آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الإرداة الفولاذية والإدارة الحكيمة

الإرداة الفولاذية والإدارة الحكيمة

 

 

مالك صقور

 

لو لم يجر تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة وبين الكيان الصهيوني أمام كاميرات تصوير فضائيات العالم ، لما صدّق الناس في أربعة أركان الأرض ، كيف تّم التبادل !!

لقد عجزت ” إسرائيل “بكل إمكاناتها التكنولوجية ، وأجهزة التنصت الراقية ،وكل براعة الموساد فخر الصناعة الإسرائيلة ، وقد أثبت الموساد أنه يصطاد من يشاء من أعدائه في كل مكان على سطح الكرة الأرضية ، وهذا ما نفذّه الموساد فعلاً ..لكن لم يستطع أن يعرف أين مكان الرهائن الإسرائييلين في بقعة صغيرة تحت الأرض في غزّة المدمرة ..

لم يبق حجر على حجر في قطاع غزة ، ومشاهد الدمار أمام عيون العالم كله ، لم تحصل حتى في الحربين العالميتين ، مع ذلك ، لم تستطع إسرائيل ولا الولايات المتحدة وبمساعدة بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن تجد مكان الرهائن ، ولهذا نقول : غزة المعجزة .. وأن كل القوى التي ذكرت أعلاه لم تستطع أن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني الجبار ..

قالوا كثيراً ، وسيقولون أكثر : ماذا استفادت حركة حماس ؟ مادام كل هذا الخراب وهذا الدمار ، وبعد قوافل الشهداء والمصابين والجرحى ؟

الجواب : هو مشاهد طوابير الشعب الفلسطيني الجبار الذي يحمل كفنه على كتف وسقط المتاع على الكتف الآخر متجها مبتهجا إلى دياره المدمرة ، رافعاً شارة النصر من بين الركام .

قولوا ما شئتم : لكن أثبت الشعب الفلسطيني أن الكرامة أغلى من الروح وأن الحرية أغلى من الممتلكات والعقارات .. ولهذا شاهد العالم كله كيف عاد الشعب إلى دياره مشياً ، متحديا الأحتلال ، وهو يعرف ما يبيت له العدو في الأيام القادمة .. مع ذلك ، أعلن هذا الشعب أنه لن يرحل عن أرضه .. فالأفضل أن يدفن فيها ولن يغادرها ؛ مستفيداً من درس النكبة 1948 ..

في مشاهد تبادل الأسرى ، تجلت الإرادة الفولاذية : حيث تنشق الأرض ويخرج الأبطال ومعهم الأسرى معززين مكرمين يحملون هدايا ولو كانت رمزية ؛ عكس ما يخرج الأسير الفلسطيني مذلا مهانا..هزيلاً من الجوع والتعذيب . وهذا برهان آخر على أخلاق الثوري الفدائي المقاوم الفلسطيني ، وعلى همجية وبربرية ونازية الصهيوني الذي يدّعي الديمقراطية والرقي !!

في مشاهد تبادل الأسرى تجلت بطولة رجال المقاومة أمام آلات التصوير وهم يقفون بكل شموخ مرفوعي الرأس غير آبهين بكل تهديدات الكيان ، الذي اقتحم جنين للإنتقام .

بلى ..

لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الكرامة الوطنية أغلى من الروح ؛ وأن الحرية أغلى مافي الوجود ..

(موقع أخبار سوريا الوطن ١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ملاحظات مقلقة..!!!

      غسان كامل ونوس     – كثافة المفردات الدينيّة والطائفيّة والمذهبيّة في اللقاءات والأحاديث والمنشورات والمبادرات. – كثافة المرويّات التاريخيّة والاستشهادات النصّيّة ...