رحاب علي وعامر ديب
رصد الاضطرابات النفسية بين طلاب المدارس وكيفية التعامل مع حالاتهم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم شكلت أهم الأهداف التي تسعى وزارة التربية لتحقيقها ضمن برنامج (رأب الفجوة في الصحة النفسية) عبر فريق من الأطباء والمثقفين صحياً مخصصين لذلك ولا سيما أنه وفقاً لأرقام منظمة الصحة العالمية فإن تعرض البلدان للحروب يسهم برفع نسبة انتشار هذه الاضطرابات بين السكان من 5 إلى 13 بالمئة حسب شدتها.
ويسعى برنامج (رأب الفجوة في الصحة النفسية) الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية للتعويض عن نقص الأطباء النفسيين والاستفادة من قدرات الأطباء العامين (غير الاختصاصيين) من اختصاصات أطفال وداخلية وأذينة وغيرها وتدريبهم ليصبحوا قادرين على رصد حالات الاضطرابات النفسية وتشخيصها وفق تصريح مديرة الصحة المدرسية في الوزارة الدكتورة هتون الطواشي لـ سانا.
وتستهدف وزارة التربية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حالياً مئة طبيب و350 مساعدة ومثقفة صحية ضمن (برنامج رأب الفجوة) وفق الطواشي مشددة على أهمية تعزيز الصحة النفسية والعقلية للطلاب خلال الفترة الحالية وتمكين أطباء الصحة المدرسية والمرشدات النفسيات والمثقفات في مجال الدعم النفسي الاجتماعي والإسعاف النفسي الأولي من رصد وتشخيص الحالات النفسية بين التلاميذ وإحالتهم إلى مستوصفات الصحة المدرسية لتقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهم.
ووفق مدير برنامج الصحة النفسية والعقلية في منظمة الصحة العالمية في سورية الدكتور نبيل سمروجي تتزايد حالات الاضطرابات النفسية بين الأطفال والمراهقين اللاجئين والعائدين إلى سورية جراء سنوات الحرب التي مرت على البلاد مشيراً إلى وجود حاجة ماسة للاستثمار في المهنيين على المستوى الوطني للمساهمة بتقديم خدمات الصحة العقلية والنفسية على المستوى المجتمعي وبشكل خاص في المدارس.
وذكر سمروجي أن التشخيص المبكر لحالات الاضطراب النفسي والعصبي يساعد بتحقيق نتائج علاجية أفضل مشيرا إلى إحصائيات عالمية تفيد بأن 20 بالمئة من الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم يعانون من أمراض نفسية (معطلة ومعيقة) وأن ما يقارب 50 بالمئة من جميع الاضطرابات النفسية والعصبية لدى البالغين تبدأ قبل سن الـ 14 عاماً.
وبالتوازي مع برنامج (رأب الفجوة) فهناك ضرورة لوضع برنامج (الخدمة العلاجية) لتقديم الدعم النفسي العلمي المدروس في الوقت والمكان المناسبين وفق رأي المعالجة النفسية ريم أسعد فيما لفتت خولة خليل المساعدة الصحية في مستوصف عبد القادر الخرساء إلى ضرورة فهم المشاكل التي يعاني منها الطفل وتقديم المساعدة حسب نوع وطبيعة المشكلة لديه.
وكانت منظمة الصحة العالمية أطلقت في عام 2008 برنامج (رأب الفجوة في الصحة النفسية) في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض للتصدي لانعدام تقديم الرعاية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية وانضمت وزارة التربية في سورية للبرنامج عام 2019 مع البدء بتدريب أول 100 طبيب من أطباء الصحة المدرسية آنذاك.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا