وأضاف، عبر «أكس»، «أنا متأثر جداً بصور رومي ودورون وإيميلي. يجب على الأشخاص الجادين أن يفسحوا المجال للتعقيد».
أخبار سوريا الوطن١_الأخبار