التقى البابا فرنسيس أمس السبت المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في مدينة النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة الحبر الأعظم التاريخية إلى العراق، حيث تداولا الحديث حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية، ومعاناة الشعوب، والدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي.
في حين أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان أمس، أنه «بمناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وقداسة البابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، عن تسمية يوم السادس من آذار من كل عام «يوماً وطنياً للتسامح والتعايش» في العراق».
وبعدما كان قد التقى البابا زعماء الطوائف الكاثوليكية أول من أمس الجمعة في بغداد، يمد اليد أمس إلى المسلمين «الشيعة» بزيارته آية اللـه العظمى، البالغ من العمر 90 عاماً، والذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله المتواضع في مدينة النجف على بعد 200 كم إلى جنوب بغداد.
وعقد الرجلان لقاء مغلقا مدة ساعة واحدة وبعيداً عن الإعلام، بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر في مصر.
وأفاد بيان لمكتب السيستاني بعد اللقاء أن «الحديث دار خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر»، وتحدث البيان عما «يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وحروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولاسيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة».
وأشار إلى «الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة ولاسيما في القوى العظمى على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب».
كما أكد المرجع الديني العراقي «أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الإنساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية».
إلى ذلك وبعد لقائه السيستاني وصل البابا فرنسيس إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، وأكد في لقاء الأديان من المدينة أنه «لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين بل واجب علينا إزالة سوء الفهم»، مشيراً إلى أن رسالة السماء هي الوحدة والعمل المشترك والأخوة لنصل إلى أسمى أنواع الإنسانية.
وأكد البابا أنه «عندما هاجم الإرهاب العراق فقد جزءاً من تاريخه»، معتبراً أنه «يجب احترام حرية الضمير والحرية الدينية»، وأشار إلى أنه لن يكون هناك سلام من دون تعاون بين البشر، مضيفاً: «نحن المؤمنين لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين بل واجب علينا إزالة سوء الفهم».
كما تابع البابا فرنسيس، قائلاً: «لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة، بل هذه كلها خيانة للدين»، مضيفاً: «يجب أن نعطي الإنسانية قيمة أكبر وأن ننظر إلى معاناة الفقراء والمهاجرين».
ووصل أمس البابا فرنسيس الأول إلى مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار، حيث ترأس القداس الإبراهيمي هناك، إضافة إلى لقاء الأديان.
واختار البابا زيارة مدينة أور، مسقط رأس النبي ابراهيم وفق التقليد، ليحج إليها ضمن محطات زيارته إلى العراق، لكنه لن يجد في محافظة ذي قار في جنوب العراق، إلا عائلة مسيحية واحدة.
وسبق زيارة البابا لمدينة أور، زيارته للنجف الأشرف ولقائه المرجع الديني علي السيستاني،
وحطت طائرة بابا الفاتيكان في مطار النجف صباح أمس، وعادت ظهراً إلى بغداد لإقامة قداس في كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية في المدينة، على أن يستكمل سفره إلى المدن العراقية اليوم الأحد ضمن جدول زيارته.
ووصل البابا صباح أول من أمس الجمعة إلى بغداد ليبدأ زيارة تاريخية للعراق تستمر ثلاثة أيام، حاملاً رسالة تضامن إلى المسيحيين هناك، وساعياً إلى تعزيز تواصله مع المسلمين.
سيرياهوم نيوز 6 – الوطن