آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » رائدة وقاف صوت الحق في زمن الصمت

رائدة وقاف صوت الحق في زمن الصمت

 

وسام كنعان

 

 

مثلما كان الجمهور يتداول شائعة أنّ النجمة دانا مارديني هي ابنة الممثلة المخضرمة سمر سامي وظلّ بعضهم يؤكد المعلومة حتى بعد نفيها مرات متلاحقة من صاحبتَي الشأن، كذلك ارتبطت شائعة لطيفة بالإعلامية السورية رائدة وقّاف منذ بداية ظهورها على القنوات الرسمية مفادها بأنّها ابنة المذيعة الشهيرة ماريا ديب بسبب الشبه بينهما، عدا عن أنّ ابنة مقدمة «ما يطلبه الجمهور» (أشهر برامج التلفزيون السوري في القرن الماضي) أصلاً صحافية وتعمل في أهم المحطات العربية!

 

على أيّ حال، انطلقت وقّاف من «إذاعة دمشق» المختبر الإعلامي الذي أطلق أهم الخبرات الصحافية المحلية، ورفد عدداً كبيراً من المنابر بطاقات خلّاقة، ثم سرعان ما انتقلت إلى التلفزيون، وعملت في تقديم الأخبار والبرامج السياسية. كما دأبت على تطوير نفسها عبر دورات تدريبية مع محطات إعلامية دولية من بينها BBC، إضافة إلى تعميق مهاراتها عبر «كورسات» إعداد البرامج السياسية والإخبارية في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك. كذلك، خضعت إلى دورة تحرير إخباري في هولندا، فيما توّجت مشوارها المهني بتولّيها إدارة محطّة «سوريا دراما» لثلاث سنوات، وشغلت أخيراً منصب نائبة رئيس «اتحاد الصحافيين السوريين» ورئيسة لجنة الحريّات فيه.

 

رغم السقوف المنخفضة والدولة المختطفة من قبل المؤسسات الأمنية في عهد النظام البائد، إلا أنها جرّبت قدر الإمكان مساندة الصحافيين الذين كانت تقع عليهم مظلوميات كبيرة، ويتم استدعاؤهم إلى الأفرع الأمنية بشكل دوري، هذا إن سلموا من الاعتقال، وخصوصاً بعد صدور «قانون الجرائم الإلكترونية» الذي سلّط سيف الفسادين على رقاب الصحافيين، وكان في ظاهره يوحي بضبط السوشال ميديا السورية، بينما حقيقته هدفت إلى تحقيق مزيد من كمّ الأفواه! حينها، رافقت وقاف ـــ بذريعة مهمّتها ـــ كل الصحافيين الذين كانت تُبعث إليهم رسائل واضحة لمراجعة الأمن الجنائي في مدّة أقصاها 48 ساعة بسبب مقالاتهم التي ينشرونها عبر حساباتهم على السوشال ميديا. وفي حال عدم الامتثال، كانت تصدر مذكرة توقيف بحق الصحافي! في تلك الأوقات العصيبة، كانت وقّاف تساند زملاءها بما يتاح لها من إمكانات متواضعة، إلى جانب أنها وجه معروف يحظى بالاحترام.

 

مساء الأحد الماضي، أطلّت المذيعة السورية في فيديو بدت فيه شاحبة ومتوترة، وسرعان ما انهارت بالبكاء، وهي تناشد رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع ليتدخل شخصياً ويخبرها عن مكان أخيها الدكتور المهندس قصي وقّاف الذي اقتادته جهة مجهولة من أمام بيته في مدينة صحنايا (ريف دمشق)، مؤكدة على أنها راجعت الأمن العام، ونقاطاً عدّة من دون معرفة مصيره.

 

حصد الفيديو قرابة 700 ألف مشاهدة، وتداولاً كثيفاً في غضون مدة قصيرة. لم تمض سوى ساعات حتى نشرت وقاف صورة لها مع شقيقها قصي بعد خروجه سالماً موجهة شكرها وعرفانها لـ «الشيخ ياسر الحاج علي قائد «ثورة الكرامة» في صحنايا ولمحمد الحسين المسؤول الأمني في صحنايا، وللهفة كل الأصدقاء». أما في حديثها معنا، فتقول وقّاف: «لا أملك سوى الأمنيات النبيلة لكل من واكبني في محنتي ولإيماني المطلق ببراءة أخي الذي درس الهندسة في بلغاريا ونال الدكتوراه في مصر، وكان ضابطاً سابقاً في الجيش برتبة لواء يخدم في إدارة المهندسين وهو ستيني، ولم يكن يملك من أمر كل ما يحصل شيئاً…. آمل أن نتخطى مرحلة الانتقامات العشوائية والاتهامات الجزافية، وأن يدرك الناس بأن الافتراء مسألة خطيرة لا يمكن لنا بناء بلدنا من دون تجاوزها».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

البراغماتية: فلسفة العمل والتجربة في مواجهة تحديات العصر

  د. حمدي سيد محمد محمود     “الفلسفة البراغماتية (Pragmatism) هي تيار فلسفي نشأ في الولايات المتحدة خلال أواخر القرن التاسع عشر، ويُعتبر أحد ...