اعداد:محمد عزوز
ولد الامام الامير كريم شاه الحسيني اغا خان الرابع إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية في جنيف في 13 ديسمبر 1936 وهوالابن الأكبر للأمير علي شاه (1911-1960) وزوجته الأولى الأميرة تاج الدولة علي خان.
قضى الأمير كريم طفولته في نيروبي كينيا، وتلقى تعليمه الأول من خلال الدروس الخصوصية. التحق بعد ذلك بمدرسة لا روزي في سويسرا، وهي أكثر مدرسة داخلية تكلفةً في أوروبا.
درس الأمير كريم في جامعة هارفرد، حيث انتُخب عضوًا في نادي دلفيك، وتخصص هناك في التاريخ الشرقي.
عندما تُوفي جده، الذي أوصى بأن يتسلم الإمامة حفيده كريم من بعده ، نتقل من كونه مجرد طالب جامعي إلى منصب الإمام الإسماعيلي النزاري الجديد ليحل بذلك محل جده.
قال عن ذلك: «تغيرت حياتي بالكامل بين ليلة وضحاها، استيقظت وعلى كاهلي مسؤوليات جدية تجاه ملايين من البشر، وكنت أعلم أنه سيتعين عليّ التخلي عن أحلامي بالدراسة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ».
تخرج الآغا خان الرابع من هارفرد عام 1959، بعد سنتين من تولي مرتبة إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية، مع درجة بكالوريوس في الآداب من قسم التاريخ.
من بين الأهداف التي ذكر الآغا خان أنه يعمل على تحقيقها: القضاء على الفقر العالمي، وتطبيق التعددية الدينية وتعزيزها، والنهوض بمكانة المرأة، وتكريم الفن والعمارة الإسلامية. وهو مؤسس مؤسسة الآغا خان للتنمية ورئيسها، وهي واحدة من أضخم الشبكات التنموية الخاصة في العالم. تعمل المؤسسة على تحسين البيئة، والصحة، والتعليم، والهندسة المعمارية، والثقافة، وتمويل المشاريع الصغيرة، والتنمية الريفية، والحد من الكوارث، وتعزيز مشاريع القطاع الخاص، وتنشيط المدن التاريخية.
منذ توليه مكانة إمام الطائفة الإسماعيلية النزارية عام 1957، شارك الآغا خان في تغييرات اقتصادية وسياسية كبيرة .
وكان الآغا خان الرابع أول زعيم عقيدة دينية يخطب في الجلسة المشتركة للبرلمان الكندي، وذلك في 27 فبراير عام 2017.
وكان عضواً في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والمعهد الملكي للمعماريين البريطانيين، وأكاديمية الفنون الجميلة
وقد حصل الأغا خان الرابع على معاملة خاصة من رؤساء الدول، إذ منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “صاحب السمو” في عام 1957، بعد فترة قصيرة من اختياره لخلافة عائلته .
كما حصل على العديد من الأوسمة طوال حياته تقديرًا لمساهماته الإنسانية، بما في ذلك:
وسام الإمبراطورية البريطانية، تقديرًا لخدماته في مجال العمل الخيري العالمي.
جوائز التنمية المستدامة، التي منحتها له منظمات دولية.
في عام 1984، حصلَ على جائزة “توماس جيفرسون ميموريال فونديشن في الهندسة المعمارية” من جامعة فيرجينيا.
في عام 1996، حصلَ على “جائزة هادريان” المرموقة من صندوقِ المعالم العالمية، الولايات المتحدة.
في عام 2005، قُلِّد “وسام كارنيجي للإنسانية” المرموق. |في عام 2009، حصل على لقب “رجل العام للأعمال الخيرية ” من قِبل لو نوفيل إيكونومست، باريس.
في عام 2013، حصلَ على “الميدالية الذهبية” من المعهد الملكيّ المعماريّ الكندي.
من عام 2009 إلى عام 2013، أُدرج في قائمة “واحدٌ من أكثر 500 شخصية مؤثرة في العالم” من قبل “مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية”، في الأردن.
في عام 2015، حصل على جائزة “بادما فيبهوهان”، وهي ثاني أرفع جائزةٍ مدنيةٍ في جمهورية الهند.
حصل على العديدِ من الشهاداتِ الفخريّة من الجامعات في جميعِ أنحاءِ العالم بما في ذلك “جامعة تورنتو”، “جامعة سانكور”، “جامعة لندن”، “جامعة هارفارد”، و”جامعة كامبريدج”.
حصل على عددٍ من الجنسيات الفخرية منها الكندية والبرتغالية والفرنسية وغيرها.
تقدم مؤسساته جائزة الآغا خان في العمارة الإسلامية.
صاحب أكبر مكتبات لندن.
صديقٌ شخصي لعددٍ من الرؤساء والزعماء وكبار رجال الأعمال حول العالم.
حظيت جهوده بالثناء من قبل القادة الغربيين وكذلك من رؤساء الدول في العالم الإسلامي، الذين رأوا فيه شخصية تحويلية تجمع بين التقاليد والحداثة .
وتُعدُّ الإسماعيلية النزارية ثاني أكبر طائفة شيعية بعد الطائفة الإثني عشرية، وهي منتشرة حاليًا في أكثر من 25 دولة، ويُقدَّر عدد أتباعها بحوالي 12 مليون شخص. ينتشر معظمهم في مناطق مثل آسيا الوسطى، جنوب آسيا، إيران، الصين، شرق إفريقيا.
وتنتظر الجماعات الإسماعيلية النزارية الآن إعلان خليفته. وفقًا للتقاليد،حيث سيتم اختيار الإمام الجديد بناءً على التعليمات التي تركها الآغا خان قبل وفاته.
ويُعتبر الأمير رحيم آغا خان، ابنه الأكبر، المرشح الأبرز لتولي القيادة، ولكن لم يتم تأكيد ذلك رسميًا بعد .
توفي مساء الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2025 في لشبونة عاصمة البرتغال عن عمر ناهز 88 عاما بعد عقود من القيادة الروحية لملايين الإسماعيليين حول العالم. وأعلنت شبكة الآغا خان للتنمية، ومؤسسة الإمامة ، عن الوفاة ، وقالتا إنه توفي محاطا بأسرته.
وأثارت وفاته ردود فعل دولية، حيث أعرب قادة سياسيون ودينيون عن تعازيهم. وأعرب الملك البريطاني تشارلز الثالث، الصديق الشخصي للآغا خان، عن حزنه لفقدان حليف قديم.
تولى الآغا خان الرابع منصب الإمام في 11 يوليو 1957، خلفا لجده الآغا خان الثالث سلطان محمد شاه ، ليصبح أحد أبرز الشخصيات الدينية والاقتصادية عالميا.
(موقع اخبار سوريا الوطن -وكالات وصحف مختلفة )