البلوغ المبكر لدى الفتيات: الأسباب والتأثيرات

تواجه فتيات كثيرات ظاهرة البلوغ المبكر، بعدما بدأ متوسط العمر الذي تظهر فيه علامات البلوغ ينخفض بشكل ملحوظ في القرن الماضي. قد تظهر بعض الفتيات علامات البلوغ في سن السادسة أو السابعة، وهي مشكلة تثير القلق بسبب تأثيراتها المحتملة في الصحة البدنية والنفسية.

التحولات الزمنية لبدء البلوغ

تشير دراسات حديثة إلى أن متوسط عمر بداية البلوغ لدى الفتيات انخفض بمقدار 3 أشهر في كل عقد من عام 1977 إلى 2013. في دراسة جديدة نشرت في مجلة JAMA Network Open، تبيّن أن الدورة الشهرية بدأت في سن أصغر للفتيات اللاتي وُلدن بين عامَي 1950 و2005. كما تضاعف تقريباً عدد الفتيات اللاتي يعانين من الحيض المبكر (أقل من 11 عاماً).

أسباب البلوغ المبكر

يرتبط البلوغ المبكر بعدد من العوامل، بما في ذلك السمنة، إذ تؤدي زيادة الدهون في الجسم إلى إفراز هرمونات تؤثر في بداية البلوغ. كما أنّ النظام الغذائي غير الصحي، الغني بالوجبات السريعة والأطعمة المعالجة، قد يسهم في ذلك أيضاً. من جهة أخرى، تشير الدراسات إلى أنّ الإجهاد، بما في ذلك محن الحياة المبكرة، قد يكون له دور في تسريع عملية البلوغ لدى الفتيات.

قد يكون النظام الغذائي غير الصحي سبباً.

قد يكون النظام الغذائي غير الصحي سبباً.

التأثيرات النفسية والجسدية

يمكن أن تترتب على البلوغ المبكر مشكلات جسدية وعاطفية طويلة المدى. من الناحية الجسدية، قد ينمو الجسم بشكل أسرع ويتوقف النمو في وقت مبكر، ما يؤدي إلى طول أقل. كما أن الفتيات اللواتي يمررن بالبلوغ المبكر قد يكنّ عرضة للإصابة بسرطان الثدي والسمنة وأمراض القلب في المستقبل.

على الصعيد النفسي، قد تواجه الفتيات تحديات في التعامل مع التغيرات الجسدية، ما يسبّب لهن شعوراً بعدم التوافق مع أقرانهن. وأظهرت الدراسات أنّ الفتيات اللواتي يصلن إلى البلوغ مبكراً يعانين من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق، وقد يواجهن صعوبات في تكوين صداقات سليمة.

التعامل مع البلوغ المبكر

ويرى متخصّصون أنّه يتعيّن على الآباء والأمهات مراعاة التعامل مع هذه التغيرات بوعي وحذر، خاصة أنّ الفتاة قد تبدأ في إظهار سلوكيات مراهقة قبل الأوان. من المهم أيضاً التواصل المستمر مع الأطباء لمتابعة تطوّر البلوغ. في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية لتأخير البلوغ في حال حدوثه في سن مبكرة جداً.

البلوغ المبكر هو مشكلة معقدة تتطلب استجابة شاملة من الأسرة والمجتمع. عبر تقديم الدعم النفسي والجسدي للفتيات، يمكن الحد من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة وضمان تعاملهن بشكل أفضل مع التغيرات التي يمررن بها.